اخر الاخبار

أطوار القمر بالترتيب وتأثيرها وكيفية حدوث تغيرات شكل القمر

يمرّ القمر بسلسلةٍ من المراحل الظاهرة تُعرف بظاهرة أطوار القمر، حيث يتبدّل شكله المرئيّ تدريجيًّا بدءًا من المحاق مرورًا بالهلال ثم البدر، ليعود مرةً أخرى إلى المحاق، تتكرّر هذه الدورة باستمرار، وتعود هذه التغيّرات إلى حركة القمر حول الأرض ضمن مدارٍ بيضويّ الشكل، ويستغرق إتمام دورةٍ واحدة قرابة 29 يومًا و12 ساعةً و44 دقيقة، وهي ما تُعرف بالشهر القمريّ.

أطوار القمر بالترتيب

جدول المحتويات

تحدث أطوار القمر نتيجة تبدّل المواقع النسبيّة بين القمر والأرض والشمس أثناء دوران القمر؛ فيؤثّر ذلك في الجزء الذي يمكن رؤيته من سطحه المُضاء، وفي الحالات العاديّة يضيء ضوءُ الشمس نصفَ القمر (باستثناء أوقات الخسوف)، ويبدو هذا النصف للراصد على الأرض مُضاءً بدرجاتٍ متفاوتة؛ تبدأ من الانعدام التامّ في المحاق وتصل إلى الإضاءة الكاملة في البدر، ويُعرف الحدّ الفاصل بين الجزء المُضاء والجزء المُظلِم من سطح القمر باسم الحدّ الشمسيّ.

الطور المرحلة
المحاق (New Moon) تُعَدّ هذه المرحلة بداية دورة قمريّة جديدة؛ يكون القمر خلالها في أقرب نقطةٍ له من الشمس، فيجعله غير مرئيّ من الأرض لأن جانبه المُضاء يكون موجَّهًا بعيدًا عن ناظرينا، وإذا وقع القمر بين الأرض والشمس تمامًا قد نشهد ظاهرة كسوف الشمس نتيجة حجبه أشعتها.
الهلال المتزايد (Waxing Crescent) تظهر هذه المرحلة بعد المحاق مباشرةً؛ فيبدأ القمر بالابتعاد عن محاذاة الشمس، ويبدأ جزءٌ صغير منه بالتوهّج بفعل أشعة الشمس، فيبدو لنا كقوسٍ رفيع من الضوء في السماء الغربيّة بعد الغروب.
التربيع الأوّل (First Quarter) يضيء نصف القمر الظاهر لنا (وتحديدًا الجزء الأيمن)، بينما يظلّ النصف الآخر مُظلِمًا، وفي هذه المرحلة يكون القمر قد أكمل رُبع دورته حول الأرض، ويقع على زاوية 90° من الشمس، وتستمرّ المساحة المُضيئة في الازدياد يومًا بعد يوم.
الأحدب المتزايد (Waxing Gibbous) في هذه المرحلة يكون أكثر من نصف القمر مُضاء؛ إذْ يتوسّع الضوء تدريجيًّا من 50.1 % إلى 99.9 %، إذ يشبه القمر شكل بيضة أو دائرة غير مُكتملة وهو في طريقه إلى الاكتمال.
البدر (Full Moon) عندما يكتمل القمر إضاءةً تمامًا ويقع في مواجهة الشمس مع وجود الأرض بينهما، نراه بدرًا كاملًا مُضيئًا في السماء، ويُعَدّ هذا الطور أكثر المراحل إشراقًا، ويحدث عندما يبتعد القمر عن الشمس بزاوية 180°، وعند حدوث اصطفافٍ تامٍّ بين القمر والأرض والشمس يحدث خسوف القمر.
الأحدب المتناقص (Waning Gibbous) يلي اكتمال القمر؛ فتبدأ مساحة الضوء بالتقلّص تدريجيًّا، ويظهر القمر مستديرًا لكنه يبدأ في النحافة من أحد الجانبين، فتنخفض إضاءته من 99.9 % إلى 50.1 %. يشرق في ساعات المساء المتأخّرة ويغرب في الصباح التالي.
التربيع الثاني (Last Quarter) يُعرَف أيضًا باسم الربع الأخير؛ إذْ يظهر فيه النصف الأيسر من القمر مُضاء، ويكون القمر قد أكمل ثلاثة أرباع دورته، ويستمرّ بالتناقص حتى يعود إلى طور المحاق، كما يظهر عادةً في منتصف الليل ويغرب عند الظهر.
الهلال المتضائل (Waning Crescent) المرحلة الختاميّة من الدورة القمريّة؛ إذْ ينخفض الضوء تدريجيًّا حتى يكاد يختفي، فيبدو القمر كمنجلٍ رفيع في السماء، حيث يكون مرئيًّا في ساعات الفجر قبل أن يعود إلى طور المحاق وتبدأ دورة جديدة.
اقراء ايضا  مكتب ترجمة معتمد القطيف أفضل 3 مكاتب يمكنك الاعتماد عليها

كيف تحدث تغيّرات شكل القمر؟

مراحل خسوف القمر

تتشكل أطوار القمر نتيجة رؤيتنا للجزء المُضاء من سطحه من زوايا هندسيّة مختلفة، وليس كما يظنّ بعضُهم بسبب ظلّ الأرض (الذي لا يؤثر في القمر إلا في حالات الخسوف)، تنتج هذه الظاهرة الفلكيّة عن تغيّر الموقع النسبيّ لكلٍّ من الشمس والأرض والقمر، فيَظهر القمر بأشكالٍ مختلفة في السماء.

عندما تقع الشمس والقمر على طرفَين متقابلَين من الأرض، ينعكس ضوء الشمس كاملًا على وجه القمر المقابل لنا فنراه بدرًا مُضيئًا.

أمّا عندما يتقابل موقع القمر والشمس من الجهة نفسها للأرض، فإن ضوء الشمس لا يصل إلى الوجه المواجه لنا ويختفي القمر تمامًا في ظلمة السماء؛ وهذه هي مرحلة المحاق (القمر الجديد).

يُطلَق على مرحلتَي البدر والمحاق اسم نقطتَي الاقتران؛ حيث تصطفّ الشمس والأرض والقمر تقريبًا على خطٍّ مستقيم، ويستغرق القمر نحو 29.53 يومًا (29 يومًا و12 ساعةً و44 دقيقة تقريبًا) لإكمال دورةٍ كاملة من طورٍ إلى الطور نفسه التالي؛ وهي مدة تُعرَف بـ«الشهر القمريّ الاقترانيّ».

هذا الإطار الزمني أطول قليلًا من الشهر الفلكيّ الذي يستغرق فيه القمر 27.32 يومًا ليدور حول الأرض نسبةً إلى موقع النجوم الثابتة؛ ويعود هذا الفارق إلى الحركة المشتركة لكلٍّ من الأرض والقمر حول الشمس، فيحتاج القمر إلى وقتٍ إضافيّ ليعود إلى الموقع النسبيّ نفسه من الأرض والشمس.

العلاقة بين القمر والشمس والأرض

الشمس والأرض

يُظهِر تأمّل القمر ومتابعة أطواره نمطًا منتظمًا يُميّز مراحله؛ فهي ليست عشوائيّة بل تسير وفق دورةٍ دقيقة يمكن التنبؤ بها، هذا التغيّر المستمرّ في شكل وحجم الجزء المُضاء منه يستبعد فكرة أنّ القمر يصدر الضوء من نفسه؛ إذ لو كان كذلك لما أضاءت أجزاؤه وأظلمت بطريقةٍ منتظمةٍ تُظهر حدودًا دقيقة بين النور والظلام. الحقائق المُستخلَصة:

  1. اللمعان الكُلّيّ المتوازن لسطح القمر.
  2. ضعف إشعاعه الحراريّ مقارنةً بالشمس إلى حدٍّ يمكن إهماله.
  3. ظهور الهلال كمقطعٍ مُضاء واضح الحدود.
اقراء ايضا  الدنمارك منزعجة من طريقة حديث إدارة ترمب عن غرينلاند

تُفسَّر هذه المشاهدات بسهولة إذا اعتبرنا القمر كرةً معتمة ينعكس عليها ضوء الشمس فيُضيء جزءًا منها يظهر لنا من الأرض.

مدة الدورة القمرية وتأثيرها الزمني

المدة بين طورين قمريَّين متتاليَين ليست ثابتة؛ فالقمر يدور حول الأرض في مدارٍ إهليلجيّ، ما يجعله أحيانًا أقرب إلى الأرض وأحيانًا أبعد، يزداد سرعته المداريّة عند الاقتراب ويبطؤ عند الابتعاد، فيؤثّر ذلك مباشرةً في توقيت ظهور الأطوار القمرية، تُسهم طبيعة مدار الأرض الإهليلجيّ حول الشمس كذلك في تغييراتٍ دقيقة في توقيت الأطوار، فيجعل أطوار القمر ظاهرةً ديناميكيةً لا تخضع لتوقيتٍ ثابت بل تتشكّل وفق «رقصةٍ كونيّة» معقّدة.

تأثير أطوار القمر على التقويم القمري

تقويم

تُعرَّف السنة القمرية بأنّها الزمن الذي يستغرقه القمر ليُكمل 12 دورة كاملة حول الأرض؛ يبلغ طولها نحو 354.37 يومًا، أي أقصر من السنة الشمسيّة بنحو 11 يومًا، لذلك بُنِي التقويم الهجريّ على أساس السنة القمرية لتحديد المناسبات الدينية في العالم الإسلاميّ.

  • في التقويم الهجريّ يكون الشهر إمّا 29 أو 30 يومًا اعتمادًا على رؤية الهلال.
  • في التقويم الصينيّ يُعَدّ يوم المحاق (الاقتران) بداية الشهر.
  • في بعض التقاويم الهندوسيّة يبدأ الشهر في اليوم التالي لاكتمال القمر أو لحدوث المحاق.
  • يعتمد التقويم العبريّ كذلك على الرؤية البصريّة للهلال الجديد.

استخدامات معرفة أطوار القمر في الحياة اليومية

  • معرفة الوقت: عندما يكون القمر في طور البدر يكون على الجانب المقابل تمامًا للشمس؛ لذا يشرق القمر مع غروب الشمس، كما يؤخِّر القمر شروقه اليوميّ بنحو ساعة تقريبًا بسبب حركته في مداره، وهو نمطٌ يمكن استخدامه لتقدير الوقت خلال الشهر القمري.
  • تنظيم حركة المدّ والجزر: يُسهم القمر بنسبةٍ كبرى في ظاهرة المدّ والجزر؛ فاختفاؤه قد يؤدّي إلى انخفاض مستوى المدّ والجزر بما يصل إلى 75 %، ما يُخلّ بالنظم البيئية الساحلية.
  • رصد القمر: يمكن رصد الأطوار بالعين المجرّدة، أو باستخدام مناظير وتلسكوبات بسيطة. تُساعد تطبيقات الهواتف الذكية (مثل Sky Map أو Star Walk) في تحديد موقع القمر وطورِه، للحصول على أفضل رؤية يُستحسَن اختيار مواقع بعيدة عن التلوّث الضوئيّ.
اقراء ايضا  الاتحاد والهلال - أخبار السعودية

الفرق بين الجانب المُضيء والمُعتم من القمر

القمر، كالأرض، يستمدّ نوره من الشمس؛ فالجزء المواجه للشمس مُضاء، والمقابل في الظلّ، حيث يدور القمر حول محوره بسرعة تساوي تقريبًا دورته حول الأرض، لذا يُرينا الوجه نفسه دائمًا (الجانب القريب)، بينما يظلّ الجانب الآخر (الجانب البعيد) بعيدًا عن أنظارنا رغم أنّه يمرّ هو أيضًا بمراحل من الإضاءة والظلمة.

الظواهر المرتبطة بتغيّر شكل القمر

الظاهرة متى تحدث؟ التفسير
خسوف القمر عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر أثناء طور البدر. يحجب ظلّ الأرض أشعة الشمس عن القمر، وقد يكون الخسوف كليًّا أو جزئيًّا.
كسوف الشمس عندما يتحرك القمر بين الشمس والأرض أثناء طور المحاق. يحجب القمرُ أشعةَ الشمس كلّيًا أو جزئيًا عن مناطق معيّنة من الأرض؛ ولا يحدث ذلك دائمًا لأن مدار القمر يميل 5.1° عن مدار الأرض.

 


أطوار القمر بالترتيب وتأثيرها وكيفية حدوث تغيرات شكل القمر المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام