السفير الكويتي يقود جهود إصلاح مجلس الأمن الدولي ويدعو الدول لتقديم مقترحات جريئة

وقدم السفير طارق البناي إحاطة للصحفيين في نيويورك، اليوم الخميس، بوصفه رئيسا لـ “المفاوضات الحكومية الدولية بشأن مسألة التمثيل العادل وزيادة عضوية مجلس الأمن ومسائل أخرى ذات صلة بالمجلس” استعرض خلالها التقدم المحرز في المفاوضات الجارية، والمعروفة اختصارا بـ IGN.
بينما بدأت الجمعية العامة هذه المفاوضات الحكومية الدولية عام 2008، فإن “مـيثاق المستقبل” الذي تم اعتماده في أيلول/سبتمبر 2024 يشجع الدول الأعضاء على تعزيز الجهود للعمل في إطار هذه العملية باعتبار ذلك أولوية ودون تأخير.
وأوضح السفير البناي أن ميثاق المستقبل يمثل قوة دافعة مهمة لهذه العملية، ويقر بالدور المركزي لمجلس أمن تم إصلاحه، في تعزيز التعددية واستعادة الثقة في الحوكمة العالمية، واصفا الالتزام بإصلاح المجلس ضمن الميثاق بأنه “الأكثر تقدما وواقعية منذ الستينيات”.
ثلاثة إجراءات رئيسية للإصلاح
حدد السفير البناي ثلاثة إجراءات رئيسية يتضمنها “ميثاق المستقبل” لدفع عملية الإصلاح:
أولا، مجالات التقارب: معالجة تحسين تمثيل المناطق والمجموعات الممثلة تمثيلا ناقصا وغير الممثلة، بما فيها آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وتكثيف الجهود للتوصل إلى اتفاق بشأن فئات العضوية.
ثانيا، عملية المفاوضات: تشجيع تقديم نماذج إضافية بهدف تطوير نموذج موحد للإصلاح في المستقبل.
ثالثا، تدابير مؤقتة ملموسة: اقتراح إجراءات عملية لتعزيز قدرة المجلس على صون السلام والأمن الدوليين، بما في ذلك الالتزام الكامل بالمادة 27 الفقرة 3 من مـيثاق الأمم المتحدة المتعلقة بعمليات صنع القرار.
زخم إيجابي
أعرب السفير البناي عن تفاؤله بالزخم الذي أظهرته الدول الأعضاء خلال الدورة الحالية، مشيرا إلى تقديم ليختنشتاين نموذجا منقحا يقال إنه يُظهر مرونة وانفتاحا على تحسين المقترحات.
كما لفت إلى أن الجماعة الكاريبية قدمت نماذج سيتم عرضها ومناقشتها في اجتماع المفاوضات القادم في 28 و29 أيار/مايو، مؤكدا أن هذه المساهمات تساعد في إثراء مناقشاتنا وتقربنا من مناطق التقارب.
ودعا جميع الدول الأعضاء والمجموعات التفاوضية إلى تقديم مقترحات جديدة أو تحديث المقترحات الحالية، مشددا على أن “روح الإصلاح تتطلب الشجاعة والإبداع، ويظل الانخراط الفعال لجميع الوفود أمرا ضروريا”.
تعزيز الشفافية
أشار السفير البناي إلى تطبيق أداتين عمليتين لتعزيز الشفافية وإمكانية الوصول إلى المفاوضات، وهما البث الشبكي لاجتماعات المفاوضات والمستودع الإلكتروني، مؤكدا أن “هذه التحسينات الإجرائية ليست طفيفة؛ إنها استجابة مباشرة للدعوات طويلة الأمد لزيادة الانفتاح وتعكس التزامنا الجماعي بدفع المفاوضات قدما بطريقة أكثر شمولا وتنظيما”.
دعم دولي لجهود الإصلاح
كما أشار السفير الكويتي إلى لقاءاته الثنائية، بما فيها زيارته الأخيرة إلى طوكيو ولقاؤه بمسؤولين يابانيين بمن فيهم وزير خارجية اليابان يوكو كاميكاوا. وقال إنه تم التأكيد مجددا على دعم اليابان الثابت للتعددية وإصلاح مجلس الأمن.
وفي ختام حديثه، أكد السفير البناي على أن “الطريق إلى الإصلاح معقد بلا شك، فإننا نتخذ خطوات ثابتة وهادفة نحو المضي قدما”، معربا عن أمله في أن “تتمكن هذه الدورة من إرساء الأساس لتحقيق تقدم حقيقي ودائم”.
وأضاف أن أن أي صيغة للمجلس المُصلح “يجب أن تُصمم لتدوم للقرن القادم، مرتكزة على مبادئ الشمولية والشفافية والكفاءة، والفعالية والديمقراطية والمساءلة”.
السفير الكويتي يقود جهود إصلاح مجلس الأمن الدولي ويدعو الدول لتقديم مقترحات جريئة المصدر: