الأمم المتحدة: الجوع الشديد ينتشر في كل مكان في غزة، وفيديو “توبيخ” البرغوثي غير مقبول

ثمين الخيطان المتحدث باسم المفوضية قال في مؤتمر صحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف إن السلطات الإسرائيلية في الأسابيع القليلة الماضية لم تسمح بدخول المساعدات إلا بكميات أقل بكثير مما هو مطلوب لتفادي جوع شديد واسع النطاق.
وأضاف الخيطان أن الوصول إلى الإمدادات الشحيحة المتاحة قد يكون مسعى مميتا، مضيفا أنه منذ 27 أيار/مايو وحتى 17 آب/أغسطس، وثقت المفوضية مقتل 1857 فلسطينيا أثناء بحثهم عن الطعام، من بينهم 1021 قتلوا بالقرب من مواقع “مؤسسة غزة الإنسانية”، و836 قتلوا على طرق شاحنات الإمدادات. وأشار إلى أن معظم عمليات القتل هذه يبدو أنها اُرتكبت من قبل الجيش الإسرائيلي.
أوامر نزوح ونقص حاد في الإمدادات
وتطرق المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان كذلك إلى تكثيف الجيش الإسرائيلي هجماته في شمال قطاع غزة، وإصداره أوامر نزوح للفلسطينيين، بمن فيهم سكان مدينة غزة مطالبا إياهم بالانتقال إلى منطقة المواصي، حتى مع استمرار الغارات على هذه المنطقة.
وأضاف أنه في يومي 16 و17 آب/أغسطس، سجلت المفوضية خمس هجمات على خيام للنازحين داخليا في المواصي، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل.
وقال: “يعاني مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين إلى المواصي من نقص حاد في الخدمات والإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء والكهرباء والخيام”.
مواد الإيواء ومعوقات الوصول
بدوره حذر يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من “تفاقم الوضع بالفعل” في غزة، مشيرا إلى منع الوصول لإمدادات الإيواء لمدة خمسة أشهر تقريبا، وفي تلك الفترة نزح أكثر من 700,000 شخص.
وأضاف في المؤتمر الصحفي في جنيف: “ما يحدث في كثير من الأحيان هو أن الناس يضطرون إلى مغادرة خيامهم. ربما تم تزويدهم بخيمة ثم ينزحون مرة أخرى ولا تتوفر لهم إمكانية أخذ خيمة معهم”.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها لم يتمكنوا حتى الليلة الماضية من إدخال مواد الإيواء عقب الإعلان الإسرائيلي عن رفع الحظر عن دخول تلك المواد. وأضاف أن هناك مجموعة من المعوقات التي لا تزال بحاجة إلى معالجة، بما في ذلك التخليص الجمركي الإسرائيلي.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى استمرار التحدي الذي يؤثر على قطاع إمدادات المأوى وغيره من القطاعات ويتمثل في متطلبات التسجيل الجديدة للمنظمات غير الحكومية الدولية، والتي تمنع عمليا العديد من الشركاء في المجال الإنساني من إدخال الإمدادات إلى غزة.
وأضاف المكتب أنه لضمان التسجيل، يُطلب من المنظمات غير الحكومية الدولية مشاركة معلومات شخصية حساسة عن الموظفين الفلسطينيين، وهو ما يتعارض غالبا مع التشريعات المحلية لبلدانهم، فضلا عن الخضوع لشروط قد تؤثر على القدرة على الدعوة لحماية المدنيين وتوفير مساحة إنسانية.
وذكَّر المكتب بأن الجوع الشديد في غزة لا يزال قائما، ولا تزال الإمدادات الواردة بعيدة عن الكفاية ولا تصل بالضرورة إلى الفئات الأكثر ضعفا.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي: “ندعو مرة أخرى إلى توسيع نطاق عمليات القطاع الخاص بشكل كبير، والتسهيل الكامل لعمليات التسليم المجتمعية التي تقوم بها مجموعة واسعة من المنظمات الإنسانية والمنظمات المحلية والمنظمات الدولية على حد سواء، مع السماح بدخول الإمدادات عبر جميع المعابر المتاحة، بما في ذلك تلك المؤدية مباشرة إلى الجزء الشمالي من غزة”.
ماذا يقول النازحون في غزة؟
وفي مدينة غزة، أصبح أي نزوح جديد أمرا صعبا للكثيرين في ظل المخاوف من احتمالات التوسع الوشيك والمعلن عنه في الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة. ومن هؤلاء عماد عمر الذي قال لمراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة إن “مسألة النزوح ستكون صعبة للغاية. أنا لا أستطيع النزوح سواء بسبب صحتي أو وضعي المادي”.
أما عزات غباين فأكد أنه لن ينزح مرة أخرى، مضيفا “نزحت من بلدة بيت لاهيا خمس مرات إلى خان يونس، ومخيم المغازي وسط قطاع غزة، ومن ثم إلى رفح، وبعدها عدت إلى بلدة الزوايدة، ثم عدنا إلى هنا. الآن لن أنزح، حتى لو كلف الأمر حياتي. لن أنزح لأن الإمكانيات المادية لا تسمح. لا يوجد عمل ولا أموال ولا خيام، إلى أين نذهب؟ لا يوجد مكان آمن”.
السيدة الفلسطينية أم أشرف السري قالت لمراسلنا إنها هي الأخرى لا تستطيع النزوح مرة أخرى، مضيفة: “ليس لدي مقدرة على المشي، عمري خمسون عاما، لقد تعبت”.
مروان البرغوثي
وفي شأن آخر، علـّق المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان عن مقطع فيديو “يظهر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وهو يوبخ ويهين القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي وجها لوجه داخل سجن إسرائيلي”.
وقال ثمين الخيطان: “هذا أمر غير مقبول. إن سلوك الوزير ونشر المقطع يشكلان اعتداء على كرامة البرغوثي”.
وأضاف أن القانون الدولي يلزم بمعاملة جميع المحتجزين معاملة إنسانية كريمة، واحترام حقوقهم الإنسانية وحمايتها.
وقال الخيطان: “قد يشجع هذا السلوك من قِبل الوزير – المسؤول عن مصلحة السجون الإسرائيلية – على العنف ضد المعتقلين الفلسطينيين، مما يفسح المجال لانتهاكات لحقوق الإنسان في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية”.
الأمم المتحدة: الجوع الشديد ينتشر في كل مكان في غزة، وفيديو “توبيخ” البرغوثي غير مقبول المصدر: