الفاشر: نزوح متسارع ومجاعة تلوح في الأفق

ظروف قاسية
وفي المخيمات المؤقتة على بعد 70 كيلومترًا من الفاشر، يعيش الفارون في ظروف شديدة القسوة، بين خيام ممزقة ومناطق قاحلة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. وأظهرت مقاطع مصوّرة نشرتها مجموعات محلية أطفالًا يتجولون في مساحات ترابية بلا مرافق، بينما يعجز الأهالي عن توفير الطعام لأعداد تتزايد يوميًا.
ووفق بيانات منظمة الهجرة الدولية، تجاوز عدد النازحين من الفاشر والمناطق المحيطة 82 ألف شخص حتى الرابع من نوفمبر، معظمهم وصلوا سيرًا على الأقدام. وقال آدم روجال، المتحدث باسم إحدى منظمات الإغاثة، إن أكثر من 16 ألف شخص وصلوا إلى مخيمات طويلة وحدها، مشيرًا إلى نقص حاد في الغذاء والدواء ومواد الإيواء، وأن بعض الأسر تتناول وجبة واحدة فقط في اليوم.
انعدام الغذاء
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، قُتل ما لا يقل عن 40 ألف شخص، بينما نزح نحو 12 مليونا، ويواجه نصف السكان مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي. وفي الأسبوع الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر بعد حصار دام 18 شهرًا، واقتحمت المستشفى السعودي، في هجوم قالت منظمة الصحة العالمية إنه خلّف أكثر من 450 قتيلًا، وسط تقارير عن اعتداءات جنسية وعمليات قتل داخل المنازل.
وحذر المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، من أن المدنيين الذين بقوا في المدينة «محاصرون ويُمنعون من المغادرة»، مؤكدًا أن طرق الهروب نفسها تحولت إلى مسار للعنف. وفي ظل اشتداد القتال ووصوله إلى كردفان، تصف منظمات دولية ما يجري بأنه تحول إستراتيجي لصالح الدعم السريع، لكنه يقود البلاد نحو كارثة إنسانية تتسع يومًا بعد آخر.
الفاشر: نزوح متسارع ومجاعة تلوح في الأفق المصدر:











