الأمم المتحدة: الإرهاب في منطقة الساحل يشكل تهديدا عالميا متصاعدا


وأضاف الأمين العام قائلا: “نواجه خطر تأثير الدومينو الكارثي عبر المنطقة بأسرها. العديد من البلدان تترنح. الإرهاب في منطقة الساحل ليس مجرد واقع مأساوي إقليمي. فالروابط المتنامية لجماعاته في أفريقيا وخارجها تجعله تهديدا عالميا متصاعدا”.
وسلط الأمين العام الضوء على التطورات في مالي بوصفها نموذجا لخطورة الوضع، مشيرا إلى أن جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” عطلت إمدادات الوقود الحيوية إلى باماكو، مما أدى إلى شح في السلع والخدمات الأساسية، وإجبار عمليات الأمم المتحدة المنقذة للحياة على تقليص خدماتها.
وحذر الأمين العام من أنه إذا استمر هذا الوضع، فقد تكون العواقب وخيمة على الأشخاص الذين يعتمدون على هذه البرامج المنقذة للحياة.
منطقة الساحل الأكثر تضررا من الإرهاب
وقال الأمين العام إن دول الساحل كانت بالفعل قريبة من قاع مؤشر التنمية البشرية، حيث تعاني من مستويات فقر عالية، وضعف المؤسسات، والآثار الكارثية لتغير المناخ. وعلى خلفية هذه الأوضاع الهشة، تواصل الجماعات المسلحة والشبكات الإرهابية ممارسة الضغط على القوات الحكومية.
وأشار الأمين العام إلى أن جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، وبوكو حرام، تواصل توسيع نفوذها واستغلال هشاشة الدول في منطقة الساحل.
وفقا للمؤشر العالمي للإرهاب، فإن خمسة من أصل عشرة بلدان الأكثر تضررا بالإرهاب تقع في منطقة الساحل. وتستحوذ منطقة الساحل على 19 في المائة من الهجمات الإرهابية العالمية – وأكثر من نصف الضحايا المرتبطين بالإرهاب على مستوى العالم.
عواقب كارثية للعنف وعدم الاستقرار
ونبه الأمين العام إلى أن العنف وعدم الاستقرار يسببان معاناة هائلة. فوفقا لمفوضية شؤون اللاجئين:
⬅️نزح حوالي أربعة ملايين شخص عبر مالي وبوركينا فاسو والنيجر والبلدان المجاورة.
⬅️أُغلقت 14,800 مدرسة وأكثر من 900 منشأة صحية في المنطقة، مما حرم الملايين من الرعاية الحيوية.
ثلاثة محاور للعمل العاجل
ودعا غوتيريش الدول الأعضاء ومجلس الأمن إلى العمل الفوري على ثلاثة محاور رئيسية لمعالجة الأزمة التي تتفاقم بسبب الفقر وضعف المؤسسات وآثار تغير المناخ:
⬅️أولا، تعزيز التعاون الأمني والسياسي بين بلدان المنطقة، خاصة بعد انسحاب بعض الدول من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، مؤكدا أهمية الحوار والتعاون بين جميع البلدان لتعزيز بنية التعاون الأمني والسياسي في المنطقة.
⬅️ثانيا، دعا الدول الأعضاء إلى الحفاظ على دعم مالي قوي لخطط الاستجابة الإنسانية في المنطقة، مشيرا إلى أن النداءات الإنسانية الستة في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد لعام 2025 – والتي تتطلب ما مجموعه 4.9 مليار دولار – لا تزال تعاني من نقص حاد في التمويل.
⬅️ثالثا، شدد على أن الإرهاب “يزدهر حيث يتفتت العقد الاجتماعي” وحيث يُحرم الشباب من التعليم والعمل، ما يستلزم استراتيجية تنموية طويلة الأمد.
واختتم الأمين العام حديثه بالتأكيد على التزام الأمم المتحدة بالعمل مع دول الساحل، معربا عن ثقته في أنه بالجهود المنسقة والإرادة السياسية، يمكن تحقيق الأمن والاستقرار والفرص لسكان غرب أفريقيا ومنطقة الساحل.
تحذير من ملاذ دائم للجيوب المتطرفة
الدكتور جوليوس مادا بيو رئيس جمهورية سيراليون – الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لشهر تشرين الثاني/نوفمبر – قال إن سيراليون عقدت هذه الجلسة ليس لمجرد مناقشة أزمة إقليمية، بل للدفاع عن مبدأ: وهو أن صون السلم والأمن الدوليين يمثل مسؤولية جماعية.
وحذر من أنه إذا فشلنا في التحرك بشكل حاسم، لمواجهة الإرهاب في المنطقة “فقد تتحول منطقة الساحل إلى ملاذ دائم للجيوب المتطرفة – على بعد ساعات قليلة من المدن العالمية الكبرى”.
وقال إنه تحدث في الجلسة اليوم ليس بصفته رئيسا لسيراليون فحسب، بل أيضا بصفته رئيسا لهيئة رؤساء دول وحكومات الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) “ممثلا لأكثر من 424 مليون مواطن تربطهم أواصر التاريخ والثقافة والمصير”.
أدناه، يمكنكم متابعة تفاصيل الجلسة عبر موقع البث الشبكي للأمم المتحدة – بالترجمة الفورية إلى العربية.
الأمم المتحدة: الإرهاب في منطقة الساحل يشكل تهديدا عالميا متصاعدا المصدر:











