النحل والسمسم… سلاح مزارعي كينيا في مواجهة الأفيال

الملك تشارلز يبتكر طعاماً للكلاب ويصمم معطفاً لها
منذ زمن الأجداد، معروفٌ عن العائلة البريطانية المالكة حبّها للكلاب واقتناؤها إياها بأعدادٍ كبيرة. ولكن أحداً من أفرادها لم يذهب في حبه بعيداً كما فعل الملك تشارلز. في سنته الثالثة على عرش بريطانيا، أطلق الملك مبادرة خارجة عن المألوف، وهي علامة تجارية خاصة بمأكولات الكلاب وإكسسواراتها الخاصة.
في مطابخ قصر بالمورال في أسكوتلندا، وهو أحد مقارّ إقامة العائلة المالكة، تُخبَز قطعٌ صغيرة من الكعك على شكل عظمة، ثم تغلّف في أكياس طُبع عليها رأس كلب. ووفق حساب القصر على منصات التواصل الاجتماعي، فإنّ الكعكة مصنوعة من مواد طبيعية مائة في المائة، وهي: دقيق القمح الكامل، والبيض، ومرق الدجاج. أما ثمن كيسٍ زنة 75 غراماً فهو 5 جنيهات إسترلينية، أي نحو 6.64 دولار أميركي.
وغالباً ما يسوِّق قصر بالمورال -وهو موقع سياحي- لمنتجاتٍ صُنعت فيه، كالصابون والحلوى. إلا أنّ السلع الخاصة بالكلاب نُسبت -وفق صحيفة «التلغراف» البريطانية- إلى الملك تشارلز شخصياً، وذلك نظراً لاهتمامه الكبير بتلك الحيوانات. فإلى جانب أكياس الطعام، تضمّ المجموعة أغراضاً أخرى، منها: صحن، وطوق، ومعطف خاص بالكلاب من تصميم الملك تشارلز شخصياً، دائماً وفق «التلغراف». وقد بدأ التسويق لتلك المنتجات مطلع الشهر الحالي.
«هارفي» و«تيغا» و«سناف»… كلاب الملك تشارلز
رغم هذا الحب الكبير للكلاب، فإنّ الملك تشارلز أمضى العقدَين الأخيرَين من دون اقتناء واحد. ليس سوى قبل أشهرٍ حتى أطلّ برفقة كلبٍ جديد، كان قد تلقّاه هديةً، وهو من فصيلة «لاغوتو رومانيولو» الإيطالية، وأطلق عليه اسم «سناف».
أما سبب هذا الانقطاع الطويل عن اقتناء الكلاب، فهو الحزن الذي خلّفته وفاة «تيغا» عند الملك عام 2002 عن 18 سنة. الكلب الذي تبنّاه تشارلز عقب زواجه من الأميرة ديانا، كان من فصيلة «جاك راسل» وقد أطلّ للمرة الأولى عام 1986 ضمن جلسة تصوير إلى جانب تشارلز وديانا وولدَيهما ويليام وهاري.
كان «تيغا» ثاني كلاب الملك تشارلز بعد كلبه الأول «هارفي» الذي التصق به خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. كان «هارفي» رفيقه الدائم في مباريات البولو، مروراً بالجولات البرّية داخل البلاد، وليس انتهاءً برحلات صيد السمك، والإجازات العائلية.
منذ سنواته الأولى، اعتاد تشارلز على اللهو والجري في أرجاء القصور وحوله تقفز كلاب الأجداد والجدّات والأم الملكة إليزابيث. انقسم حبه للحيوانات ما بين الفطرة والوراثة، ففي العائلة البريطانية المالكة الولعُ بالكلاب تقليدٌ أرساه الملك تشارلز الثاني منذ القرن الـ17.
الملكة والـ«كورجي»
كانت الملكة إليزابيث في السابعة من العمر يوم طلبت كلبها الأول. أصرّت الفتاة على أن يكون من فصيلة الـ«كورجي»، فقد رأت واحداً منها لدى أصدقاء العائلة وأعجبت به. سرعان ما لبّى والدها الطلب، لينضمّ «دوكي» إلى العائلة، ويظهر في الصور إلى جانب إليزابيث الصغيرة رغم سلوكه السيّئ؛ إذ غالباً ما كان يعضّ الزوّار والخدم.
بعد 3 سنوات، انضمّت «ليدي جين» إلى «دوكي» وهي أيضاً من فصيلة الـ«كورجي». ولعلّ الملكة إليزابيث، منذ طفولتها وحتى وفاتها، هي أكثر شخصٍ اقتنى كلاباً من تلك الفصيلة على الإطلاق. ولم تكن تربية الكلاب عشوائية بالنسبة إليها؛ بل حرصت منذ شبابها على أن تكون كلابها من السلالة ذاتها.
في عام 1944، وكانت قد بلغت الـ18 من العمر آنذاك، حصلت إليزابيث على كلبتها الثالثة «سوزان». ومن سلالة «سوزان» انحدر كلاب الـ«كورجي» الـ30 الذين تعاقبوا على مرافقة الملكة طيلة حياتها.
صحيح أن كلاب الملكة إليزابيث كانت من بين الأكثر دلالاً ورفاهية حول العالم، فإنها في المقابل منحت صاحبتها ما لا يُقدّر بثمن. من «دوكي» إلى «ساندي» و«مويك»، كلبَيها الأخيرَين قبل الرحيل، شكّلت تلك المخلوقات فسحة فرحٍ ودفء بالنسبة إلى ملكة محكومة بالجدّيّة والصرامة.
كلاب الجيل الملكيّ الجديد
ورثَ الأمير ويليام عن والده وجدّته حب الكلاب. صغيراً اقتنى كثيراً منها، أما بعد ارتباطه بكيت ميدلتون فبات للثنائي كلبٌ جديد أهداهما إياه شقيق كيت بمناسبة زواجهما عام 2011. تعرّف الرأي العام البريطاني والعالمي إلى «لوبو»، وهو من فصيلة «كوكر سبانيل»، من خلال صورٍ كثيرة جمعته بأفراد العائلة.
ظهر الكلب الأسود عام 2013 في الصورة الرسمية الأولى للأمير جورج بعد ولادته، والتي التقطها مايكل ميدلتون، والد كيت. أما في 2016، واحتفاءً بالعيد الثالث للأمير الصغير، فنُشرت صورة لـ«لوبو» وهو يتناول المثلّجات من يد الأمير جورج.
توفّي «لوبو» عام 2020، ولم يتأخّر ويليام وكيت في تبنّي كلبٍ آخر من الفصيلة ذاتها. انضمّت «أورلا» إلى العائلة في السنة ذاتها، وقد أنجبت قبل مدة مجموعة من الجراء، ما أفرحَ أولاد أمير وأميرة ويلز الذين ورثوا بدَورهم حب الكلاب عن آبائهم وأجدادهم.
يوم انتقلت ميغان ماركل من الولايات المتحدة إلى لندن للعيش مع هاري، رافقها كلبها «غاي»، فكان شاهداً على أسابيع الحب الأولى بين الممثلة الأميركية والأمير البريطاني. وعندما قرر الثنائي أن يغادر المملكة المتحدة نهائياً عام 2020 ويستقر في كاليفورنيا، عاد «غاي» معهما. كانت برفقته حينذاك «بولا» وهي الكلبة التي تبنّاها هاري وميغان عقب زواجهما عام 2018.
وفي عام 2022، أُنقذت «ماما ميا» من مصنعٍ في ولاية فيرجينيا؛ حيث كان يتعرّض 4 آلاف كلبٍ للتعذيب هناك. اختارتها ميغان لتضمّها إلى العائلة، فتصبح بذلك الكلبة الثالثة في المجموعة، قبل أن يفارق «غاي» الحياة مطلع 2025.
من الملكة فيكتوريا مروراً بالملك جورج الخامس والملك إدوارد السابع، وليس انتهاءً بأحفاد الملكة إليزابيث، يكاد لا يستغني بيتٌ من بيوت العائلة البريطانية المالكة عن رفقة الكلاب؛ حتى إن الملك تشارلز الثاني (1630– 1685) منحَ اسمَه لإحدى فصائل الكلاب لفرط تعلّقه بها، فكان هو شخصياً عرّاب آل «كينغ تشارلز سبانييل».
النحل والسمسم… سلاح مزارعي كينيا في مواجهة الأفيال المصدر: