الأمم المتحدة: دارفور أصبحت مركز المعاناة الإنسانية في العالم

جاء ذلك خلال حديثه مع صحفيين في نيويورك عبر الفيديو من معبر أدري على الحدود مع تشاد، في سياق زيارته للسودان، والتي قال إنها تركز بشكل رئيسي على دارفور “مركز المعاناة الإنسانية في العالم”.
وأشار فليتشر إلى أنه التقى في بورتسودان رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان، إلى جانب وزيري خارجية مصر والسودان، وأن المناقشات ركزت على “الوصول [الإنساني] غير المحدود وبدون عوائق”، بالإضافة إلى توفير الأمن للقوافل الإنسانية والعاملين فيها.
وأشار إلى أنه أجرى في منطقة كورما بدارفور “مناقشات صعبة” مع ممثلي قوات الدعم السريع، أكد فيها “بشكل قاطع” أن الأمم المتحدة تتوقع حماية المدنيين، وتصر على توفير ممر آمن لخروجهم ودخول قوافل المساعدات.
وقال وكيل الأمين العام إنه من الواضح أن هناك حاجة إلى “مزيد من الوجود الأممي على الأرض” لتلبية الاحتياجات الهائلة، وتوفير شعور بالأمان للمدنيين. وأضاف أن زيارته تأتي في إطار جهود أوسع نطاقا يبذلها كبار قادة الأمم المتحدة لضمان حشد جهود المنظمة بالقرب من الفئات التي تخدمها.
الأطفال الذين فروا من العنف في الفاشر يتلقون اللوازم المدرسية في طويلة.
جرائم مرعبة في دارفور
وقال فليتشر إن دارفور “مسرح مرعب للغاية”، وإن شهادات الناجين تؤكد أنها “مسرح جريمة”. وأضاف أن الأزمة في دارفور تلحق الضرر بالأطفال أكثر من غيرهم، حيث إنهم يمثلون واحدا من كل خمسة أشخاص قُتلوا في الفاشر.
وقال: “التقيت بالعديد من الأطفال الذين حملوا إخوتهم الصغار إلى بر الأمان، وغرباء التقطوا رضعا من الطرق بعد مقتل آبائهم وأمهاتهم”.
وروى فليتشر قصة امرأة التقى بها في عيادة تدعمها الأمم المتحدة، رأت زوجها وجيرانها يُقتلون أمام عينيها في الفاشر، فهربت إلى طويلة مع طفل جيرانها، الذي يعاني من سوء التغذية.
“في الطريق، وهي تحمل الطفل، كسرت ساقها على يد رجال على إحدى نقاط التفتيش، وأعتقد أنكم تستطيعون استكمال بقية القصة. إنها قصة مرعبة. هناك قصص لا تحصى كهذه في سيق وباء العنف الجنسي. يبلغ شركاؤنا في مجال الرعاية الصحية عن وصول ما يصل إلى 250 شخصا يوميا مصابين بطلقات نارية وجروح ناجمة عن التعذيب”.
نتائج أخرى للزيارة
من بين النتائج الأخرى لزيارته، قال السيد فليتشر إنه تم إحراز تقدم في إدخال فرق الأمم المتحدة إلى الفاشر وفقا لشروط المنظمة، مضيفا أن الأمم المتحدة “لن تُستغل” وستضمن “دخول الأشخاص المناسبين وأن تكون المساعدات محايدة وغير منحازة حقا عند دخولها”. وأعرب عن أمله في أن يتحقق ذلك في الأيام أو الأسابيع المقبلة.
وأضاف أنه تواصل أيضا مع مجموعة الرباعية – التي تضم الولايات المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة – بشأن الحاجة إلى “دفعة دبلوماسية واسعة النطاق”.
وقال إن هناك فرصة سانحة الآن “إذا كان المجتمع الدولي مستعدا لاغتنامها”، مشددا على ضرورة أن يكون مجلس الأمن والدول الأعضاء “أكثر وضوحا” بشأن حماية المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية، والحد من تدفقات الأسلحة، وضمان المساءلة.
وردا على أسئلة الصحفيين، قال وكيل الأمين العام إن آخر ما يحتاجه السودان الآن “هو المزيد من البنادق والرصاص”، مضيفا أن البلاد بحاجة إلى المساعدة والحماية للناجين. وقال: “يجب محاسبة من يطلقون الأسلحة، ومن يصدرون الأوامر. وعلى من يزودون الأسلحة أن يراجعوا أنفسهم في المرآة، وأن يتصرفوا بمسؤولية”.
الأمم المتحدة: دارفور أصبحت مركز المعاناة الإنسانية في العالم المصدر:











