«أعياد بيروت»… موسيقى تنهض بمدينة لا تموت

أطلقت لجنة مهرجان «أعياد بيروت» برنامج حفلاتها لصيف 2025 تحت شعار «رجعت الأعياد لبيروت»، مؤكدةً عودة الفرح والأمل إلى العاصمة بعد سنوات من التحديات. ومنذ انطلاقه قبل 10 أعوام، بات المهرجان موعداً ثابتاً تنتظره بيروت كل صيف. وخلال العام الحالي تنطلق فعالياته في 8 يوليو (تموز)، وتُختتم في 28 منه.
يُقدّم المهرجان باقة من الحفلات المتنوعة التي تُرضي جميع الأذواق، وتحمل كل أمسية عنواناً يعكس الأمل والتفاؤل لمدينة تنهض من رماد الأزمات. وكأن بيروت تطوي صفحة المآسي لتتنفس الحياة من جديد.
الحدث من تنظيم شركات «ستار سيستم»، و«تو يو تو سي»، و«غات»، ويقام برعاية وزارتي السياحة، والثقافة.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أكد مدير شركة «ستار سيستم»، أمين أبي ياغي، أن إصراره على إقامة المهرجان نابع من محبته لبيروت، قائلاً: «تمثّل العاصمة بالنسبة لي نقطة البداية، ولها مكانة خاصة في قلبي. ورغم تنقُّلي بين بلدان ومدن لتنظيم حفلات، تبقى لبيروت نكهتها الفريدة».
وشهد فندق «فوكو» وسط العاصمة المؤتمر الصحافي الخاص بإطلاق برنامج المهرجان، بحضور وزيرة السياحة لورا لحود، وتقديم الإعلامي الدكتور جمال فياض. وقد تضمَّن المؤتمر عرضاً مرئياً تعريفياً بكل حفلة، عبر شاشة عملاقة. وأشارت الوزيرة لورا إلى أن بيروت ستكون خلال شهر كامل محط أنظار الجميع بفضل هذا المهرجان، مضيفة: «ستكون وجهة لكلِّ من اختار الفرح والأمل نهج حياة، كما ستساهم في إبراز تألُّق العاصمة، خصوصاً أن لبنان بحاجة إلى مثل هذه الفعاليات التي تعكس صورته الحقيقية».
تنطلق حفلات «أعياد بيروت» مع الفنانة ماجدة الرومي في 8 يوليو، ضمن أمسية بعنوان: «بيروت ستّ الدنيا»، وهي إطلالتها الأولى في العاصمة بعد غياب طويل.
وفي 10 يوليو، يلتقي الجمهور مع فرقة «غاد سايف ذا كوين» (God Save the King)، المشاركة الأجنبية الوحيدة في المهرجان خلال العام الحالي. وأوضح أبي ياغي، أن الظروف المضطربة في لبنان تشكِّل مصدر قلق للفنانين الأجانب، ما يدفعهم للتردد في المشاركة.
من جهته، ذكر جهاد المر من شركة «غات»، خلال المؤتمر، أن المهرجان استضاف سابقاً أسماء عالمية بارزة، بيد أن استقدامها بات مهمة صعبة في الوقت الراهن.
يتضمن برنامج المهرجان حفلات لكل من فرقة «أدونيس» في 15 يوليو بعنوان: «وديان». تليها أمسية يحييها الفنان الشامي في 17 يوليو عنوانها: «يا ليل بيروت».
وفي 22 يوليو، يطلّ النجم جوزيف عطية للعام الثاني على التوالي في حفل عنوانه: «بيروت يا كل الدني». أما الفنان آدم، فيسجِّل مشاركته الأولى على مسرح «أعياد بيروت» بحفل يقام في 24 يوليو تحت عنوان: «خلص الدمع يا بيروت». ويلتقي الجمهور مجدداً مع الموسيقي غي مانوكيان في 25 يوليو ضمن أمسية بعنوان: «بيروت إلى الأبد». وتختتم الفنانة إليسا المهرجان في 28 يوليو بليلة رومانسية تفيض إحساساً، وشجناً.
وعن أهمية هذا الحدث للعاصمة، يقول جهاد المرّ في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «من المهم جداً أن تطلّ بيروت نابضة بالفن والحياة من خلال هذا المهرجان، أسوة بمدن لبنانية عدّة من خلال مهرجاناتها. ولا بدّ أن يكون لبيروت أيضاً منصّة تحتفي بجمالها، وروحها الحلوة».
ويضيف، مستذكراً أمجاد الماضي: «حفلات بيروت كانت تضاهي أهم المهرجانات العالمية، واستقطبت أسماء كبرى مثل بافاروتي، وتوم جونز، وبول أنكا، وميكا، وخوسيه كاريراس. أما اليوم، فالأوضاع العامة لا تشجّع على استضافة نجوم من هذا الحجم، وهو أمر يترك في قلبي غصة. لكننا نصرُّ على المضيّ قدماً، واستعادة مكانتنا على الخريطة الفنية الذهبية».
ويشير أمين أبي ياغي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أسعار بطاقات الحفلات حُدِّدت بعناية لتكون في متناول جميع الفئات، إذ تتراوح بين 30 و200 دولار حسب الفنان. ويضيف: «وجدنا تعاطفاً لافتاً من النجوم المشاركين، الذين تفهّموا ظروفنا، وراعوا الوضع المالي للمهرجان، في ظل غياب أي دعم رسمي من الدولة».
وفيما يخص إمكانية توسيع القدرة الاستيعابية لبعض الحفلات، يوضح أبي ياغي: «المكان على الواجهة البحرية يتّسع لنحو 3 آلاف مقعد، ومع الحضور وقوفاً يمكن أن نصل إلى 5 آلاف شخص. لذلك، لا نعمد إلى إضافة مقاعد بين حفلة وأخرى».
«أعياد بيروت»… موسيقى تنهض بمدينة لا تموت المصدر: