استثمار قادة الإعلام في الكوادر الوطنية بالسعودية

توجيهات خطبة الجمعة حول تقنيات الذكاء الاصطناعي

وجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الخطباء في المملكة لتخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن شكر نِعَم الله، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي. الهدف هو توعية الناس بأهمية هذه التقنيات وفوائدها، مع التحذير من استغلالها بشكل غير صحيح.

نعمة تعليم الإنسان وتسخير التكنولوجيا

الله سبحانه وتعالى أنعم على البشر بتعليمهم ما لم يكونوا يعلمون، وسخر لهم ما في السماوات والأرض ليستفيدوا منه فيما ينفعهم. ومن بين هذه النعم هي تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هذه التقنيات تساعد في تحسين جودة الحياة بطرق عديدة مثل تسهيل الوصول إلى المعلومات وتحسين الرعاية الصحية وتطوير التعليم.

على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة ودقة للمساعدة في اتخاذ قرارات أفضل في مجالات مثل الطب والهندسة والاقتصاد. وهذا يعكس قول الله تعالى: (وسخّر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه). لذا يجب علينا شكر هذه النعمة باستخدامها فيما ينفع البشرية.

التحذير من الاستخدام السيء للتقنيات الحديثة

رغم الفوائد الكبيرة لتقنيات الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك مخاطر تتعلق باستخدامها بشكل خاطئ. بعض الأشخاص قد يستخدمون هذه التقنيات لنشر الكذب والبهتان والتزوير، مثل تزييف الصور والمقاطع الصوتية والمرئية وانتحال الشخصيات بهدف قلب الحقائق ونشر المعلومات المضللة.

هذا النوع من السلوك يمكن أن يؤدي إلى المساس بالسمعة والأعراض والإضرار بالأبرياء. لذلك يجب علينا أن نتذكر دائماً قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، وأن نكون حذرين عند استخدام هذه التقنيات.

مسؤولية التثبت قبل نشر الأخبار

من المهم جداً أن يتحلى المسلم بالمسؤولية عند التعامل مع الأخبار والمعلومات المنتشرة عبر وسائل التقنية الحديثة. يجب التحقق والتبيّن قبل نشر أي خبر أو معلومة لتجنب الوقوع في فخ الشائعات والكذب.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَفَى بالمَرْءِ كَذِباً أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ). هذا الحديث يحث على ضرورة التأكد من صحة المعلومات قبل تداولها لضمان عدم نشر الأكاذيب التي قد تضر بالمجتمع والأفراد.

عواقب نشر الكذب على المجتمع

نشر الكذب والبهتان له تأثيرات سلبية كبيرة على الأفراد والمجتمعات. عندما يتم تداول معلومات غير صحيحة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الثقة بين الناس وانتشار الفوضى والانقسامات الاجتماعية.

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر بقوله: (مَن قال في مؤمنٍ ما ليسَ فيهِ؛ أسكنَهُ اللهُ رَدغةَ الخَبالِ، حتَّى يخرجَ ممَّا قال). لذلك يجب علينا جميعاً العمل على تعزيز الصدق والنزاهة عند استخدام التقنيات الحديثة لضمان مستقبل أفضل للجميع.