الأونروا: توزيع المساعدات في غزة أصبح “مصيدة للموت”

وفي بيان له، أشار السيد لازاريني إلى مقتل وإصابة عشرات “المدنيين الجوعى” صباح اليوم الأحد جرّاء إطلاق النار، وذلك بحسب تقارير من مسعفين دوليين متواجدين على الأرض.
وقال إن نقطة التوزيع وُضعت، بحسب الخطة الإسرائيلية الأمريكية، في أقصى جنوب رفح، مشددا على أن “هذا النظام المُهين” أجبر آلاف الأشخاص الجوعى والمحتاجين للمساعدة على السير عشرات الكيلومترات إلى منطقة “شبه مدمرة بسبب القصف العنيف من قبل الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين: “يجب أن تتم عمليات إيصال وتوزيع المساعدات على نطاق واسع وبشكل آمن. في غزة، لا يمكن القيام بذلك إلا من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا. هذا هو السبيل الوحيد لتفادي التجويع الشامل، بما في ذلك بين مليون طفل”.
وفي ظل تضارب الروايات وحملات التضليل، سلط المفوض العام للأونروا الضوء على ضرورة السماح لوسائل الإعلام الدولية بالدخول إلى غزة “لنقل الحقيقة بشكل مستقل عن الفظائع الجارية، بما في ذلك الجريمة الشنيعة التي وقعت هذا الصباح”.
مشهد مأساوي
وكان مراسل أخبار الأمم المتحدة قد رصد يوم الخميس المشهد الفوضوي والمأساوي في أحد نقاط توزيع المساعدات العسكرية الأربع التابعة لما يسمى بـ “مؤسسة غزة الإنسانية”. وتحدث مع بعض السكان اليائسين الذين مشوا لمسافات طويلة للحصول على أي شيء يسد جوعهم وجوع أطفالهم، ليعود الكثيرون منهم أدراجهم مرهقين وفارغي الأيدي.
إحدى السيدات قالت فيما بدت عليها علامات الضعف والإرهاق: “أنا جوعانة، أتضور جوعا. والله نحن جوعى. لم أتمكن من أخذ أي شيء من نقطة التوزيع. عدت بدون أي شيء. كل شيء سُرق”.
وقال أحد الآباء لمراسلنا وهو يصرخ غضبا: “أين نذهب؟ لا يوجد أكل ولا شرب ولا شيء. أنا هنا أنتظر أولادي، والناس بدأت تسرق من بعضها البعض. هذه الآلية ليست صحيحة. هذه الآلية كلها خوف وموت”.
وتساءلت سيدة أخرى: “لماذا وصلنا إلى هذا الوضع؟ لماذا أصبح هذا مصيرنا؟ هل يعقل ألا يذوق ابني الخبز منذ 4 أيام؟”.
وقال رجل أتى مسرعا من مخيم النصيرات أملا في الحصول على بعض الطعام، إنه لم يستطيع أن يحصل على أي شيء بعدما نفدت الكميات القليلة التي كانت توزع. وأضاف: “نريد آلية مساعدات توفر لنا ما يكفي من الطعام. انظر حولنا، بعض الناس حصلوا على المساعدات، ولكن العدد الأكبر لم يحصلوا على شيء. ما الفائدة؟”.
“ندرة مُهندسة”
وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خطة التوزيع الإسرائيلية ذات الطابع العسكري هذه بأنها “ندرة مُهندسة”، مؤكدا أنها لا تستطيع بأي حال من الأحوال تلبية الاحتياجات الهائلة في غزة.
وقال جوناثان ويتال رئيس المكتب في الأرض الفلسطينية المحتلة: “إن تصميم خطة لا تفي عمدا بالحد الأدنى من الالتزامات الأساسية بموجب القانون الدولي هو في الواقع اعتراف صريح بالذنب. إن الكيان المدعوم من الولايات المتحدة، والذي أُنشئ لتنفيذ هذه الخطة ‘مؤسسة غزة الإنسانية’ يضفي طابعا مؤسسيا على القيود التي تفرضها إسرائيل على تقديم المعونات منذ البداية”.
الأونروا: توزيع المساعدات في غزة أصبح “مصيدة للموت” المصدر: