المملكة قادرة على صدارة العالم في المعادن المستقبلية

والدكتور حريري أستاذ جامعي متقاعد من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عمل بها لمدة 27 عامًا تقلّد خلالها عدة مناصب أكاديمية وإدارية.
وبعد تقاعده واصل “حريري” العطاء الأكاديمي كأستاذ غير متفرغ مع جامعة الملك عبد العزيز، ويعمل حالياً كمستشار للأعمال في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية.
خلال مشاركته في اجتماعات المجلس الاستشاري العلمي للهيئة، عبّر الدكتور حريري عن تفاؤله بالدور الذي يمكن أن يؤديه المجلس في دعم وتوجيه البحوث الجيولوجية والاعمال الاستكشافية والمهام الجيولوجية للهيئة.

المملكة تُعد من أغنى دول العالم في التنوع الجيولوجي
وقال: “أنا كنت من ضمن الفريق الذي عمل على مقترح إنشاء المجلس العلمي، واستفدت من تجربتي السابقة في جامعة الملك فهد التي كانت من أولى الجامعات السعودية في تأسيس مجلس استشاري علمي، وسيقدم المجلس اقتراحات استراتيجية لدعم التوجهات العلمية للهيئة، وتطوير أعمالها البحثية والتنموية”.
وأضاف أن هذه المجالس تُمثّل صوت الخبرة الأكاديمية والعملية، وتساهم في رسم خارطة طريق للهيئات العلمية، بما يتناسب مع متطلبات المستقبل وتوجهات الدولة.
وعن تطور علوم الأرض في المملكة، يشير الدكتور حريري إلى قفزة نوعية شهدها القطاع، مدفوعة بثورة التقنية. يقول: “علوم الأرض هي من العلوم المتجددة والمتطورة بطبيعتها، ومع دخول أدوات مثل النمذجة ثلاثية الأبعاد، وتحليل الصور الجوية، والرادارات، والطائرات بدون طيار، أصبحت أدوات البحث والاستكشاف أكثر دقة وفعالية”.
التنوع الجيولوجي
وعن خصوصية الجيولوجيا في المملكة، يؤكد الدكتور حريري أن المملكة تُعد من أغنى دول العالم في التنوع الجيولوجي، حيث تضم تشكيلة نادرة من الصخور والتكوينات الأرضية التي تُعد مرجعًا لطلبة الجيولوجيا والباحثين من مختلف الدول.
وأوضح: “لدينا في الغرب الدرع العربي المليء بالثروات المعدنية والصخور النارية والمتحولة، وفي الشرق نجد ترسبات النفط والغاز. هذا التباين يجعل من المملكة كتابًا جيولوجيًا مفتوحًا، ويُعد من أبرز أسباب تفردها على مستوى العالم”.
ويُشير إلى أن جيولوجية المملكة تُعد أيضًا موردًا تعليمياً، حيث كانت ولا تزال مقصدًا لطلبة الجامعات من دول الخليج للتدريب الميداني، بسبب ظهور الصخور على السطح بشكل واضح، وهو ما لا يتوافر في دول أخرى.
معادن المستقبل في المملكة
وقال: “كان التركيز في السابق على الذهب والنحاس، لكن اليوم هناك توجه واضح نحو معادن المستقبل التي تدخل في صناعة البطاريات والإلكترونيات المتقدمة، وهذه رؤية ذكية تواكب احتياجات الاقتصاد العالمي”
وشدد “حريري” على أن المملكة قادرة على أن تكون لاعباً أساسياً في هذا السوق، بفضل الإمكانيات الطبيعية والدعم الحكومي والاستثمار في البحث العلمي.
واختتم الدكتور مصطفى محمد حريري حديثه بتأكيده أن الأرض لا تكشف أسرارها لمن يمر فوقها مرور الكرام، بل لمن يقرأها جيدًا، ويفهم لغتها، ويصبر علىش دراستها، سائلاً الله أن يستمر هذا العطاء للأجيال القادمة، وأن تبقى المملكة رائدة في هذا المجال تحت ظل قيادتها الرشيدة.
المملكة قادرة على صدارة العالم في المعادن المستقبلية المصدر: