براءة سعد الصغير من سرقة أغنية الأسد بحكم المحكمة الاقتصادية

في تصريح لافت يعكس عمق الارتباط بالجذور والاعتزاز بالهوية المحلية، أكد الروائي السعودي سالم الصقور أن مدرسة الحياة التي نهل منها عبر والده كانت أشد تأثيراً في تكوينه الأدبي من عوالم الكاتب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز. هذا التصريح لا يمر مرور الكرام في الأوساط الثقافية، بل يفتح نافذة واسعة للنقاش حول مصادر الإلهام لدى الكاتب العربي، وجدلية العلاقة بين الموروث الشعبي والتقنيات الروائية العالمية.
الجذور المحلية في مواجهة الواقعية السحرية
عندما يضع كاتب بحجم طموح سالم الصقور والده في كفة وماركيز في كفة أخرى، مرجحاً كفة الوالد، فهو بذلك ينتصر للرواية الشفهية وللحكمة المتوارثة عبر الأجيال في الجزيرة العربية. يُعتبر غابرييل غارسيا ماركيز، رائد الواقعية السحرية، أيقونة أثرت في جيل كامل من الروائيين العرب، إلا أن الصقور يشير هنا إلى أن “السحر” الحقيقي يكمن في التفاصيل اليومية، والقصص المروية في المجالس، وتجارب الآباء التي صاغت الوعي الأول قبل تلوثه أو تشكله بقوالب الأدب الغربي. هذا التوجه يعكس نضجاً في التجربة الروائية السعودية التي بدأت تتخفف من عبء المحاكاة للغرب لتغوص في بيئتها المحلية الغنية.
العناية بالصوت الروائي الخاص
وفي سياق حديثه عن تجربته، أشار الصقور إلى اعتنائه بـ “صوته” منذ روايته الأولى. مصطلح “الصوت” في النقد الأدبي يشير إلى البصمة الخاصة والأسلوب المتفرد الذي يميز كاتباً عن آخر. إن وعي الكاتب المبكر بضرورة امتلاك صوت خاص يجنبه الوقوع في فخ التكرار أو الذوبان في أصوات الآخرين. تشير هذه العناية المبكرة إلى أن الصقور لم يدخل عالم الرواية من باب التجريب العشوائي، بل من باب المشروع الأدبي المكتمل الأركان، الذي يسعى لترك أثر حقيقي في المكتبة العربية.
السياق الثقافي وتطور الرواية السعودية
يأتي حديث سالم الصقور في وقت تشهد فيه الرواية السعودية عصراً ذهبيًا، مدعومة بحراك ثقافي غير مسبوق ضمن رؤية المملكة 2030 التي تولي الأدب والفنون اهتماماً بالغاً. لم تعد الرواية السعودية مجرد محاولات فردية، بل تحولت إلى صناعة ثقافية تنافس على الجوائز العربية والعالمية. تصريحات الصقور تعزز من قيمة “الأصالة” في هذا الحراك، وتؤكد أن العالمية تبدأ من المحلية، وأن القصص التي يرويها الآباء تحمل في طياتها بذوراً لأعمال أدبية خالدة قد تتفوق في صدقها وعمقها على كلاسيكيات الأدب العالمي.
إن تجربة سالم الصقور تمثل نموذجاً للكاتب الذي يصغي لنبض مجتمعه وتاريخه الشفهي، محولاً تلك الحكايات البسيطة إلى سرديات أدبية متقنة، مما يجعله صوتاً مهماً في خارطة السرد الخليجي والعربي المعاصر.
براءة سعد الصغير من سرقة أغنية الأسد بحكم المحكمة الاقتصادية المصدر:











