اخر الاخبار

الأمطار تحوّل مخيمات النازحين في غزة إلى “كابوس شتوي”

مراسلنا في غزة نقل لنا مشاهد المعاناة من ميناء غزة والمنطقة الساحلية حيث غمرت مياه الأمطار الخيام المنصوبة على طول شارع الرشيد وميناء غزة المكتظ بالنازحين. وتقوم العائلات بجهود فردية لحفر قنوات بدائية وتصريف المياه، بينما يلجأ الأطفال إلى الجلوس تحت قوارب الصيد المعطلة للاحتماء من المطر.

مع هطول الأمطار على غزة، يلجأ الأطفال إلى الجلوس تحت قارب صيد معطّل كأحد الأماكن القليلة التي توفر لهم مأوى في منطقة النزوح المزدحمة.

تحاول النازحة إيمان أبو جبل إخراج المياه المتسربة من خيمتها باستخدام أدوات بسيطة، وتصف لنا الواقع القاسي الذي واجهته عائلتها: “لا توجد لدينا خيمة جيدة، خيمتنا عبارة عن أغطية بلاستيكية، ونحن نائمون تساقطت علينا الأمطار وغمرت المياه كل الفراش. لا أعلم كيف سأجد مكانا لينام فيه أولادي، جميع الأغطية والفُرُش غمرت بالماء، والمياه تتجمع أمام خيمتي”.

يصف السيد أيمن عبد الله، وهو منهمك في حفر قناة لتصريف المياه التي غمرت خيمته، اليأس الذي دفع النازحين إلى الاعتماد على أنفسهم في مواجهة الكارثة: “نقوم بعمل قناة لتصريف المياه من الخيمة، وجميع الأغطية والفُرُش غمرت بالمياه وها هي منشورة على الحبال”.

مناشدة للحصول على فراش جاف

تتحدث السيدة آمنة عبد الله، وهي تقوم بنشر الأغطية لتجفيفها، عن وضعها كأرملة تعيل أيتاما وعن حاجتها الأساسية لمكان آمن للنوم: “نناشد الحصول على فراش ننام عليه هذه الليلة. جميع الملابس غمرت بالمياه، لا نستطيع النوم ولا الجلوس. ابني يقوم بعمل حفر وقنوات لتصريف المياه بصعوبة. الجيران قاموا بنجدتنا الليلة وقدموا لنا المساعدة، والآن يساعدوننا في حفر قنوات وحفر لتصريف المياه. كل الفُرُش والأغطية غمرت بمياه الأمطار. لا أعرف أين سوف أنام الليلة، وأنا أرملة وبناتي أيتام”.

وقفت أمينة عبد الله بجانب خيمتها التي غمرتها مياه الأمطار. وبالإرهاق، علّقت البطانيات المبللة على الحبال لتجف.

الشتاء تحول إلى كابوس نفسي

تصف السيدة مرام حمدية، التي كانت تقوم بتنظيف أواني المطبخ أمام خيمتها، كيف تحول الشتاء من مصدر فرح إلى مصدر قلق نفسي عميق:

اقراء ايضا  اليوم.. انطلاق مهرجان ولي العهد للهجن في الطائف

“تسربت مياه الأمطار علينا ونحن نائمون. الفُرُش كلها غمرت بالمياه، وملابس أطفالي أيضا غمرت بالمياه. فصل الشتاء أصبح كابوسا لنا. كنا في الماضي نفرح بالشتاء، ولكن الحمد لله، نحن راضون بقدرنا ونصيبنا. في الماضي كنا نحب الشتاء ونفرح به، نشعل النار ونلتفّ حولها، اليوم لا يوجد شيء… كلها انتهت، ولا نعلم إن كانت ستعود”.

نازحة تقوم بدفع مياه الأمطار خارج خيمتها التي غمرتها سيول الليلة الماضية، بينما يقف أطفالها إلى جانبها في أحد مواقع النزوح في غزة، في وقت تفاقمت فيه الظروف المعيشية القاسية أصلا.

معاناة مستمرة منذ الفجر

منذ ساعات الصباح الباكر، كان السيد محمد حبيب يحاول إخراج المياه التي تسربت إلى خيمته وعن ذلك يقول: “منذ الساعة الثالثة فجرا والسماء تمطر، وكما ترون جميع الفُرُش غمرت بالمياه التي تسرّبت داخل الخيمة. منذ الساعة الثالثة فجرا وأنا أحاول نشل المياه من الخيمة وتصريفها إلى الخارج، لأنني إن لم أقم بتصريفها ستدخل علينا المياه داخل الخيمة”.

وشاركته ابنته رهف حبيب هذه الجهود المضنية، معبرة عن حنينها للماضي: “أصبحت الدنيا كلها مياه، واستيقظنا على المياه التي غمرتنا، وطول الليل نقوم بتصريفها إلى الخارج. نفسنا نرجع على بيوتنا وترجع مثل ما كنا عليه في الماضي”.

بدورها، أكدت السيدة نور حبيب، التي نزحت عدة مرات، أن محاولات اللجوء لأرضيات أسمنتية لم تخفف المعاناة، لكنها أعربت عن تسليمها بقضاء الله: “أنا نازحة من أكثر من مكان، وهذه ليست المرة الأولى التي ننزح فيها، ودائما نعاني في الشتاء. وفي جنوب قطاع غزة أيضا كنا نعاني من الشتاء. لجأنا إلى هذا المكان لعلّه يخفف من معاناتنا. للأسف كل نزوح أسوأ من الآخر. لا يوجد مكان مريح. نحن راضون بقضاء الله وقدره، ولا نعرف ماذا نفعل”.

حلول بدائية لمواجهة الغرق

في محاولة لحماية عائلته، استخدم السيد حسام بهار أقل الإمكانيات المتاحة لرفع أرضية الخيمة: “غرقت الخيمة، ولا توجد إمكانيات كالإسمنت لكي نبني حاجزا من الحجارة حول الخيمة لمنع تسرب المياه. بأقل الإمكانيات نقوم بوضع رمال وركام من الحجارة لرفع أرضية الخيمة، لأنه لا توجد أموال لنقوم بذلك بطريقة أفضل. كما ترى الأوضاع صعبة للغاية، الفُرُش مبتلة بالكامل بالمياه، وملابس الأطفال كذلك، والصورة تتحدث عن نفسها”.


الأمطار تحوّل مخيمات النازحين في غزة إلى “كابوس شتوي” المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام