ارتفاع درجات الحرارة يعني مزيدا من الخسارة، ويجب أن يكون المؤتمر الـ30 للمناخ نقطة تحول


جاءت تصريحات غوتيريش في كلمته أمام قمة بيليم للمناخ للقادة التي تنعقد قبل بضعة أيام من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 30 (COP30) في مدينة بيليم البرازيلية في الفترة ما بين 10 و21 تشرين الثاني/نوفمبر.
وشدد على أنه إذا تحركنا الآن، وبسرعة كبيرة وعلى نطاق واسع، يمكن جعل تجاوز حد 1.5 درجة مئوية صغيرا، وأقصر، وآمنا قدر الإمكان، وإعادة درجات الحرارة إلى ما دون 1.5 درجة مئوية قبل نهاية القرن.
هدف 1.5 درجة مئوية هو ما اتفقت دول العالم على عدم تخطيه في ارتفاع درجات حرارة العالم، مقارنة بعض ما قبل الثورة الصناعية.
استجابة جريئة وموثوقة
وقال أمين عام الأمم المتحدة إن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ ينبغي أن يطلق شرارة عقد من التسارع والإنجاز. ودعا الدول إلى “الاتفاق على خطة استجابة جريئة وموثوقة” لسد فجوة طموحات المساهمات المحددة وطنيا إلى 1.5 درجة مئوية.
وشدد كذلك على أنه يجب توضيح مسار واضح وموثوق للوصول إلى 1.3 تريليون دولار أمريكي سنويا لتمويل المناخ للدول النامية بحلول عام 2035، كما هو متفق عليه في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في باكو (كوب-29).
وقال غوتيريش كذلك إنه يتعين على الدول النامية أن تغادر مؤتمر بيليم مزودة بحزمة عدالة مناخية توفر الإنصاف والكرامة والفرص، “وهذا يعني خطة ملموسة لسد فجوة تمويل التكيف”.
وأكد أنه “بإمكاننا اختيار القيادة، أو أن ننقاد إلى الخراب”، وأن تكون بيليم “نقطة تحول”، وأن “نقف مع العلم والعدالة والأجيال القادمة”.
“واقع اليوم”
سيليستى ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية كررت في كلمتها أمام الحاضرين تحذير الأمين العام للأمم المتحدة قائلة “تستمر سلسلة درجات الحرارة الاستثنائية المقلقة”.
وأشارت إلى تقرير تحديث حالة المناخ الذي أصدرته المنظمة اليوم، منبهة إلى أنه من المتوقع أن يكون عام 2025 ثاني أو ثالث أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق.
وأفادت بأن متوسط درجة الحرارة في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير وآب/أغسطس 2025 كان أعلى من مستويات ما قبل الصناعة بنحو 1.42 درجة مئوية.
وقالت ساولو: “هذا ليس مجرد تحذير بعيد، بل هو واقع اليوم”، محذرة من أن الارتفاع القياسي في مستويات الغازات المسببة للاحتباس الحراري يعني أنه سيكون من المستحيل عمليا الحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية في السنوات القليلة المقبلة دون تجاوز هدف اتفاق باريس مؤقتا.
وأكدت أن “العلم لا يحذرنا فحسب، وإنما أيضا يجهزنا للتكيف”. وختمت كلمتها بالقول: “فليُذكر مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب-30) لحظة يغير فيها العالم مساره”.
مرفق الغابات الاستوائية
وفي نفس القمة وفي محاولة لمواجهة تقلص الغابات الاستوائية بمعدلات مثيرة للقلق، تطلق البرازيل مبادرة جديدة تهدف إلى وضع حماية الغابات في صميم العمل المناخي العالمي.
سيكافئ الصندوق الدول التي تنجح في وقف إزالة الغابات، ويهدف إلى جعل قيمة بقاء الغابات أعلى من إزالتها. ويمكن أن يوجه ما يصل إلى 4 مليارات دولار سنويا إلى ما يصل إلى 74 دولة.
خلال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا عن الاستثمار الافتتاحي في الصندوق بقيمة مليار دولار.
وفي حديثها مع أخبار الأمم المتحدة خلال ذلك الأسبوع، أكدت المديرة التنفيذية لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP30)، آنا توني، أن 20% من مدفوعات كل دولة ستخصص مباشرة للمجتمعات المحلية، مما يعزز التركيز على الشعوب الأصلية والجهات الأخرى التي تحمي الغابات في مجتمعاتها وخارجها.
ارتفاع درجات الحرارة يعني مزيدا من الخسارة، ويجب أن يكون المؤتمر الـ30 للمناخ نقطة تحول المصدر:











