ازدهار بيئة الأعمال الرقمية في السعودية: الذكاء الاصطناعي والتخطيط المبتكر

مع تسارع التحوّل الرقمي في المشهد الحضري والعالمي، تقود المملكة العربية السعودية مسيرة ملهمة من تحقيق اهداف التخطيط الاستراتيجي الذي يرسخ مكانة السعودية في طليعة هذا التحول الرقمي الناجح مع رؤية 2030، تعيد المملكة تشكيل نماذج الأعمال التقليدية مستفيدةً من استخدام الوسائل الرقمية والتقنيات الحديثة لدعم تحقيق التخطيط الحضري والاقليمي المستدام وتعزيز جودة الحياة بالاستخدام الأمثل للتقنيات المتقدمة في جميع الانشطة كأحد الحوافز للتنويع الاقتصادي والتنافسي العالمي.وتشير توقعات السوق الى نموّ ملحوظ في قطاع الاعمال والتجارة الرقمية بالمملكة، حيث يرجّح أن يحقق أرباحاً تصل الى 16.53 مليار دولار بحلول العام 2025 مسجّلاً معدّل نمو سنوي بنحو 9.91 في المائة، ليواصل بعد ذلك تقدّمه حتى العام 2029 مع توقعات بتوسّع تصل قيمته الى 24.13 مليار دولار، ما يبشّر بمشهد تجاري جديد للاعمال قائم على الرقمنة والتفاعلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي والابتكار المالي. وتسهم المملكة العربية السعودية في دفع نمو السوق، التزاماً منها بتوفير بيئة تنظيمية تدعم الأعمال التجارية وتطوير بنية تحتية متقدمة تحاكي ايجابيا تطلعات الاجيال القادمة.

محركات رئيسية في مسيرة تطور الأعمال الرقمية بالمملكة

تمتازالسعودية ببنية تحتية لوجستية وتقنية متقدّمة وأطر تنظيمية تعزز الأعمال وأمن البيانات مما يسمح بتطورالاعمال والتجارة الرقمية، إذ يشهد اليوم زيادة في الطلب على المنتجات الحديثة من خلال الخدمات الرقمية، تستدعي نقلة نوعية في البيئة الرقمية الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي مما يجعل الشركات والجهات تتكيف مع المتطلبات المتغيرة للمستخدمين وتلبيتها.

ويقول ماجد حيدر آل معافا، مدير حسابات الأعمال التنفيذي في مجال التقنية الرقمية والتخطيط المستدام، أن لعلّ أحد أهم العوامل المعززة للتخطيط الحضري والاقليمي المستدام وجودة الحياة في المملكة هو تكامل ربط التقنيات كـتقنية IoT، الذكاء الاصطناعيAI وتعلّم الآلة Machine Learning في مختلف العمليات المؤسسية للمساهمة بفعالية في تحقيق عملية التنمية المستدامة من خلال رؤية المملكة العربية السعودية الناجحة في التحول الرقمي 2030، مما يتيح للشركات والجهات تقديم تجارب وفق أعلى جودة في المعايير، حيث تعزز التقنيات الحديثة من تطويرالاستراتيجيات المتبعة لتعزيز تفاعل المستخدمين الايجابي للخدمات الالكترونية. كما تضيف أيضاً الابتكارات الحديثة في مجال التكنولوجيا المالية دوراً محورياً في هذا التحوّل الرقمي، حيث تسهم الوسائل الرقمية المتطورة مثل المحافظ الرقمية ونماذج “اشتر الآن وادفع لاحقاً” في تحسين وتسهيل إتمام المعاملات ودعم الشمول المالي، الأمر الذي يعزز ثقة المستخدمين بالمعاملات الرقمية لتحقيق عنصر من عناصرتخطيط الكفاءة الاقتصادية.

وقال ماجد في ظلّ الزخم الكبير الذي يشهده قطاع الاعمال الرقمي والمعاملات الالكترونية، تسعى أيضاً معظم القطاعات إلى استخدام تقنية البلوكتشين blockchain في خدماتها. كما تسعى أيضاً للارتقاء بتجربة عملائها من خلال اتصالات ومراسلات تفاعلية ووسائل العرض الرقمي الداعمة للتخطيط الحضري المستدام وجودة الحياة مثل تقنية الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) والحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي كما هو مطبّق في تحسين تخطيط المدن الذكية السعودية. علاوة على ذلك، تحرص القطاعات على أتمتة عملياتها لتحسين الخدمات الالكترونية وتطوير حلولها التقنية، بما يضمن أعمال رقمية أكثر فعالية وكفاءة من حيث الجودة والتكلفة، حيث تعمل على تعزيز موثوقية المعاملات وحماية البيانات التي تعزز أنظمة الاتصالات وتقنية المعلومات المتطورة في السعودية لدعم التخطيط المستدام لعنصرهام من التنمية الشاملة في المملكة.

آفاق جديدة – الأسواق المدعومة بالذكاء الاصطناعي

في ظل تسارع التحول الرقمي، يجب أن تعيد الشركات التفكير في استراتيجياتها في السوق للبقاء في دائرة المنافسة. ويقول شيفديال شاران، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط لدى شركة توري هاريس: “يكمن جوهر السوق الرقمي في التكامل السلس – دمج البنية التحتية مع خدمات البائعين لخلق تجربة استهلاكية متماسكة وجذابة. وتتيح الأفكار المدعومة بالذكاء الاصطناعي للشركات تعزيز عملية التخصيص، وتحسين توقعات الطلب، والتوسع بكفاءة دون استثمارات أولية كبيرة.”

وتلبية لهذه الحاجة، أطلقت شركة “توري هاريس” “السوق الذكي” (SMART Souq)، وهو حل رقمي متكامل يعتمد على الذكاء الاصطناعي تم تصميمه لتسريع التفاعل مع المنظومة الرقمية. ويقوم “السوق الذكي” بإحداث تحول رقمي في القطاعات لتسهيل إدارة الأعمال والإجراءات في منصة رقمية موحدة عبرالربط الرقمي التكاملي المرن، إضافة إلى ذلك يساعد استخدام منصة حل السوق الذكي في قطاع العقارات والتعليم والبنوك والخدمات المالية والقطاع الحكومي والرعاية الصحية والتجزئة واللوجستيات، حيث إن المنصة توفر أتمتة العمليات وتوصيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

ما وراء الأعمال الرقمية والتجارة الإلكترونية: مستقبل الأعمال في المملكة العربية السعودية

مع تتطور المملكة العربية السعودية في رؤية 2030، تشهد البيئة الرقمية تطورًا يتجاوز حدود الأعمال والتجارة الإلكترونية التقليدية، لتصبح منظومات رقمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي ومرتكزة على البيانات والعمليات الرقمية الذكية من خلال القطاعات القادرة على الابتكار المستمر وتبني التقنيات الحديثة.

ومستقبلاً، ستكون القطاعات ناجحة عبر التخطيط الاستراتيجي الذي يشمل تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة المتكاملة رقميا التي تتخطى مفهوم الاعمال القائمة على المعاملات التقليدية لإنشاء بيئة أعمال حضرية متطورة وأسواق ذكية قابلة للتوسع التي تركز على تحسين تجربة العملاء وتقديم خدمات مجتمعية عالية الجودة لكافة سكان المملكة. وستحظى كافة القطاعات التي تتبنى هذا التطور الرقمي بميزة دائمة في تحسين تخطيط تنويع الاقتصاد وتطوير الأعمال التي تعزز الاستدامة وجودة الحياة في المملكة.