الدولار يتماسك مع تباطؤ توقعات خفض الفائدة

حافظ الدولار الأميركي، الجمعة، على مكاسبه التي سجلها في الجلسة السابقة، بعد أن دفعت بيانات التضخم الأميركية القوية المتداولين إلى تقليص توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة من قِبل «الاحتياطي الفيدرالي».
واستقر اليورو والجنيه الاسترليني مقابل الدولار بعد تراجعهما يوم الخميس بنسبة 0.5 في المائة و0.3 في المائة على التوالي، فيما ارتفع الين الياباني بنسبة 0.3 في المائة إلى 147.395 ين للدولار عقب بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني التي جاءت أقوى من المتوقع، وفق «رويترز».
وخلال الليل، واجهت الأسواق ضغوطاً بفعل ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين الأميركي بأسرع وتيرة خلال ثلاث سنوات في يوليو (تموز)، وسط ارتفاع حاد في تكاليف السلع والخدمات، مما يشير إلى توسع الضغوط التضخمية، وهو ما اعتبره المحللون تحدياً أمام قرارات الاحتياطي الفيدرالي.
وجاء ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين بعد نتائج إيجابية لمؤشر أسعار المستهلكين في وقت سابق من الأسبوع، والتي عززت توقعات تخفيف السياسة النقدية وأسهمت في رفع أسعار الأصول عالية المخاطر.
وبحسب أداة «فيدووتش» التابعة لبورصة شيكاغو، تراجعت احتمالات خفض الفيدرالي للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بشكل طفيف بعد صدور بيانات أسعار المنتجين، فيما كانت توقعات خفض 50 نقطة أساس قد تبخرت تماماً. وقال كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في «بيبرستون»: «بيانات التضخم بالجملة بررت تحركاً أولياً في أسعار الفائدة وثبات الدولار، لكن خفض 25 نقطة أساس في سبتمبر (أيلول) لا يزال الخيار الافتراضي».
واستقر عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين في التعاملات الآسيوية المبكرة عند 3.7262 في المائة بعد ارتفاعه 5 نقاط أساس يوم الخميس، فيما بلغ عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 4.2849 في المائة بعد ارتفاع مماثل.
وقال جوزيف كاربوسو، رئيس قسم الاقتصاد الدولي في «الكومنولث الأسترالي»: «الجمع بين ارتفاع التضخم وضعف نمو الوظائف يشكل معضلة أمام (الاحتياطي الفيدرالي)»، متوقعاً أن يتناول رئيس الفيدرالي، جيروم باول، هذه المعضلة في خطابه المرتقب الأسبوع المقبل ضمن المؤتمر السنوي للبنوك المركزية في جاكسون هول.
وأضاف أليكس هيل، المدير الإداري لشركة «إليكتوس فاينانشال المحدودة» في أوكلاند: «ننتظر جميعاً حدوث تغييرات في تقلبات السوق»، مشيراً إلى ضعف الاتجاهات الأساسية في سوق العمل وارتفاع التضخم، وأهمية متابعة كيفية استيعاب سوق السندات لزيادة إصدار الديون الحكومية في سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول)».
وعلى الصعيد الجيوسياسي، يتركز الانتباه على قمة ألاسكا بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، المقررة يوم الجمعة، حيث صرح ترمب الخميس بأنه يعتقد أن بوتين مستعد لإنهاء الحرب في أوكرانيا، إلا أن تحقيق السلام قد يتطلب اجتماعاً ثانياً يضم الزعيم الأوكراني.
وفي سوق العملات الرقمية، ارتفعت قيمة «البتكوين» و«الإيثريوم» بعد انخفاضهما بنحو 4 في المائة يوم الخميس، مع تسجيل «البتكوين» أعلى مستوى قياسي لها مؤقتاً عقب تغير توقعات خفض أسعار الفائدة الفيدرالية.
الدولار يتماسك مع تباطؤ توقعات خفض الفائدة المصدر: