أهم العوامل المؤثرة في المناخ عوامل طبيعية وعوامل بشرية

هناك العديد من العوامل المؤثرة في المناخ في كل أنحاء العالم، منها التي يرجع سببها إلى العوامل الطبيعية أي لا دخل للإنسان فيها ومنها التي تحتاج إلى تدخل النشاط البشري من أجل التأثير بها، علاوة على فترة تأثر المناخ بتلك العوامل تختلف من عامل إلى أخر، فمنها ذات التأثير الطويل فتظل فترة من الزمن ومنها التي تؤثر فقط على المناخ لفترة قصيرة من الزمن.

ما هو المناخ؟

المناخ هو عبارة عن حالة الطقس التي تكون عليها في منطقة ما طوال العام، تتأثر تلك الحالة بالعديد من العوامل سواء الطبيعية منها أو البشرية.

العوامل المؤثرة في المناخ

من أهم العوامل الطبيعية التي تؤثر في المناخ هي المسطحات المائية المتنوعة والتضاريس وخط العرض، بينما من أهم العوامل البشرية التي تؤثر عليها هي قطع الغابات وحرق الوقود الأحفوري والزحف العمراني وتربية الماشية واستخدام وسائل النقل المتعددة.

كل تلك العوامل السابقة عندما تتفاعل معًا تقوم بتشكيل المناخ الخاص بالمنطقة، ولنتحدث تفصيلًا عن العوامل الطبيعية المؤثرة.

العوامل الطبيعية المؤثرة في المناخ

1- خطوط العرض “المسافة الفاصلة عن خط الاستواء”

من العوامل المؤثرة بشكل جوهري في المناخ هي المسافة الفاصلة بين المكان عن خط الاستواء، حيث نجد أن أشعة الشمس تصل إلى الأرض بزوايا ذات درج منخفضة عند الأقطاب سواء الشمالية أو الجنوبية بالتالي تكون أقل فاعلية في تسخين الأرض على تلك المناطق.

علاوة على إنها في تلك المناطق أشعة الشمس تمر من خلال طبقات سميكة من الغلاف الجوي وبالتالي يتشتت جزء كبير من أشعة الشمس وتفقد جزء من الطاقة الحرارية قبل الوصول إلى سطح الأرض، بينما نلاحظ أنه في المناطق القريبة من خط الاستواء فأشعة الشمس تسقط بشكل عمودي أو مائل ويقترب من العمودي بالتالي يتم اختراق مسافات أقل من الغلاف الجوي مما يترتب عليه جعل تلك المناطق تكون أكثر حرارة ويرجع ذلك لوصول كمية مرتفعة من الطاقة الشمسية بشكل مباشر.

لذلك كلما ابتعدنا عن خط الاستواء يكون المناخ أكثر برودة، كما أنه وجد اختلاف كبير في أوقات النهار عند الأقطاب بين الشتاء والصيف، حيث نجد أن الشمس في الصيف القطبي تكون ظاهرة طوال الوقت وتعرف تلك الظاهرة ب “شمس منتصف الليل”، وعلى الرغم من وجود الشمس طوال الوقت إلا أن الحرارة الناجمة عنها ليست مثل خط الاستواء ويرجع ذلك لزاوية أشعة الشمس المائلة بالتالي الحرارة الناتجة عنها أقل.

بينما في الشتاء القطبي يحدث عكس السابق فإن الشمس في ذلك الوقت لا تشرق تمامًا وذلك لفترة طويلة من الزمن، والتي قد تصل لأسابيع أو أشهر يكون بها القطب في ظلام كامل وتُعرف تلك الظاهرة ب “الليل القطبي”، ويظهر أحيانًا في تلك الفترة الشفق القطبي.

لكن المناطق التي تتواجد على جانبي خط الاستواء لا يحدث فرق كبير في طول الليل والنهار خلال فصلي الشتاء والصيف، أي كلاهما يمر بنفس عدد الساعات تقريبًا “12 ساعة”.

2- الابتعاد عن البحر

من العوامل المؤثرة في المناخ بشكل كبير هو البحر، حيث نجد أن المناطق الساحلية تكون دافئة أكثر من المناطق التي تبتعد عنه، ونلاحظ أن المناطق التي تتواجد في منتصف القارة تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة خصوصًا في الصيف تكون درجات الحرارة شديدة في الارتفاع والطقس يكون جاف وذلك يرجع لعملية تبخير الرطوبة البحرية قبل أن تصل إلى مركز اليابسة.

3- تيارات المائية “المحيطات”

من العوامل الطبيعية المؤثرة في المناخ التيارات المائية، حيث تؤثر تيارات المحيطات بشكل كبير في ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة. وتلك التيارات هي عبارة عن كتل مائية تمشي في مسارات معينة ولمسافات قد تصل إلى الآلاف الكيلومترات داخل المحيطات.

ويتم تشكيل تلك التيارات بسبب وجود علاقة معقدة بين كل من الغلاف المائي للمحيطات والغلاف الجوي للأرض، حيث يحدث هنا تبادل طاقة بين الغلاف الجوي والكتلة المائية المجاورة لها.

4- اليابسة وأشكالها

أحد العوامل الطبيعية المؤثرة العوامل المؤثرة في المناخ هي الجبال، فمعدل تساقط الأمطار على الجبال تكون أعلى من المناطق الأخرى المنخفضة وذلك يرجع لبرودة الهواء في المناطق المرتفعة والذي يكون بمثابة دافع للهواء الرطب حتى يتكاثف ويسبب سقوط الأمطار.

كلما كان المكان في التضاريس أعلى من مستوى البحر كلما كان المكان أكثر برودة، ويرجع ذلك لأن كلما كان الارتفاع أكبر كلما كان الهواء أقل سماكة وبالتالي قدرته على امتصاص الحرارة والاحتفاظ بها كانت أقل، وللتأكد من ذلك ستلاحظ الثلوج التي تكسو الجبال طوال العام.

5- ظاهرة النينو

هي أحد الظواهر المؤثرة على كلا من أنماط الشلالات والرياح في الدول التي تقع على المحيط الهادي، وهي عبارة عن ظاهرة تشير إلى ارتفاع غير طبيعي في درجة الحرارة الخاصة بسطح المحيط الهادي الاستوائي وبشكل خاص من ناحية الجزء الشرقي.

تلك المياه الدافئة تعمل على إَضافة كلا من الرطوبة والطاقة إلى الغلاف الجوي وهذا يترتب عليه تغيرات في هطول الأمطار حيث تزداد وتقل في مناطق ومناطق، كما أن أنماط الرياح تتغير كلا من سرعتها واتجاهها، وعلى أثر ذكر ظاهرة النينو فهناك ظاهرة أخرى تسمى النينيا وهي عكس الظاهرة الأخرى فهي عبارة عن مياه باردة في المحيط الهادئ حيث يحدث انخفاض غير طبيعي في درجة الحرارة للمحيط الهادئ الاستوائي.

6- اتجاه الرياح

الرياح من العوامل المؤثرة في المناخ خصوصًا على المناطق الساحلية أو المناطق الداخلية البعيدة عن السواحل، حيث تمتلك الرياح القدرة على تغيير حالة المناخ. فالرياح القادمة من البحار تأتي محملة بالأمطار على المناطق الساحلية بينما الرياح التي تأتي على المناطق الداخلية البعيدة عن السواحل تأتي مصحوبة بالهواء الجاف.

فنلاحظ على سبيل المثال الرياح التي تأتي إلى بريطانيا من أوروبا الوسطى تكون طبيعتها جافة وباردة في الشتاء بينما التي تأتي من أفريقيا تكون طبيعتها جافة حارة.

العوامل البشرية المؤثرة على المناخ

فيما مضى كان تأثير العامل البشري على المناخ ضئيل جدًا لكن مع مرور الزمن وازدياد العدد السكاني والمضاعفة في أعداد الأشجار المعرضة للقطع كل ذلك جعل العامل البشري عامل مؤثر قوي على المناخ.

1- تصنيع البضائع

بعض الصناعات التحويلية ينتج عنها انبعاثات والتي يكون معظمها ناتج من حرق الوقود الأحفوري المستخدم من أجل إنتاج الطاقة لصنع المنتجات المختلفة مثل الصلب والإلكترونيات والأسمنت والحديد والملابس وغيرها من المنتجات الأخرى، كما يتم إطلاق من العمليات الصناعية والتعدين وصناعة البناء غازات، كما نلاحظ أن الآلات التي يتم استخدامها في عملية تصنيع البلاستيك تستخدم الغاز أو الفحم أو الزيت، لذلك الصناعات التحويلية تعد من أكبر المشاركين في انبعاثات الغازات الدفيئة.

2- توليد الطاقة المتنوعة

حيث توليد كلا من الحرارة والكهرباء الناتجة من حرق الوقود الأحفوري تشارك في جزء كبير من الانبعاثات المؤثر على المناخ، كما أنه يتم استخدام طرق مثل حرق الفحم أو الزيوت أو الغاز والتي تسبب في إنتاج غاز أكسيد النيتروز وغاز ثاني أكسيد الكربون، وكلاهما يعدان من الغازات الدفيئة القوية والتي تعمل على حبس حرارة الشمس وتغطية الأرض.

3- قطع الأشجار والغابات

هناك العديد من الأسباب التي يتم من خلالها التخلص من الغابات وقطع الأشجار على سبيل المثال من أجل إنشاء المراعي أو المزارع، ولكن ذلك يسبب الانبعاثات وذلك لأن الأشجار تخرج الكربون المخزن بداخلها عند قطعها، ونجد أنه سنويًا يتم تدمير حوالي 12 مليون هكتار من الغابات، والغابات لها قدرة كبيرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون بالتالي نتيجة لتدميرها فإننا فقدنا قدرة كبيرة على إبقاء الانبعاثات خارج الغلاف الجوي.

4- إنتاج المواد الغذائية

على الرغم من أن تلك العملية قد نجدها أنها بسيطة ولكنها تمر بالعديد من المراحل والتي ينتج عنها انبعاثات بشكل كبير ففي البداية يتم التخلص من الغابات من أجل إنشاء المراعي والزراعة، كما تمر الماشية والأغنام بعمليات هضم، كما يتم استخدام السماد الطبيعي والأسمدة في زراعة المحاصيل واستخدام الآلات زراعية من أجل تشغيل المعدات كل ما سبق يزيد من إنتاج الغازات الدافئة والانبعاثات.

5- وسائل النقل

تعد وسائل النقل أحد أهم العوامل المؤثرة في المناخ حيث ينتج منها غاز الميثان والغازات الدفيئة المختلفة وغاز ثاني أكسيد الكربون.

إذن يوجد العديد من العوامل المؤثرة في المناخ سواء الطبيعية أو البشرية بالتالي نعاني من تغيرات مناخية عبر مرور الزمن ويمكن أن نعالج تلك المشكلة عن طريق التحكم وعلاج المشكلات الناجمة عن العامل البشري.