الأمم المتحدة: التعاون مع منظمة التعاون الإسلامي ضروري في تعزيز جهود السلام

جاء ذلك خلال كلمة خالد خياري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ في جلسة مجلس اليوم الخميس حول التعاون بين الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي بشأن صون السلم والأمن الدوليين.
وقال خياري إن التعاون مع المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية مثل منظمة التعاون الإسلامي يظل أمرا لا غنى عنه، في وقت تتزايد فيه التعقيدات الجيوسياسية، مؤكدا أن هذا التعاون يُعد أولوية رئيسية للأمين العام وجزءا مهما من تنفيذ ميثاق المستقبل.
تضم منظمة التعاون الإسلامي 57 دولة عضوا وتمثل شريحة سياسية واقتصادية وثقافية ودينية مهمة. ويحمل صوتها وزنا كبيرا في بعض الأوضاع المتأثرة بالصراعات حول العالم.
وقال خياري إن الأمم المتحدة تثمن هذه الشراكة – ليس فقط باعتبارها مسألة تعاون مؤسسي – بل كمكون أساسي لجهودنا الرامية إلى تعزيز السلام الدائم والحوكمة الشاملة واحترام القانون الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأوضح أن التعاون بين المنظمتين يمتد ليشمل مجموعة واسعة من المجالات القُطرية والمواضيعية، مشيرا إلى أن الاجتماع العام للتعاون بين الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي – الذي يُعقد كل سنتين بتكليف من الجمعية العامة – يعد منصة مهمة “تجمع كبار ممثلي منظمتينا لتقييم تعاوننا ومناقشة سبل تعزيزه استراتيجيا”.
وأشار إلى أن هذا الاجتماع يكتسب أهمية وإلحاحا متزايدين في سياق المشهد الجيوسياسي المعقد اليوم والبيئة المالية الصعبة.
رؤى متطابقة حول الشرق الأوسط
في منطقة الشرق الأوسط، قال خياري إن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي تتشاركان منذ فترة طويلة، غايات متطابقة في السعي لحل دائم وشامل للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى المؤتمر السنوي المشترك حول قضية القدس، الذي عقدته المنظمتان في العاصمة السنغالية داكار، بتاريخ 9 تموز/يوليو تحت عنوان: “قمع الفلسطينيين وتهجيرهم في القدس في ظل الحرب: نموذج مصغر للوضع في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة”.
وأضاف أن الأمم المتحدة تثمن أيضا منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية لمصادقتهما على خطة التعافي وإعادة إعمار غزة من خلال لجنتهما الوزارية المشتركة، مبينا أن هذه الخطة تُعزّز الضغط الجماعي نحو حل عادل وشامل متجذر في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وقال إن الاجتماع الوزاري القادم لدعم حل الدولتين – الذي تشارك في رئاسته فرنسا والمملكة العربية السعودية – يعد مفتاحا لتسليط الضوء على الإجماع الدولي حول هذه الأهداف وإعادة تأكيد المبادئ التي تدعم حل الدولتين.
التصدي للإسلاموفوبيا
وأعرب خياري عن تقديره للدور الريادي الذي تلعبه منظمة التعاون الإسلامي في مواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا وجميع أشكال التعصب الديني. وأكد وقوف الأمم المتحدة ضد جميع أشكال الكراهية والتمييز، وإيمانها الراسخ بأن التنوع بجميع أشكاله لا يزيد المجتمعات إلا قوة.
وقال إن تعيين الأمين العام للسيد ميغيل موراتينوس مبعوثا خاصا لمكافحة الإسلاموفوبيا يعكس عزم الأمم المتحدة على تكثيف الجهود بشأن هذه القضية الهامة، بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي وشركاء آخرين.
كما أكد المسؤول الأممي خالد خياري الدور المحوري للتعاون بين المنظمتين في دعم السلام والأمن عبر مناطق مختلفة من بينها لبنان، السودان، أفغانستان، سوريا، اليمن، منطقة الساحل، وقضية الروهينجا.
منظمة التعاون الإسلامي
مساعد الأمين العام للشؤون السياسية في منظمة التعاون الإسلامي، يوسف محمد الضبيعي أعرب عن امتنانه للأمين العام للأمم المتحدة على “جهوده المخلصة لتعزيز الحوار والتعاون بين المنظمتين، خدمة لقضايا السلم والأمن والتنمية في العالم”.
وقال في كلمته أمام مجلس الأمن إن التعاون السياسي بين المنظمتين يشكل ركيزة أساسية في مختلف حالات النزاع المدرجة على جدول أعمال منظمة التعاون الإسلامي وعلى رأسها قضية فلسطين.
ونبه إلى أن “التقاعس” عن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية وتأخر الاستجابة العالمية لها “وإمعان إسرائيل في سياساتها الاستعمارية قد تسببا في استمرار أطول احتلال استعماري في العصر الحديث وحروب مدمرة وكوارث ومعاناة إنسانية متفاقمة في الأرض الفلسطينية المحتلة”.
وقال إن المنظمة دعت مرارا إسرائيل للاستجابة للنداء العالمي وإتاحة وصول الإمدادات الإنسانية إلى غزة وغيرها من المناطق المتضررة في فلسطين دون عوائق والكف عن منع وكالات الأمم المتحدة الإنسانية من الاضطلاع بولايتها.
ودعا إلى تنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة لا سيما قرار الجمعية العامة بشأن إعمال فتوى محكمة العدل الدولية الداعية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة. وقال إن المنظمة ترحب وتدعم استئناف مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى المعني بالتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين.
وأعلن دعم منظمة التعاون الإسلامي لخطة الأمم المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والتعصب الديني والإسلاموفوبيا والقولبة النمطية السلبية والتحريض على الكراهية. وأشاد في هذا الصدد بإعلان يوم 15 آذار/مارس يوما دوليا لمكافحة كراهية الإسلام، مرحبا بتعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة الإسلاموفوبيا.
الأمم المتحدة: التعاون مع منظمة التعاون الإسلامي ضروري في تعزيز جهود السلام المصدر: