اخر الاخبار

اليونيسف: ما لا يُصدّق ليس وشيكا في مدينة غزة، بل جار بالفعل


وفي حديثها للصحفيين في نيويورك اليوم عبر تقنية الفيديو من القطاع، قالت إنغرام إن أصغر وأكثر سكان مدينة غزة ضعفا يكافحون من أجل البقاء بسبب انهيار الخدمات الأساسية، وشددت على ضرورة بذل كل ما هو ممكن لمنع الهجوم العسكري الإسرائيلي المُكثّف الوشيك لتجنب “مأساة لا يمكن تصورها”. إلا أنها قالت: “ما لا يُصدّق ليس وشيكا، بل هو هنا بالفعل. فالتصعيد جار”.

“المجاعة في كل مكان”

وأضافت المتحدثة باسم اليونيسف أن سوء التغذية والمجاعة يُضعفان أجساد الأطفال، فيما يحرمهم النزوح من المأوى والرعاية ويُهدد القصف جميع تحركاتهم.

وأضافت: “هكذا تبدو المجاعة في منطقة حرب، وقد وجدتها في كل مكان نظرت إليه في مدينة غزة. ساعة في عيادة للتغذية تكفي لمحو أي تساؤل حول وجود مجاعة – غرف انتظار مكتظة، وآباء وأمهات يبكون، وأطفال يكافحون وطأة المرض وسوء التغذية، وأمهات لا يستطعن ​​الرضاعة الطبيعية، ورضع يفقدون بصرهم وشعرهم وقدرتهم على المشي”.

وقالت إنغرام إن الأهوال في غزة طالت لدرجة أن الأطفال ينتكسون بعد أسابيع فقط من إنهاء علاج سوء التغذية بسبب النقص المستمر في الغذاء والمياه النظيفة وغيرها من الإمدادات الأساسية. 

وشددت على أنه بدون توفير إمكانية للحصول الفوري والمتزايد على الغذاء والعلاجات التغذوية، “سيتفاقم هذا الكابوس المتكرر وسيموت مزيد من الأطفال جوعا. وهو مصير يمكن تجنبه تماما”.

اقراء ايضا  جدول سياحي لاوروبا 15 يوم استمتع بزيارة أجمل معالم أوروبا

وأضافت: “إن الحياة الفلسطينية تُفكك هنا، بانتظام، ولكن بثبات. إن معاناة الأطفال في قطاع غزة ليست مصادفة، بل هي نتيجة مباشرة لخيارات حوّلت مدينة غزة، بل والقطاع بأكمله، إلى مكان تهاجم فيه حياة الناس من كل جانب يوميا”.

جهود مكثفة وغير كافية

وأكدت إنغرام أن اليونيسف تبذل كل ما في وسعها لمكافحة المجاعة وتلبية الاحتياجات الهائلة. وأوضحت أن المنظمة تمكّنت خلال الأسبوعين الماضيين من توفير لشركائه ما يكفي من الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام – وهي العلاج الرئيسي لسوء التغذية لدى الأطفال – لتقديمها لأكثر من 3000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد على مدار فترة العلاج التي تستمر ستة أسابيع.

يأتي ذلك إلى جانب مساعدات طارئة أخرى للرضع والأمهات والحوامل، بالإضافة إلى مراكز تعليمية مؤقتة وخدمات حماية الطفل واستجابات أخرى.

وأكدت أن اليونيسف قادرة على بذل مزيد من الجهود والوصول إلى كل طفل في غزة إذا ما فعـّلت عملياتها الميدانية على نطاق واسع، وحظيت بتمويل كاف.

استلهام العزيمة والإنسانية الغزاوية

كررت تيس إنغرام دعوات اليونيسف لإسرائيل لمراجعة قواعد الاشتباك لضمان حماية الأطفال والسماح بدخول مساعدات كافية إلى غزة وحماية العامليين الإنسانيين والسماح لهم بالوصول إلى الأشخاص المحتاجين في أماكن وجودهم. وجددت دعوة حماس والجماعات الفلسطينية المسلحة الأخرى لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين.

كما دعت المجتمع الدولي، وخاصة الدول والجهات المعنية ذات النفوذ، إلى استخدام نفوذها لإنهاء هذا الوضع، “لأن ثمن التقاعس سيُقاس بحياة الأطفال المدفونين تحت الأنقاض، الذين أنهكهم الجوع، والذين أُسكتوا قبل أن تتاح لهم فرصة الكلام”.

وردا على أسئلة الصحفيين حول شعورها أثناء عملها في غزة ومشاهدة هذه الأوضاع بشكل مباشر، قالت إنغرام إنها وجدت نفسها تعتذر للعديد من الأمهات خلال الأسبوع الماضي عن خذلان العالم لهن ولأطفالهن، ووصفت الوضع بأنه يُفطر القلب. 

اقراء ايضا  الأماكن والمواعيد.. ضباب متباين الشدة على أجزاء من 10 مناطق

لكنها سلطت الضوء على “العزيمة والإنسانية” الهائلة التي شهدتها في مجتمع غزة، وأوضحت قائلة: “لا أعتقد أنني كنت سأصمد كما يصمد الناس هنا في ظل هذه الظروف. إنه أمر مثير للإعجاب حقا، وأعتقد أن هذا يمنحنا جميعا [كعاملين إنسانيين] الشجاعة والعزيمة على الاستمرار”.


اليونيسف: ما لا يُصدّق ليس وشيكا في مدينة غزة، بل جار بالفعل المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام