الأمم المتحدة: الحديث عن “خطط جديدة لإغاثة غزة” مضيعة للوقت بينما “يموت الناس ويتركون دون مساعدة”

وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة اليوم الجمعة، أكدت السيدة تشيريفكو أن أي نظام لتقديم المساعدة إلى غزة يجب أن يتماشى مع “المبادئ الإنسانية الراسخة عالميا، وإذا لم يكن كذلك، فلن نتمكن من المشاركة فيه”.
وتفيد تقارير إعلامية بأن إسرائيل ستمضي قدما في خطتها يوم الأحد “لتوزيع المساعدات من خلال مقاولين أمريكيين” في سياق ما يسمى بـ “مؤسسة غزة الإنسانية”، في 4 مواقع جنوب ممر نتساريم.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) إنه من غير الواضح ما إذا كان سيسمح للأمم المتحدة بمواصلة عملياتها، إلا أنها استخدمت آلياتها القائمة في الأيام القليلة الماضية عندما سُمح بدخول المساعدات المحدودة. وأضافت أن الأمم المتحدة كانت قد أُبلغت بأن الاستئناف المحدود للإغاثة “سيكون إجراء مؤقتا” ريثما تبدأ الخطة الإسرائيلية عملها.

شاحنات برنامج الأغذية العالمي محملة بأكياس الدقيق تصل إلى مخبز البنا في دير البلح وسط قطاع غزة فجر اليوم.
وفيما أشارت إلى التطور الإيجابي المتمثل في استئناف عدد من المخابز عملياتها ووصول بعض الإمدادات الطبية إلى مستشفيات ميدانية، أكدت أن هذا “لا يقارن بحجم الاحتياجات على الأرض”.
وقالت إن هناك كمية كافية من الغذاء “لإطعام الناس لعدة أشهر” موجودة عند المعابر، وكل ما هو مطلوب هو السماح بدخولها إلى القطاع.
“محرومون وقلقون وغاضبون”
وردا على سؤال حول نهب 15 شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي تحمل مساعدات إلى المخابز اليوم، قالت السيدة تشيريفكو إن تفاصيل هذه الحادثة لا تزال تتبلور، “ولكن مما نعرفه حتى الآن، فإن السبب الرئيسي وراء ذلك هو حرمان الناس وقلقهم – وأنا متأكدة من غضبهم – لعدم وصول أي شيء”. وأضافت: “الناس يتضورون جوعا. لقد تُركوا ليموتوا”.
وأكدت أن مثل هذه الحوادث يمكن تجنبها إذا كانت المساعدات التي تدخل غزة كافية، كما كان الحال خلال وقف إطلاق النار. وأضافت: “خلال وقف إطلاق النار، عندما تمكنا من إدخال كميات كبيرة من المساعدات، لم تحدث أي حوادث من هذا القبيل تقريبا. ولكن عندما انهار وقف إطلاق النار وأُغلقت المعابر، كنا في وضع يائس للغاية، وبدأ كل شيء ينفد. عندها بدأت هذه الأحداث من جديد”.
قالت المتحدثة باسم الأوتشا إن “100% من سكان” غزة حرموا من إمدادات منتظمة “لأشهر متواصلة”، وهناك حاجة ماسة لكل شيء. ولكن إلى جانب المساعدات الإنسانية، “لكي تعود الحياة إلى طبيعتها في غزة، وليبدأ الناس في إعادة بناء حياتهم بأي طريقة مجدية ومستدامة”، شددت على ضرورة السماح أيضا للقطاع التجاري باستئناف عمله.
وقالت: “بإمكاننا إنجاز الكثير إذا ما تم تمكيننا من ذلك، لكننا لسنا سحرة، ولا يمكننا إنجاز الأمور بمفردنا”.
الأمم المتحدة لن تشارك في أي تهجير قسري
صرحت السيدة تشيريفكو بأن مخاوف الأمم المتحدة بشأن التهجير في سياق الخطة الإسرائيلية لا تزال قائمة، مؤكدة أن المنظمة لن تدعم أبدا “أي نوع من التهجير القسري أو التطهير العرقي أو أي شيء من شأنه تهجير الناس قسرا من مناطقهم”.
وأضافت أنه قبل وقف إطلاق النار، هُجّر أكثر من 90% من سكان غزة قسرا، “وحشروا في قطعة أرض تتقلص مساحتها باستمرار”. واليوم، تتكرر هذه العملية مع تكثيف النشاط العسكري، حيث نزح أكثر من 610 آلاف شخص مجددا منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 آذار/مارس.

عائلة نازحة تغادر المنطقة الشرقية من دير البلح بعد أن أصدرت سلطات الاحتلال أمر إخلاء للمنطقة.
وقالت: “يفر الناس وهم لا يملكون سوى ملابسهم، ونرى الناس ينامون في الشوارع لعدم وجود مكان يذهبون إليه. ينتقلون إلى مكان جديد، ظانين أنهم قد يجدون نوعا من الأمان، فتتعرض هذه الأماكن للهجوم مجددا. لا يوجد مكان آمن في غزة، وهذا ما ثبت مرارا وتكرارا”.
وقالت إن أكثر من 80% من مساحة غزة الآن إما تحت أوامر التهجير أو تُعتبر مناطق محظورة، وشددت على ضرورة “كسر هذه الحلقة المفرغة، ودائما ما نتسائل متى سيكون ما يحدث كافيا لإنهائه؟”
“ينتظرون الموت فحسب”
وبالنظر لخبرتها الطويلة في غزة التي تعود إلى عام 2014، قالت السيدة تشيريفكو إنها لطالما انبهرت بـ “صمود وقوة وروح” الفلسطينيين في القطاع.
وأكدت أنهم دائما ما كانوا “يجدون القوة ليبتسموا لك ويقدموا لك الشاي أو أي شيء قد يكون لديهم”، على الرغم من الصعوبات التي واجهوها على مر السنين. وقالت إن من أكثر ما يُحزنها الآن عندما تتحدث إلى الناس في القطاع هو أن “بعضهم يشعر بأن هذه هي النهاية وأنه لا عودة إلى الوراء وأنهم ينتظرون الموت فحسب”.
ووصفت ما شاهدته مؤخرا في القطاع حيث يتجمع مئات الأشخاص حول المطابخ المجتمعية الخيرية “وينتظرون لساعات بأوان فارغة، ليُطلب من الكثير منهم العودة لعدم وجود طعام لهم”.
قالت: “إن الوفيات التي يمكن تجنبها تحدث من حولنا بسبب هذه الأزمة المتعمدة المفروضة على غزة بإغلاق المعابر أمام دخول المساعدات. وهذا أكثر ما يحبطني، معرفة أننا نستطيع معالجة هذه المشاكل بسرعة لو أُتيحت لنا الفرصة، لأن كل شيء ينتظرنا خارج غزة”.
الأمم المتحدة: الحديث عن “خطط جديدة لإغاثة غزة” مضيعة للوقت بينما “يموت الناس ويتركون دون مساعدة” المصدر: