اخر الاخبار

بعد عامين من الانقطاع، أطفال غزة يعودون إلى التعلم وسط الدمار والأمل

كانت شام تجلس مع فتيات أخريات في فصل دراسي في مدرسة دير البلح الابتدائية المشتركة التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونـروا)، عندما أخذت استراحة قصيرة لتقول لمراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة: “أنا هنا لكي أتعلم خاصة بعد انقطاع دام عامين. ما نريده الآن هو كراسات وكتب وأقلام. نريد أن نستعيد حياتنا”.

وفي نفس الحجرة المدرسية التي تم تجهيزها بما توفر من مكاتب ومقاعد دراسة قديمة ومتهالكة وبعض اللوحات والرسومات التي زينت الحوائط، بدت زميلتها في الصف أسيل اللوح متحمسة للعودة إلى مقاعد الدراسة قائلة: “نريد أن نتعلم ونلعب، وأن ندرس جميع المواد الدراسية كما كان الحال من قبل. ما ندرسه الآن هو اللغتان العربية والإنجليزية والرياضيات فقط”.

الطالبة شام العبد أثناء كتابة دروسها في فصل دراسي في مدرسة دير البلح المشتركة في قطاع غزة التي تديرها وكالة الأونروا.

الطالبة شام العبد أثناء كتابة دروسها في فصل دراسي في مدرسة دير البلح المشتركة في قطاع غزة التي تديرها وكالة الأونروا.

فصول دراسية بدون مقاعد

تحاول الأونروا بعد وقف إطلاق النار في غزة إعادة الحياة للدراسة في المدارس التي تحولت إلى ملاجئ، حيث قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا إن الوكالة توسع برنامج “العودة إلى التعلم” في غزة سواء بحضور شخصي أو على شبكة الإنترنت.

وفي مدرسة دير البلح الابتدائية المشتركة التي زارها مراسلنا، تبدو ملامح المدرسة التي تحولت إلى ملجأ جلية، حيث يطهو النازحون طعامهم في الأروقة، بينما يعج فناء المدرسة بخيام النازحين المصنوعة من مواد بسيطة.

اقراء ايضا  نظام أبشر أفراد خدمة مجانية

الطفلة الصغيرة شهد البحيصي قالت إنها عندما عادت لتلك المدرسة وجدتها “مدمرة”، وأن “النازحين مازالوا هناك بأعداد كبيرة”.

الطالبة الفلسطينية شهد البحيصي عادت إلى مدرستها، دير البلح الابتدائية المشتركة في دير البلح والتي تديرها وكالة الأونروا.

الطالبة الفلسطينية شهد البحيصي عادت إلى مدرستها، دير البلح الابتدائية المشتركة في دير البلح والتي تديرها وكالة الأونروا.

ورغم هذا تبدو شهد عازمة على استئناف دراستها. كما ظهرت الهمة على وجوه الأطفال الصغار الذين يفترشون الأرض حيث لا توجد مقاعد كافية في أحد أركان المدرسة التي تم تجهيزها عبر إحاطتها بأغطية مشمع وبطاطين، وهو أمر لم يمنعهم من استئناف دراستهم والتركيز في دروسهم، بينما يحاول المدرسون بث أجواء تعيد الحياة مرة أخرى للأنشطة الدراسية.

طلاب يجلسون على الأرض أثناء حضورهم الدروس في مدرسة دير البلح الابتدائية المشتركة التي تديرها الأونروا.

طلاب يجلسون على الأرض أثناء حضورهم الدروس في مدرسة دير البلح الابتدائية المشتركة التي تديرها الأونروا.

“عدنا من جديد”

مدرسة دير البلح هي واحدة من المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء التي تواصل الأونروا فتح مزيد من مساحات التعلم المؤقتة فيها، كما قالت لمراسلنا إيناس حمدان المتحدثة باسم الوكالة.

وأضافت حمدان: “استفاد حتى هذه اللحظة من خدمات التعلم المؤقتة أكثر من 62 ألف طالب وطالبة من هذه الأنشطة التعليمية الأساسية منذ انطلاقها في الأول من آب/أغسطس 2024”.

مدرسة دير البلح الابتدائية المشتركة التي تديرها وكالة الأونروا.

مدرسة دير البلح الابتدائية المشتركة التي تديرها وكالة الأونروا.

وأوضحت أن هذا يتم بالتوازي مع تقديم خدمات التعلم عن بعد لحوالي 300 ألف طالب وطالبة في غزة، مضيفة أن “8000 مدرس ومدرسة يساهمون في تقديم هذه الخدمات لأطفال غزة الذين عانوا من ويلات الحرب”.

وأكدت أن الأطفال أينما كانوا “يستحقون فرصة للحياة والكرامة والتعلم”.

وفي مدرسة دير البلح بينما تصدح أصوات الأطفال وضحكاتهم مرة أخرى رغم ما خلفته الحرب من أثر، والتي أوقفت كل شيء كما قالت الطالبة إنعام المغازي، لكنها قالت بعزم “الآن عدنا من جديد”.

اقراء ايضا  ما هي ترجمة كلمة Advocate؟

بعد عامين من الانقطاع، أطفال غزة يعودون إلى التعلم وسط الدمار والأمل المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام