التحقيق مع أحمد السقا يُعيد أزمات الفنانين الأسرية للواجهة

دفع التحقيق مع الفنان المصري أحمد السقا بتهمة «الاعتداء على طليقته» الإعلامية مها الصغير أزمات الفنانين الأسرية إلى الواجهة، وسط تداول واسع للواقعة على منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث ووسائل الإعلام في مصر.

وقرَّرت جهات التحقيق في مصر، إخلاء سبيل الفنان أحمد السقا بكفالة 5 آلاف جنيه (الدولار يعادل 49.55 جنيه مصري) بعد استدعائه وسماع أقواله في اتهام طليقته له بالاعتداء عليها وعلى سائقها.

ونفى السقا أمام النيابة التهم المنسوبة إليه، مؤكداً أن الواقعة «أُخرجت عن سياقها»، وأنه لم يكن في نيته التعدي على أحد، بل حاول فقط الحديث مع طليقته بخصوص أمر عائلي يخصهما وأولادهما، بعد أن تجاهلت اتصالاته المتكررة، وفقاً لأقواله التي نشرتها وسائل إعلام محلية.

وأضاف في أقواله أنه فوجئ بوجود السائق يشارك في الحديث بطريقة وصفها بـ«غير مناسبة»، ما أدى إلى احتداد الموقف، وذلك داخل أحد الكمبوندات الشهيرة في مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة.

يُذكر أن الفنان المصري أعلن، الشهر الماضي، انفصاله رسمياً عن مها الصغير، بعد زواج دام 26 عاماً، مؤكداً عبر منشور كتبه على حسابه الشخصي في موقع «فيسبوك» أن الطلاق وقع رسمياً منذ شهرين.

وشهدت الساحة الفنية في مصر خلال الفترة الماضية مرور عدد من الفنانين بأزمات أسرية وصلت إلى ساحات القضاء، ما خلق حالة من الجدل الواسع حولها.

فعلى مستوى العلاقات الزوجية، كان أبرز ما تداولته وسائل الإعلام فترات التوتر وتبادل الاتهامات بين شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب، اللذين انفصلا قبل عام، بعد نشوب مشاجرة بينهما وحُرِّر محضر بها.

وأثيرت، أخيراً، اتهامات متبادلة بين ورثة الفنان محمود عبد العزيز والمذيعة المصرية بوسي شلبي، حول الوضع القانوني لزواج الأخيرة بالفنان الراحل، وما أثاره ذلك من ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما ظهرت الفنانة جوري بكر في دائرة الضوء الخاصة بالمشاكل الأسرية، مع تبادل الاتهامات مع طليقها، ووصلت الخلافات بينهما إلى ساحات القضاء، وانتهى النزاع بينهما بالتصالح لأجل مصلحة نجلهما.

وتصاعدت مشكلات من قبل بين الفنانة آيتن عامر وطليقها، الذي نشر على صفحته بـ«إنستغرام» طلباً ومناشدة لرؤية أبنائه منها، وتوجيه استغاثة لرئيس الجمهورية بهذا الصدد.

ومن قبلها، استحوذت الفنانة راندا البحيري على أحاديث رواد التواصل الاجتماعي بعد حديثها عن طلاقها وعلاقتها بنجلها وما تعرضت له من مضايقات من طليقها.

ويرى الناقد الفني المصري أحمد السماحي أن «تسليط الأضواء الإعلامية المكثفة على مشاكل الفنانين الأسرية يجعل من الأحداث البسيطة قضايا ضخمة، رغم أنها لا تتعدى كونها وقائع فردية»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «ما يحدث من مشكلات في حياة الفنانين، لا يمكن تعميمه أو اعتباره نمطاً عاماً بينهم، فمثل هذه الحوادث قد تحدث في أي بيت أو مجتمع، لكن فيهم من يتحمل مسؤولية النجومية، وفيهم من يتعثّر فيها».

وأشار إلى أن «الأزمات الأسرية التي تعرض لها مشاهير، أخيراً، لا تحدث بمعزل عن سلوك النجوم أنفسهم، فهم أحياناً يسهمون عن قصد أو دون قصد في إشعال فتيلها»، متابعاً: «شهدنا خلال الفترة الماضية عدداً من الانفصالات والاتهامات التي شغلت الرأي العام، لكن ما يثير الانتباه هو أن بعض الفنانين يختارون مشاركة تفاصيل حياتهم الشخصية، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام التكهنات والتأويلات».

ويلفت السماحي إلى أن «هناك نماذج لفنانين استطاعوا الحفاظ على خصوصيتهم، وفضلوا الصمت وتجنب الإعلام، مفضلين بناء سياج حديدي حول حياتهم الخاصة، في حين يذهب آخرون إلى مواقع التواصل الاجتماعي ويصبّون الزيت على النار بتصريحات وتلميحات قد تفاقم الأزمة»، موضحاً أنه «بشأن واقعة السقا وطليقته، فإن التصريحات المتبادلة بين الطرفين أعطت الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فرصة للتدخل والتكهن»، مؤكداً أن «الفنان هو من يقرر مدى اقتراب الضوء من حياته الشخصية».