المنتدى العربي للتنمية المستدامة: دعوة لإعادة الأمل وتسريع العمل نحو الأهداف العالمية

يجمع المنتدى، الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام برئاسة عراقية، ممثلين عن الحكومات، والمجتمع المدني، والقطاعين الأكاديمي والخاص من مختلف أنحاء المنطقة العربية. ويهدف إلى تقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في المنطقة، واقتراح حلول لتسريع تطبيق هذه الأهداف.
“ليس مجرد شعار”
استُهلّت الجلسة الافتتاحية بنشيد مؤلف من مقاطع مقتبسة من الأناشيد الوطنية للدول العربية، أدته مجموعة من طلاب دار الأيتام الإسلامية في لبنان. وفي كلمتها أمام الحضور، أكدت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي على أن الأمل يبقى موجودا رغم التهديدات المحدقة بالتعاون الدولي، والأزمات والصراعات التي تشهدها المنطقة.
وقالت إن عنوان المنتدى “يجب أن يكون التزاما بالعمل، وليس مجرد شعار”، مؤكدة أن إعادة الأمل “تستدعي صون كرامة الإنسان وحقوقه، وإتاحة الفرص لتقليص اللّامساواة، وترسيخ العدالة، وقبل كل شيء، بناء مؤسسات موثوقة وفعّالة”.
وقالت: “إلا أن الأمل لا يُستعاد بالأقوال والوعود، بل بالأفعال، والمساءلة، والعدالة. أما إعلاء الطموح، فيتطلب منا أن نغير طريقة تفكيرنا وعملنا الحكومي والمؤسسي. أن نتحلى بالجرأة السياسية، وأن نسخر التكنولوجيا والتمويل لخدمة المستقبلِ والتحرر من قيود الماضي. وأن نتعامل مع أهداف التنمية المستدامة بجدية أكبر كبوصلة لمسار النمو والازدهار”.

الأمينة التنفيذية للإسكوا، رولا دشتي، تلقي كلمة في افتتاح المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2025.
وقالت الأمينة التنفيذية إن الإسكوا لا تدخر جهدا لتصويب هذا المسار، وهي عازمة على تغيير تفكيرها وتحديث طرق عملها، فيما تدعم تعافي بلدان المنطقة، وإقامة الحوارات الوطنية، وتحديث القطاع العام، وإعادة تصميم نُظم الحماية الاجتماعية.
وأكدت السيدة دشتي للمجتمعين أن الإسكوا تستمر في العمل “لتحويل الطموح إلى واقع” من خلال المبادرات العديدة التي تقدمها، إلا أن تأثير عملها “يتوقف على الإرادةِ الصلبة والشراكة الجامِعة بينكم، أنتم، واضعو السياسات، وشركاء التنمية، وهيئات المجتمع المدني”.
وقالت: “منطقتنا تنبض بإرادة الحياة. بالمواهب والقدرات. بالأفكار والابتكارات. ما ينقصها هو الإصرار والعزيمة والجرأة على المضي قدما نحو النمو والازدهار واستدامة الكوكب”.
ودعت الحاضرين إلى اتخاذ خطوات عملية نحو التغيير الإيجابي، وليس إلى وعود ونوايا، “فنحن لا ننتظر من العالم أن ينقذنا، بل نمتلك القدرة والمعرفة للنهوض من كبوتنا، ومواجهة التحديات، وقيادة دفة التغيير، من أجل منطقة آمنة، عادلة، مبتكِرة، مزدهرة، متنوعة، ومتجددة ثقافيا”.
التقدم في متناول اليد
من جهتها، أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، أنه على الرغم من التقدم المحرز في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، لا تزال هناك تحديات عالمية خطيرة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، وانهيار المساعدات الإنمائية الرسمية، وتصاعد الحمائية.
وأشارت إلى أن 17% فقط من أهداف التنمية المستدامة على الصعيد العالمي تسير على الطريق الصحيح، وفي ظل المسار الحالي، “لن يتحقق سوى ثُمن هذه الأهداف” في المنطقة العربية بحلول عام 2030. إلا أنها أكدت أن هذه ليست “لحظة لليأس، بل لحظة للعمل” لوضع الأهداف على المسار الصحيح.
وفي رسالة فيديو إلى المنتدى، قالت: “يجب علينا سد فجوة تمويل أهداف التنمية المستدامة – التي تبلغ حاليا 660 مليار دولار سنويا في المنطقة العربية وحدها. ويجب علينا إيجاد حل مستدام للدين العام البالغ 1.55 تريليون دولار والذي يُقيد الإنفاق على الخدمات الأساسية. وفي الوقت نفسه، يجب علينا حماية دور التجارة كرافعة قوية للتنمية”.
كما سلطت السيدة أمينة محمد الضوء على أهمية ضمان سلام فوري ودائم في المنطقة العربية، حيث يعيش 4 من كل 10 أشخاص في مناطق نزاع، ويحتاج أكثر من 70 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية.
وقالت: “إن الحرب في غزة مُدمرة. ندعو إلى استئناف وقف إطلاق النار، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، واستعادة السيادة الفلسطينية على مواردها، وإعمال حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في العيش بحرية وكرامة على أرضه”.

المشاركون في افتتاح المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2025.
حول المنتدى العربي
سيتناول المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2025 التحديات الكبيرة في مجالات الشمول المالي وتمويل التنمية. كما سيعمل على تقييم التقدم المحرز في المنطقة العربية في خمسة أهداف رئيسية من أهداف التنمية المستدامة هي: الصحة الجيدة والرفاه، المساواة بين الجنسين، العمل اللائق والنمو الاقتصادي، الحياة تحت الماء، والشراكات من أجل أهداف التنمية المستدامة.
وسيناقش المشاركون أيضا سبل العودة إلى مبدأ الشمول في التنمیة الاجتماعیة لمواجھة الأوجه الجدیدة لعدم المساواة والنزاعات وتقلص الحیز المالي.
وقالت الإسكوا إن المنتدى السنوي يُعد الآلية الإقليمية الرئيسية لمتابعة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ومراجعتها، ما يعزز الحوار بين واضعي السياسات والخبراء وشركاء التنمية.
وستُرفع رسائله الرئيسية أمام المنتدى السياسي رفيع المستوى في نيويورك المزمع عقده في تموز/يوليو، كمساهمة من المنطقة العربية لتعزيز الجهود العالمية لتحقيق التنمية المستدامة.
المنتدى العربي للتنمية المستدامة: دعوة لإعادة الأمل وتسريع العمل نحو الأهداف العالمية المصدر: