الرئيس الإيراني: الأمن الحقيقي لا يتحقق بالقوة

في كلمته أمام الجمعية العامة اليوم الأربعاء، أشار الرئيس الإيراني إلى أن المناقشة العامة لهذا العام تُعقد تحت شعار “معا نحو الأفضل: 80 عاما وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان”، واصفا إياه بأنه “دعوة للتضامن ورؤية مشتركة لمستقبل أكثر إشراقا”.
وأكد أن الأساس الذي تقوم عليه كل الأديان السماوية والضمير الإنساني “هو هذه القاعدة الذهبية: ما لا ترضاه لنفسك، لا ترضاه للآخرين”.
إلا أنه تساءل عما إذا كان هذا هو حال العالم اليوم بعد أن شهد خلال العامين الماضيين على “الإبادة الجماعية في غزة” وانتهاكات لسيادة عدة دول في الشرق الأوسط “بدعم كامل من أعتى نظام على وجه الأرض تسليحا وتحت ذريعة الدفاع عن النفس”. ووجه سؤال لقادة العالم قائلا: “هل ترضون بمثل هذه الأمور لأنفسكم؟”
قال السيد بزشكيان إن “العدوان الوحشي” الذي وقع في حزيران/يونيو يُمثل انتهاكا صارخا لأبسط مبادئ القانون الدولي، في وقت كانت فيه بلاده “تسلك دروب المفاوضات الدبلوماسية”، مضيفا أن هذا يمثل “خيانة جسيمة للدبلوماسية”.
وأضاف: “يجب على مرتكبي هذه الجرائم أن يعلموا أن إيران، أقدم حضارة مستمرة على وجه الأرض، لطالما صمدت في وجه عواصف التاريخ. لقد أثبتت هذه الأمة، بروحها النبيلة وإرادتها الخالدة، مرارا وتكرارا أنها لن ترضخ أبدا للمعتدين”.
وقال الرئيس الإيراني إنه بعد قرابة عامين من “الإبادة الجماعية، والتجويع الجماعي، وتكريس نظام الفصل العنصري داخل الأراضي المحتلة، والعدوان على جيرانها، يُعلن بكل وقاحة عن مخطط سخيف ووهمي لقيام إسرائيل الكبرى من قبل أعلى مستويات ذلك النظام”.
قال إنه من الواضح أن “النظام الصهيوني ورعاته” يفرضون وجودهم “بالقوة المجردة ويسمونه سلاما بالقوة، إلا أن ذلك ليس سلاما ولا قوة، بل إنه ليس سوى عدوان متجذر في الإكراه والتنمر”.
وأضاف السيد بزشكيان أن بلاده تتطلع لقيام إيران قوية إلى جانب جيران أقوياء في منطقة قوية “بمستقبل مشرق … قائم على القوة المستمدة من السلام” وحيث “لن يكون للمجازر وسفك الدماء مكان”.
وأكد أن بلاده كانت من أشد المناصرين لإنشاء “منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل” منذ فترة طويلة، مضيفا أنها “لم تسعَ ولن تسعى أبدا إلى صنع قنبلة نووية”.
وقال إن إيران تؤمن بأن مستقبل المنطقة والعالم يجب أن يُبنى على التعاون والثقة والتنمية المشتركة. وفي هذا السياق، أعرب عن دعم بلاده لعملية السلام بين أذربيجان وأرمينيا وأملها في أن تُشكل نتائجها أساسا لتحسين العلاقات بين الدولتين الجارتين.
كما رحّب بالاتفاقية الدفاعية بين المملكة العربية السعودية وباكستان، واعتبرها بداية “لنظام أمني إقليمي شامل، بتعاون الدول الإسلامية في غرب آسيا في المجالات السياسية والأمنية والدفاعية”.
وقال: “الأمن الحقيقي لا يتحقق بالقوة، بل من خلال بناء الثقة والاحترام المتبادل والتقارب الإقليمي والتعددية القائمة على القانون الدولي”.
الرئيس الإيراني: الأمن الحقيقي لا يتحقق بالقوة المصدر: