الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب روسيا بإعادة الأطفال الأوكرانيين

جاء ذلك في مشروع قرار اعتمد خلال جلسة الجمعية العامة الاستثنائية الطارئة بتأييد 91 صوتا، واعتراض 12 صوتا وامتناع 57 صوتا عن التصويت، متجاوزا الأغلبية المطلوبة لثلثي عدد الأعضاء الحاضرين الذين قاموا بالتصويت.

وأعرب القرار عن القلق العميق إزاء مصير الأطفال الأوكرانيين المفصولين عن ذويهم منذ عام 2014 – عندما قامت موسكو بضم شبه جزيرة القرم بمن فيهم أولئك الذين تم نقلهم ضمن الأراضي الأوكرانية المحتلة وكذلك الذين تم ترحيلهم إلى روسيا.

ويصف القرار هذه الأفعال بأنها انتهاكات لاتفاقيات جنيف، التي تحظر النقل أو الطرد القسريين للأشخاص المحميين الموجودين في الأراضي المحتلة.

تفاصيل القرار

• طالب القرار الاتحاد الروسي بضمان العودة الفورية والآمنة وغير المشروطة لجميع الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم أو ترحيلهم بالقوة، 

• حث موسكو على وقف أي ممارسات إضافية تتعلق بالترحيل أو فصل الأطفال عن ذويهم، أو تغيير الجنسية، أو التبني أو وضعهم في أسر حاضنة أو أي أعمال تفضي إلى تغيير الأفكار،

• ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى تعزيز مساعيه الحميدة، بما في ذلك عبر ممثله الخاص للأطفال والنزاعات المسلحة، لتنسيق عمل الأمم المتحدة، والتواصل مع روسيا في تتبع هؤلاء الأطفال، وضمان وصول المنظمات الدولية والإنسانية للرصد،

• أعرب القرار عن دعمه للمبادرات الدولية لضمان عودة الأطفال الأوكرانيين بسرعة وإعادة تأهيلهم وإدماجهم، بما في ذلك إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي والتعليم.

الخطف بقوة السلاح

أنالينا بيربوك، رئيسة الجمعية العامة، وصفت المحنة التي واجهها الأطفال الأوكرانيون الذين أخذوا من منازلهم. 

وقالت: “تخيل أنك بعمر 16 عاما وانت على وشك بدء يومك (…) وفجأة يقوم جنود مسلحون بأسلحة حربية يلبسون الأقنعة لإخفاء وجوههم، باقتحام منزلك، ويجبرونك على الركوب بعربة ويبعدونك بعيدا إلى وجهة غير معروفة، وتجد نفسك عالقا لأشهر في كابوس، وتحمل اسما مختلفا”.

وأكدت على أن القانون الدولي لا لبس فيه. وقالت بيربوك، مستشهدة بالمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة “إن ما نشهده هو ليس مجرد مأساة لبعض الأطفال، وإنما انتهاك للقانون الدولي” .

مسألة الإنسانية

ماريانا بيتسا نائبة وزيرة الخارجية الأوكرانية، قالت عند تقديمها مشروع القرار إن نصه ليس سياسيا وإنما يتعلق بالوضع الإنساني.

وقالت، أثناء الحرب العدوانية الروسية، كان الأطفال يقتلون ويصابون، ويغتصبون ويبعدون عن ذويهم ويتم ترحيلهم.

وأضافت ”لا يمكن تصور كيف يمكن لشخص ما  أن يرى أطفالا غنائم حرب”، حيث إن هناك ما لا يقل عن 20 ألف طفل أوكراني تم ترحيلهم إلى روسيا. وشددت على أنه يجب ألا يبعد أي طفل عن ذويه.

رفض روسي

رفضت روسيا القرار باعتباره ذا دافع سياسي. وقالت السفيرة ماريا زابولوتسكايا نائبة الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، إن الاجتماع يتعارض مع جهود السلام معتبرة أن القرار هو كذبة تهكمية.

وشددت أن موسكو بقيت منفتحة للتعاون بشأن قضايا الأطفال. وقبل التصويت على مشروع القرار حثت جميع الأعضاء على معارضته. وقالت: “كل تصويت لصالح القرار هو دعم للكذب والحرب والمواجهة”