الأمم المتحدة: عدد كبار السن سيتجاوز الشباب بحلول 2030 – ودعوات لسن قوانين تحمي كرامتهم

هذا ما أكده رئيس الجمعية للأمم المتحدة، فيلمون يانغ – خلال اجتماع رفيع المستوى عقدته الجمعية العامة، اليوم الخميس، بشأن الشيخوخة – حيث استعرض التداعيات المحتملة لهذا التحول الديموغرافي.
وقال يانغ إن هذا التحول سيؤثر على كل بلد وعلى كل مجتمع، وله آثار على كل مجال من مجالات صنع السياسات – من حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية إلى التخطيط الاقتصادي.
ونبه إلى أن المطالب على الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية والنظم الاقتصادية ستزداد بشكل كبير، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يتعين عليه أن يتوقع هذه التغييرات ويتفاعل معها وفقا لذلك. وأضاف: “يجب على الحكومات تبني سياسات تلبي الاحتياجات المتنوعة لكبار السن، باعتبارهم مساهمين حيويين في المجتمع. مع توفير فرص متساوية للحصول على الخدمات التي تحمي كرامتهم وحقوق الإنسان الخاصة بهم”.
كما أكد رئيس الجمعية العامة الحاجة إلى إصلاحات شاملة في مجالات الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي والهياكل الاقتصادية.
النساء أكثر عرضة للفقر
وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الشيخوخة “ليست تجربة محايدة جنسانيا”، مشيرا إلى أن النساء يعشن أطول من الرجال، سواء في السياقات المتقدمة أو النامية.
وأضاف أن العمر الذي يقضينه في عدم المساواة في الحصول على التعليم، والأجور المنخفضة، والعمل غير الرسمي في الغالب، يعني أن النساء كبيرات السن يعانين من معدلات فقر أعلى من الرجال، وهن “غالبا ما يحصلن على معاشات تقاعدية أقل ويتمتعن بقدر أقل من الأمان في سن الشيخوخة”.
وشدد فيلمون يانغ على ضرورة أن يستمر ضمان المساواة بين الجنسين مدى الحياة، مؤكدا أن “كبار السن شركاء أساسيين في تشكيل المستقبل. كل واحد منا، إذا حالفه الحظ، سيشيخ. ويجب الترحيب بمساهمات كبار السن واحترامها”.
واقتبس ما قاله الزعيم الراحل نيلسون مانديلا: “مجتمع لا يقدر كبار السن ينكر جذوره ويعرض مستقبله للخطر”.

خطة عمل مدريد
وقال رئيس الجمعية العامة إن خطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة توفر إطارا حيويا لجهودنا. ومع ذلك، لا تزال هناك تفاوتات شاسعة في الحصول على الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية والخدمات الأساسية.
تُقرّ خطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة، إلى جانب إعلانها السياسي، بأن التنمية والسياسات الاجتماعية وحقوق الإنسان لا تتجزأ. وتدعونا جميعا إلى تهيئة بيئات يعيش فيها كبار السن حياة صحية وآمنة، تُثريها مشاركتهم الكاملة في مجتمعاتهم.
الوصم والتمييز ضد كبار السن
إيلزي براندز كيريس، مساعدة الأمين العام لشؤون حقوق الإنسان قالت إن واحدا من بين كل ستة أشخاص، فوق سن الستين، في جميع أنحاء العالم يعاني من شكل من أشكال الإساءة.
وأشارت إلى أن القوالب النمطية والوصم والتمييز، على نطاق واسع، بما في ذلك عند الحصول على الرعاية الصحية والتوظيف والخدمات الاجتماعية، منتشرة في جميع مجتمعاتنا. ونبهت إلى أن المواقف التمييزية على أساس السن تحرم مجتمعاتنا من المساهمات الغنية والضرورية لكبار السن.
وأوضحت أن جائحة كـوفيد-19 أودت بحياة 7.1 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، غالبيتهم العظمى من كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فما فوق، مشيرة إلى الخسائر المدمرة التي لحقت بالمسنين في دور الرعاية والمؤسسات، بسبب الجائحة، مع تقارير عن الإهمال أو سوء المعاملة.
وقالت إيلزي براندز كيريس إن هذه الأزمة غير المسبوقة دفعت 146 دولة إلى توقيع بيان مشترك في 2020 يلتزم بتعزيز كرامة وحقوق كبار السن واحترامها احتراما تاما.
وكانت الدول الأعضاء قد تبنت في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، الشهر الماضي، قرارا بإنشاء فريق عامل معني بصياغة صك دولي ملزم قانونا بشأن حقوق الإنسان لكبار السن. ووصفت إيلزي براندز كيريس هذه الخطوة بأنها “جريئة وملموسة”.

السعودية نيابة عن مجموعة أصدقاء الشيخوخة
مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد العزيز الواصل تحدث نيابة عن مجموعة أصدقاء الشيخوخة والتنمية المستدامة، التي تضم، من بين دول أخرى، المملكة العربية السعودية، مصر، البحرين، الكويت، عُمان، قطر، والإمارات العربية المتحدة.
وقال إن المجموعة – التي أطلقت في تشرين الأول/أكتوبر 2024 بمناسبة اليوم الدولي للمسنين – تهدف إبراز قضية الشيخوخة على جدول الأعمال العالمي، وتعزيز سياسات هادفة قائمة على الأدلة تدعم الأجيال الحالية والمستقبلية.
وتسعى المجموعة، وفقا للسفير الواصل، إلى توفير منصة للدول الأعضاء للدعوة إلى سياسات تنمية شاملة تُعزز كرامة كبار السن ومشاركتهم الفاعلة وإدماجهم على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية.
وأضاف أن المجموعة دعت إلى الارتقاء باحتياجات الأشخاص كبار السن في الإعلان السياسي لـ مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، الذي سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة، في الفترة من 4 إلى 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. وحث باسم المجموعة الدول الأعضاء على الاستفادة من مؤتمر القمة العالمي من أجل تعزيز الأولويات الرئيسية لكبار السن.
متحدثا بصفته الوطنية، تطرق السفير السعودي إلى الجهود التي تبذلها بلاده من أجل تعزيز حقوق كبار السن، مشيرا إلى أن المملكة دعت، خلال الشهر الماضي، كلوديا ماهلر، الخبيرة المستقلة المعنية بتمتع كبار السن بجميع حقوق الإنسان، لزيارة المملكة لمدة 10 أيام.
وأوضح أن النتائج الأولية للزيارة أشارت إلى ما وصفه بـ “التحديث الكبير” في الخدمات المعنية بكبار السن “يصعب العثور عليها في أي مكان آخر”، بما فيها الرعاية الصحية وإمكانية الوصول إلى الخدمات الرقمية والنقل والبنية الأساسية.

التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة
السيدة كلوديا ماهلر، الخبيرة المستقلة المعنية بتمتع كبار السن بجميع حقوق الإنسان قالت إن اجتماع اليوم هو أحد نتائج الفريق العامل المفتوح العضوية المعني بالشيخوخة.
وأكدت الحاجة لإدماج أفضل لكبار السن في الوثائق الختامية المقبلة، بما في ذلك في القمة العالمية للتنمية الاجتماعية. كما أكدت استعداد ولايتها لدعم المناقشات المتعلقة بكبار السن في لجنة وضع المرأة والقمة الاجتماعية، بالإضافة إلى تناول قضية كبار السن في النزاعات المسلحة في تقريرها القادم.
أما السيدة بيورغ ساندكيار، الأمينة العامة المساعد لتنسيق السياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة فقد سلطت الضوء على التعاون بشأن تنفيذ عقد الأمم المتحدة المعني بالتمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة من عام 2021 إلى عام 2030. وأوضحت أن هذا العقد يعزز تدابير مكافحة التمييز على أساس السن ويعزز حماية حقوق الإنسان لكبار السن.
الأمم المتحدة: عدد كبار السن سيتجاوز الشباب بحلول 2030 – ودعوات لسن قوانين تحمي كرامتهم المصدر: