وحشية العنف في هايتي: اغتصاب جماعي للنساء وزيادة العنف الجنسي ضد الأطفال بنسبة 1000%

وفي حديثها إلى الصحفيين في نيويورك اليوم الخميس عبر تقنية الفيديو، قالت ريتشاردسون إن “الخوف والصدمة والإرهاق” يخيم على الهايتيين الأكثر ضعفا وسط عنف العصابات المستمر الذي أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص داخليا – نصفهم من الأطفال – وهو ما يعادل حوالي 10 في المائة من سكان البلاد وتضاعف ثلاث مرات عن العام الماضي.
وقالت إن العديد من الناس يفرون من مناطقهم تاركين وراءهم كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، مضيفة أن “هذا الوضع المحزن يحتاج حقا إلى إيجاد نهاية”.
الأطفال يتحملون وطأة الأزمة
خلال العام الماضي، قُتل أكثر من 5600 شخص في عنف العصابات في هايتي، في حين أن العنف الجنسي منتشر ضد النساء والأطفال على وجه الخصوص، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي. وبحسب اليونيسيف، فقد زادت حالات العنف الجنسي ضد الأطفال بنسبة ألف بالمائة بين عام 2023 والعام الماضي. وكل هذا يحدث في حين لا تعمل سوى ثلث المؤسسات الصحية في البلاد بكامل طاقتها.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية إن الأطفال يتحملون وطأة الأزمة حيث زادت عمليات التجنيد في العصابات بنسبة 70 بالمائة في عام واحد، وإنهم يُجبرون على القيام بأعمال عنف.
وأضافت: “ربما تكون الوجبة الوحيدة التي سيحصلون عليها في اليوم أو في يومين هي التي يمكن للعصابات تقديمها، وفي المقابل يُطلب من الأطفال القيام بأعمال مروعة للغاية”.
وقالت إن نصف سكان هايتي بحاجة إلى مساعدات غذائية كبيرة، فيمت يتزايد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وتأخر النمو. وبالإضافة إلى ذلك، قالت إن مكتبها تلقى تقارير تفيد بأن ما يقرب من 400 ألف هايتي غادروا البلاد العام الماضي رغم المخاطر الكبيرة، بما في ذلك عبر البحر.
مواصلة العمل الإنساني
وقالت السيدة ريتشاردسون إن المجتمع الإنساني يواصل العمل على تلبية الاحتياجات في هايتي على الرغم من التحديات العديدة، بما في ذلك القيود المفروضة على الوصول وإغلاق المطار الدولي منذ تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقالت إن خطة الاستجابة الإنسانية التي بلغت قيمتها نحو 600 مليون دولار في العام الماضي تم تمويلها بنسبة 43 في المائة، 60 في المائة منها جاءت من الولايات المتحدة التي علقت مساعداتها الخارجية مؤقتا. وتطالب خطة الاستجابة هذا العام بجمع نحو 900 مليون دولار.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية إنها واثقة من أنه إذا تم حشد التمويل “فإننا نستطيع على الأقل أن نبذل قصارى جهدنا وأكثر من ذلك” لتوصيل المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية والحماية والدعم النفسي والاجتماعي لضحايا الاغتصاب، “ودعم الأطفال الذين يريدون ترك سيطرة العصابات”. وأضافت: “نحن نعتمد على المجتمع الدولي، وعلى التضامن المستمر… لم يعد هناك وقت نضيعه في هايتي”.
“فرض السلام”
وردا على الأسئلة حول الرسالة التي أرسلها الأمين العام أنطونيو غوتيريش هذا الأسبوع إلى مجلس الأمن بهدف تعزيز وتمكين بعثة دعم الأمن متعددة الجنسيات بقيادة كينيا، أوضحت السيدة ريتشاردسون أن المقترح سيكون “نوعا من النموذج الهجين” لميزانية حفظ السلام المقررة وكذلك المساهمات الطوعية.
وكررت موقف الأمم المتحدة بأن هذا “ليس الوقت المناسب لحفظ السلام – فالسلام غير موجود – وما هو مطلوب هو فرض السلام”. ومع ذلك، أكدت أن السيد غوتيريش قدم رؤية مفصلة لدعم البعثة، والقرار يعود الآن إلى مجلس الأمن.
وشددت منسقة الشؤون الإنسانية على الحاجة إلى القدرة على “العمل على عدة مسارات في نفس الوقت”، بما في ذلك خلق بدائل للشباب ووضع خطة لعودة المؤسسات بمجرد تحسن الظروف الأمنية.
مشهد محزن
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية إنه على مدار السنوات الثلاث منذ توليها منصبها، شهدت ارتفاع مستوى نشاط العصابات بشكل دراماتيكي للغاية.
وقالت إن المركز الاقتصادي الصغير للعاصمة بورت-أو-برنس يشهد ازدحاما شديدا مع استمرار الناس في الفرار من العنف، حيث يعيش الكثير منهم في ملاجئ مؤقتة أو في الشارع. وقالت إن المساحة في المدينة حيث “يشعر الناس بالأمان تتقلص وأنا أراها وأشعر بها وأسمعها”. وأضافت: “تشعر أن آليات التأقلم هنا تتضاءل بالفعل ومن المحزن أن نشهد ذلك”.
وحشية العنف في هايتي: اغتصاب جماعي للنساء وزيادة العنف الجنسي ضد الأطفال بنسبة 1000% المصدر: