اخر الاخبار

الصين تطرح رؤيتها للنظام الدولي عبر منبر الأمم المتحدة

ألقى رئيس الوزراء الصيني لي تشيان[، ثاني أبرز شخصية سياسية في بلاده بعد الرئيس شي جين بينغ، خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أول ظهور له على المسرح العالمي منذ توليه منصبه قبل أكثر من عامين. الخطاب، الذي جاء بنبرة حازمة ومليئًا بالرموز الثقافية والسياسية، حمل رسائل واضحة بشأن رؤية بكين للنظام الدولي في ظل تصاعد التوترات العالمية.

الأحادية والهيمنة

وشدد لي على المخاطر المترتبة على عودة الأحادية وما وصفه بعقلية الحرب الباردة، قائلًا إن التاريخ يذكر أن فرض القوة على الحق يضع العالم أمام خطر الانقسام والتراجع. وأضاف أن ترك الضعفاء فريسة للأقوياء سيؤدي إلى مزيد من سفك الدماء والوحشية. وفي هذا السياق، أكد أن التمسك بالتعددية والتعاون الدولي هو السبيل للحفاظ على السلام والتنمية. سياق العلاقات

والخطاب جاء في ظل مساعٍ من بكين وواشنطن، أكبر قوتين اقتصاديتين عالميتين، لإعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح بعد سلسلة من الخلافات، من بينها مصير تطبيق «تيك توك» واحتمالات فرض رسوم جمركية قاسية. ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس شي جين بينغ بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) في كوريا الجنوبية الشهر المقبل، ما يضع تصريحات لي في إطار أوسع من الترقب الدولي للعلاقات الثنائية.

صعود لافت

اقراء ايضا  22 مليون ساعة عمل آمنة

ويعد لي، البالغ من العمر 66 عامًا، من الشخصيات البارزة في هيكل القيادة الصينية. فرغم أن ظهوره الدولي تأخر، فإن إلقاء كلمته أمام الأمم المتحدة يعكس مكانته المتنامية في رسم ملامح السياسة الخارجية لبلاده. وعلى خلاف خطابه السابق في المؤتمر الوطني الشعبي الذي ركّز على القضايا الاقتصادية، جاءت كلمته في الأمم المتحدة أوسع وأكثر رمزية، إذ حاول من خلالها تقديم الصين كمدافع عن النظام العالمي في وقت يتزايد فيه الاضطراب الدولي. رموز ثقافية

وحمل خطاب لي أبعادًا ثقافية بارزة، إذ استشهد بصور مأخوذة من التراث الصيني مثل «تيار التاريخ» و«الطريق العظيم»، كما تأمل في مشاهد من مقر الأمم المتحدة: الأعلام الوطنية، والمنحوتات التي تحوّل السيوف إلى محاريث، والموظفين من مختلف الجنسيات، واعتبرها رمزًا للتعاون الإنساني المشترك. وأكد أن هذه المشاهد تلخص جوهر إحياء ذكرى الانتصارات التاريخية، وتشكل مصدر إلهام للمضي قدمًا نحو التنمية والسلام.

التعددية كمنهج

وركز لي على مبدأ التعددية باعتباره حجر الزاوية في النظام الدولي، معتبرًا أنه السبيل لمواجهة ما وصفه بالإجراءات الأحادية والحمائية التي تفاقم الركود الاقتصادي العالمي، مثل فرض الرسوم الجمركية وبناء الحواجز التجارية. وأوضح أن التضامن بين الدول يرفع الجميع، بينما يقود الانقسام إلى تراجع شامل.

وهذا الطرح يتوافق مع السياسة الخارجية التقليدية لبكين التي تؤكد على احترام سيادة الدول ومبدأ عدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما تعتبره الصين أساسًا للتوازن العالمي. ومع ذلك، أشار مراقبون إلى التناقض بين هذه المواقف المعلنة وبين ممارسات بكين الداخلية، خصوصًا فيما يتعلق بأوضاع الأقليات والمعارضة السياسية.

العلاقات الدولية

وخطاب لي لم يذكر اسم الولايات المتحدة صراحة، لكنه ضمّن رسائل واضحة بشأن السياسات الأحادية والهيمنة، وهو ما اعتبر إشارة دبلوماسية مقصودة تعكس موقف بكين من التوترات الجيوسياسية الراهنة. وبالنظر إلى المرحلة التي تمر بها العلاقات الصينية الأمريكية، فإن كلمات لي تكتسب أهمية خاصة في ظل إدارة ترمب الثانية، التي ترفع شعار «أمريكا أولًا» وتتبنى سياسات تجارية أكثر تشددًا.

اقراء ايضا  أمير القصيم يثمن تبرع المشيقح بمبنى مدرسي في بريدة


الصين تطرح رؤيتها للنظام الدولي عبر منبر الأمم المتحدة المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام