إطلاق الحوار العالمي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي

أطلِق الحوار رسميا اليوم الخميس في اجتماع رفيع المستوى عقِد ضمن فعاليات الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين.
وقال غوتيريش في كلمته عن الركيزة الأولى وهي السياسة، إن الحوار هو “المحفل العالمي الرئيسي للتركيز الجماعي على هذه التكنولوجيا التحويلية”.
وأفاد بأن أهداف الحوار العالمي واضحة وهي:
⬅️ المساعدة في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي آمنة وموثوقة قائمة على القانون الدولي وحقوق الإنسان والرقابة الفعالة،
⬅️ تعزيز التوافق بين أنظمة الحوكمة من خلال مواءمة القواعد وتقليل الحواجز وتعزيز التعاون الاقتصادي وتشجيع الابتكار المفتوح، بما في ذلك الأدوات مفتوحة المصدر والموارد المشتركة، بحيث تكون متاحة للجميع.
وقال غوتيريش: “سيأخذ هذا الحوار العالمي في الاعتبار آثار الذكاء الاصطناعي بجميع أبعاده الاجتماعية والاقتصادية، والأخلاقية والتقنية، والثقافية واللغوية”.
صندوق عالمي لتنمية القدرات
وعن الركيزة الثانية للحوار وهي العلم، قال أمين عام الأمم المتحدة إن إنشاء اللجنة العلمية الدولية المستقلة المعنية بالذكاء الاصطناعي “إنجاز آخر – إذ يضع العلم في صميم جهودنا”.
وأطلق غوتيريش دعوة مفتوحة للمرشحين – من جميع المناطق والتخصصات – للجنة التي ستتألف من 40 خبيرا.
وعن الركيزة الثالثة، وهي القدرات، أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى تقريره حول خيارات التمويل لبناء قدرات الذكاء الاصطناعي.
وقال: “سأبدأ قريبا مشاورات مع الدول الأعضاء، والجهات الممولة المحتملة، والشركاء بشأن إنشاء صندوق عالمي لتنمية قدرات الذكاء الاصطناعي”.
وكانت الجمعية العامة اعتمدت قرارا لإنشاء الحوار العالمي واللجنة العلمية في آب/أغسطس الماضي.
خيارات نتخذها معا
رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة قالت إن الحوار العالمي يهدف إلى ضمان أن يكون لكل دولة، كبيرة كانت أم صغيرة، صوت في تشكيل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وقالت: “في عالم منقسم، اتفقت الدول الأعضاء على أمر واحد: قوة الذكاء الاصطناعي بالغة الأهمية بحيث لا يمكن تركها لقلة محظوظة. يجب علينا تسخير إمكاناته، وتقليل مخاطره، وتحقيق المساواة في نطاقه”.
وأفادت بأن وكالات الأمم المتحدة توظف الذكاء الاصطناعي، الذي يمكن بحسب رأي الخبراء أن يسرع التقدم فيما يقرب من 80% من أهـداف التنمية المستدامة.
لكنها حذرت من ثلاثة تحديات تشمل التركيز والحوكمة والاستدامة.
ودعت إلى بناء القدرات في كل مكان، وضمان أن يكون لجميع الدول مكان على الطاولة، وأن تكون الحوكمة سريعة وعادلة بما يكفي لمواكبة الوتيرة، وأن تكون الأخلاق والإنصاف والاستدامة في صميم هذه الثورة.
وقالت: “المستقبل لن يشكل بالخوارزميات وحدها، بل سيتشكل من خلال الخيارات التي نتخذها معا”.
ما بين حرية التعبير وخبرات المتخصصين
كان بين المتحدثين في الاجتماع ماريا ريسا الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2021 لعملها في الدفاع عن حرية التعبير.
وقالت ريسا إن “تنظيم التكنولوجيا ليس مسألة حرية تعبير، بل يتعلق بالسلامة العامة. لذا، فإن المعركة هي من أجل الحقائق والحقيقة والثقة، ومعركة من أجل إنسانيتنا”.
ودعت إلى “إنهاء الإفلات من العقاب في العالم الافتراضي”.
وتحدث أيضا عدد من ممثلي شركات التكنولوجيا بما فيها مايكروسوفت التي قال ممثلها براد سميث إن هناك حاجة لشراكات جديدة بين القطاعين العام والخاص تطلق العنان للتمويل “الذي سيساعدنا على الوصول إلى كل ركن من أركان العالم”.
وشدد على أهمية الحوار العالمي واللجنة العلمي، داعيا إلى الاستثمار في تعزيز تلك المبادرة.
أما ممثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دارون عاصم أوغلو فقال إنه يمكن اختيار مسار تكنولوجي يُسهم في المعرفة البشرية وازدهارها، مضيفا: “يمكننا أن نمتلك ذكاء اصطناعيا يُوفر فرص عمل جيدة، ويتمتع بإمكانيات تناسب الجميع، بغض النظر عن مستوى تعليمهم ودخلهم”.
وأعرب عن أمله في أن يساعد الاجتماع على “إدراك وجود مسار مُجدٍ تقنيا ومُناسب اجتماعيا للذكاء الاصطناعي”.
أما ممثلة معهد “الذكاء الاصطناعي الآن” أمبا كاك فحذرت من أن هناك حوافز قوية للشركات للمبالغة في ادعاءات الفوائد والتقليل من شأن المخاطر، مضيفة أنه لا يمكننا الاعتماد على الشركات في وضع دراساتها الخاصة.
وقالت: “نحن بحاجة إلى أدلة موثوقة ومستقلة، وهذا ينطبق بشكل خاص على المجالات عالية المخاطر، سواء كانت المستشفيات أو النظام التعليمي أو حتى في ساحة المعركة حيث يتم دمج هذه الأنظمة بسرعة”.
وأوضحت أن هناك مجتمعا متناميا من التقنيين المستقلين القادرين والراغبين في تقديم خبراتهم، وهم بحاجة ماسة إلى موارد ودعم مؤسسي.
إطلاق الحوار العالمي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي المصدر: