اخر الاخبار

الحربي يكشف عن قائمة «الأخضر»

«تعالوا إلى الطاولة»… النجوم يضغطون على بطولات «غراند سلام» لمستقبل مالي أفضل

طالبت المصنفة الأولى عالمياً آرينا سابالينكا بطولات «غراند سلام» الأربع بأن «تأتي إلى الطاولة» لبدء حوار جاد، مع تصاعد ضغط النجوم من الجنسين للمطالبة بزيادة الجوائز المالية وتحسين أوضاع اللاعبين على الصعيدين البدني والنفسي.

سابالينكا، التي توّجت الشهر الماضي بلقبها الرابع في البطولات الكبرى بعد فوزها ببطولة الولايات المتحدة المفتوحة، تُعد من بين مجموعة تضم نحو عشرين لاعباً ولاعبة من النخبة وجهوا رسالة موحّدة إلى إدارات البطولات الأربع الكبرى – ويمبلدون، أستراليا المفتوحة، رولان غاروس، وأميركا المفتوحة – مطالبين بتوزيع عادل يضمن أن يحصل جميع المشاركين على نسبة أكبر من الإيرادات الهائلة التي تحققها هذه البطولات. كما طالبوا بالتزام واضح بإجراء تغييرات هيكلية تضمن حماية الصحة الجسدية والنفسية للاعبين، وتوفير دعم شامل لمسيرتهم الاحترافية.

وقالت سابالينكا في حديثها لـ«بي بي سي سبورت»: «بطولات (غراند سلام) تمثل قمة رياضتنا. كل ما نطلبه هو أن يجلسوا معنا إلى الطاولة، لنتحدث ونحاول إيجاد حلول تعود بالنفع على الجميع». هذه الدعوة تأتي في وقت انضم فيه المزيد من نجوم اللعبة إلى الحراك العلني، من بينهم أبطال البطولات الكبرى يانيك سينر، كارلوس ألكاراس، وكوكو غوف، الذين عبّروا عن إحباطهم من غياب التفاعل مع مطالبهم.

وبحسب ما تسرّب من الاجتماعات التي عُقدت بين الجانبين مطلع العام، فإن اللاعبين يخشون أن تكون النقاشات قد توقفت، ويشعروا بأن أصواتهم لا تلقى آذاناً مُصغية. لذلك قرروا رفع مستوى الضغط عبر التصريحات العلنية، مع استعدادهم لخطوات تصعيدية مستقبلية إن استمر التجاهل. في المقابل، تبرر البطولات الأربع الكبرى موقفها بأن المشكلة الأعمق في اللعبة تكمن في طول الموسم وقصر فترة الإجازة، معتبرة أن هذا الهيكل الزمني المرهق هو السبب الرئيسي وراء الضغوط التي يتعرض لها اللاعبون.

اقراء ايضا  غزة: الأعمال العدائية تسفر عن مزيد من الوفيات والنزوح

وبحسب تقرير شبكة «بي بي سي البريطانية»: تتمحور مطالب النجوم حول ثلاثة ملفات رئيسية: أولها الجوائز المالية، إذ يطالبون برفع نسبة الجوائز من الإيرادات الكلية للبطولات، اعترافاً بمساهمتهم الأساسية في نجاحها المالي، مع ضمان وصول مبالغ أكبر إلى الأدوار الأولى في الجدول. أما الملف الثاني فهو رفاهية اللاعبين، بما يشمل مساهمات ملموسة من البطولات في صناديق التقاعد، والرعاية الصحية، ودعم الأمهات اللاعبات. أما المحور الثالث فهو المشاركة في اتخاذ القرار، حيث يطالب اللاعبون بأن يكون لهم صوت حقيقي في القرارات التنظيمية التي تمس جداولهم المرهقة، ومواعيد المباريات المتأخرة ليلاً، وطول أيام المنافسات.

نجم التنس الإيطالي يانيك سينر (د.ب.أ)

النجم الإيطالي يانيك سينر قال في تصريح لصحيفة «غارديان» إن بطولات غراند سلام «ينبغي أن تقدم مساهمة عادلة لدعم جميع اللاعبين»، مؤكداً أن برامج التقاعد والرعاية الصحية يجب أن تكون أولوية عاجلة. ففي الوقت الراهن، لا تسهم بطولات غراند سلام بأي مبالغ في صناديق رفاهية اللاعبين، بينما يتكفل الاتحادان المنظمان لجولتي الرجال والنساء بدفع نحو 60 مليون جنيه إسترليني سنوياً. اللاعبون يرغبون في أن تتحمل البطولات الكبرى جزءاً مشابهاً من المسؤولية.

وأشار الأميركي بن شيلتون، المصنف ضمن العشرة الأوائل عالمياً، في حديث لصحيفة «إندبندنت» إلى الفارق الكبير بين نسبة الإيرادات التي يحصل عليها اللاعبون في التنس مقارنة بالرياضات الأميركية الكبرى. فوفقاً لممثلي اللاعبين، فإن نسبة الجوائز في بطولات الغراند سلام تتراوح بين 12.5 و20 في المائة من إجمالي الإيرادات السنوية، بينما يدّعي مسؤولو البطولات أن النسبة أعلى، حيث تؤكد «أستراليا المفتوحة» مثلاً أنها تخصص نحو 23 في المائة من عائداتها للجوائز المالية. ومع ذلك، تبقى هذه الأرقام بعيدة جداً عن الرياضات الجماعية الكبرى مثل دوري كرة السلة أو دوري كرة القدم الأميركية أو دوري الهوكي أو دوري البيسبول، حيث يحصل اللاعبون على ما بين 40 و50 في المائة من دخل المسابقات.

اقراء ايضا  ما هي ترجمة كلمة Trust Protector؟

ويؤكد اللاعبون أنهم يدركون اختلاف نموذج رياضة التنس الفردية، لكنهم يطالبون بزيادة تدريجية خلال السنوات الخمس المقبلة للوصول على الأقل إلى نسبة 22 في المائة، وهي النسبة المعمول بها في بعض بطولات الجولة المشتركة بين الرجال والنساء. كما اقترحوا إنشاء مجموعة استشارية دائمة للاعبين في كل بطولة من بطولات «غراند سلام»، تكون معنية بالقضايا الخاصة بهذه البطولات تحديداً، بعيداً عن المجالس التقليدية الموجودة في جولات المحترفين. وقال النرويجي كاسبر رود، وصيف البطولات الكبرى ثلاث مرات: «مرّ وقت طويل منذ أن عمل لاعبو ولاعبات رابطة التنس معاً بصوت واحد، لكن هذا التنسيق أصبح ضرورياً كي يكون لنا تأثير حقيقي في صناعة القرار».

بدأ الحوار بين ممثلي اللاعبين ومسؤولي البطولات الكبرى في وقت مبكر من هذا العام، بقيادة المدير التنفيذي السابق لرابطة اللاعبات، لاري سكوت، الذي يتولى التنسيق بين الأطراف. وفي مارس (آذار) الماضي، وقَّع اللاعبون رسالة رسمية إلى البطولات الأربع طلبوا فيها عقد اجتماع مشترك، بعد فترة وجيزة من إطلاق رابطة اللاعبين المحترفين المستقلة دعوى قضائية ضد الهيئات الحاكمة للعبة، متهمة إياها بـ«ممارسات احتكارية وتجاهل صارخ لرفاه اللاعبين».

خلال بطولة فرنسا المفتوحة هذا العام، اجتمعت سابالينكا مع خمسة من زملائها – سينر، أليكس دي مينور، وكاسبر رود، وكوكو غوف، وماديسون كيز – إضافة إلى ممثلي المجموعة، في لقاء موسّع مع رؤساء البطولات الأربع لعرض مخاوفهم. وفي بطولة ويمبلدون اللاحقة، جرى عقد لقاءات فردية لكل بطولة، مثل الاجتماع الذي شاركت فيه السويسرية بيليندا بنشيتش والمصنف الثالث عالمياً ألكسندر زفيريف نيابة عن زملائهم.

لاعبة التنس السويسرية بيليندا بنشيتش (أ.ف.ب)

قالت بنشيتش لـ«بي بي سي سبورت»: «تلك الاجتماعات كانت بنّاءة في البداية، وقد تابعناها بإرسال مقترحات واضحة حول كيفية معالجة النقاط الثلاث الأساسية». وأضافت أن الردود التي وصلت من البطولات لم تكن مشجعة: «ما تلقيناه من ردود كان مخيباً للآمال. شعرنا بأن المقترحات التي قدمناها حول القضايا الجوهرية الثلاث لم تلقَ الجدية الكافية». ولهذا قرر اللاعبون الانتقال إلى العلن، عبر تصريحات جماعية ورسائل مفتوحة، مؤكدين استعدادهم لاتخاذ خطوات تصعيدية إن لزم الأمر، رغم أن طبيعة هذه الخطوات لم تُحدد بعد.

اقراء ايضا  ما هي ترجمة جدة ؟

من جانبها، تؤكد بطولات «غراند سلام» أنها تقوم بدور كبير في دعم اللاعبين مالياً ومعنوياً. وتشير إلى أن الجوائز المالية ارتفعت بشكل ملموس في العقد الأخير. فبطولة ويمبلدون، على سبيل المثال، خصصت هذا العام 53.55 مليون جنيه إسترليني، أي أكثر من ضعف ما كانت تقدمه عام 2014. كما زادت حصة اللاعبين في الأدوار الأولى بنسبة 128 في المائة خلال السنوات العشر الماضية، وبنسبة 309 في المائة في التصفيات، فضلاً عن زيادات مماثلة في منافسات الزوجي وذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال نادي عموم إنجلترا المنظم لبطولة ويمبلدون في بيان رسمي: «نؤكد مجدداً أننا منفتحون على حوار بنّاء يهدف إلى تحقيق أفضل النتائج لمستقبل رياضتنا ولمصلحة اللاعبين والجماهير على حد سواء. نحن في تواصل مستمر مع ممثلي اللاعبين للاستماع إلى آرائهم وسنواصل هذه النقاشات».

وبحسب «بي بي سي سبورت» فإنها واصلت محاولاتها للحصول على تعليقات مماثلة من البطولات الثلاث الأخرى أستراليا المفتوحة، فرنسا المفتوحة، وأميركا المفتوحة التي لم تصدر بعد أي رد رسمي.

في خضم هذا الجدل، يبدو أن رياضة التنس تتجه إلى مرحلة جديدة من العلاقة بين اللاعبين والبطولات، مرحلة قد تحدد ملامح مستقبل اللعبة بين توازن المصالح الاقتصادية وحقوق من يصنعون مجدها على أرض الملعب.

في خضم هذا الجدل، يبدو أن رياضة التنس تتجه إلى مرحلة جديدة من العلاقة بين اللاعبين والبطولات، مرحلة قد تحدد ملامح مستقبل اللعبة بين توازن المصالح الاقتصادية وحقوق من يصنعون مجدها على أرض الملعب.


الحربي يكشف عن قائمة «الأخضر» المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام