بلدان غير ساحلية لكنها غير مهمشة: اختتام قمة الأمم المتحدة في تركمانستان بخارطة طريق جريئة

المؤتمر الذي عقد تحت شعار “دفع عجلة التقدم من خلال الشراكات”، واستمر أربعة أيام، جمع رؤساء دول وكبار مسؤولي الأمم المتحدة وشركاء التنمية وقادة من القطاع الخاص، لمواجهة التحديات المستمرة التي تواجهها هذه الدول، بما في ذلك ارتفاع تكاليف التجارة، وضعف البنية التحتية، والتعرض لتغير المناخ.
وفقا لبرنامج عمل أوازا للفترة 2024-2034، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، يحدد “إعلان أوازا” الجديد استراتيجية موحدة عبر خمسة مجالات ذات أولوية:
1- التحول الاقتصادي الهيكلي؛
2- التجارة والتكامل الإقليمي؛
3- النقل والبنية التحتية؛
4- التكيف مع تغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث؛
5- حشد التمويل والشراكات.
رباب فاطمة وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، أشارت إلى أن: “إعلان أوازا يمثل نقطة تحول. إنه خطة عمل وليست مجرد كلمات. فمن خلال الاستثمارات المستهدفة في البنية التحتية، وتسهيل التجارة، وتعزيز القدرة على مواجهة تغير المناخ، يمكننا إطلاق إمكانات البلدان غير الساحلية وضمان عدم تخلف أحد عن الركب“.
السيدة فاطمة، التي تشغل منصب الممثلة السامية للأمم المتحدة لأقل البلدان نموا والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية، أضافت أن المؤتمر سيكون لحظة فارقة في مسيرة البلدان النامية غير الساحلية، إيذانا بحقبة جديدة من الشراكات الجريئة والإجراءات الحاسمة.
وتابعت: “التضامن والشراكة والهدف المشترك سيقودوننا إلى الأمام، لمستقبل لا تفرقنا فيه الجغرافيا، بل توحدنا فيه الأفكار والتجارة والابتكار. دعونا نحول عبارة ’الربط البري‘ من مجرد عبارة إلى أسلوب حياة جديد“. مؤكدة أن الأمم المتحدة مستعدة لدعم هذا العقد من الإنجازات.
دعوة للاستثمار والشمول
يدعو الإعلان إلى زيادة استثمارات بنوك التنمية متعددة الأطراف، وتعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب، وتوسيع إدماج مصالح البلدان النامية غير الساحلية في أجندات التجارة العالمية والعمل المناخي.
كما يشدد على أهمية رصد التنفيذ وضمان قيادة البلدان النامية غير الساحلية نفسها للعملية، بتنسيق من مكتب الممثل السامي لأقل البلدان نموا والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية.
مبادرات تركمانستان
بصفتها الدولة المضيفة، قدمت تركمانستان عدة مبادرات تدعم أهداف المؤتمر، منها مبادرة الأطلس العالمي للربط المستدام لوسائل، وبرنامج الانتقال العالمي إلى طاقة الهيدروجين، والمبادرة البيئية لبحر قزوين.
قال قوربانقولي ماليكجولييويتش بيردي محمدوف، الزعيم الوطني للشعب التركماني ورئيس مجلس الشعب في تركمانستان: “يعكس إعلان أوازا رؤيتنا المشتركة للشراكة والتقدم. يمكننا معا – دول العبور، وشركاء التنمية، والقطاع الخاص – التغلب على القيود الجغرافية وبناء ازدهار المستدام لشعوبنا.“
ما هي الخطوة التالية؟
يمثل إعلان أوازا تقدما كبيرا للبلدان النامية غير الساحلية، ورمزا جديدا للتضامن العالمي، بتحويل العائق الجغرافي إلى ميزة مشتركة.
وستقوم الجمعية العامة للأمم المتحدة بمتابعة تنفيذ هذا من خلال الاجتماعات الوزارية السنوية للبلدان النامية غير الساحلية.
ستشمل المنصات الرئيسية القادمة للنهوض بأولويات البلدان النامية غير الساحلية ما يلي:
• مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ لعام 2025 في البرازيل (COP30)؛
• الاجتماع المقبل لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)؛
• القمة العالمية للجبال لعام 2027 في قيرغيزستان.
ومن المقرر إجراء مراجعة نصف مرحلية لبرنامج عمل أوازا في عام 2030.

رباب فاطمة، وكيلة الأمين العام والممثلة السامية لأقل البلدان نمواً والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية، تعقد مؤتمرا صحفيا ختاميا في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بالبلدان النامية غير الساحلية.
التعاون يبدأ مع دول الجوار
في المؤتمر الصحفي الختامي، قال أكسولتان أتايفا الممثلة الدائمة لتركمانستان لدى الأمم المتحدة، إن بلادها “لا تستضيف المؤتمر الثالث للبلدان النامية غير الساحلية فحسب، بل تعكس أيضا فلسفة السياسة الخارجية لتركمانستان: بأن تكون جسرا وليس حاجزا”.
ديمتري شلاباتشينكو، المنسق المقيم للأمم المتحدة في تركمانستان قال لأخبار الأمم المتحدة إن المؤتمر يكتسب أهمية خاصة للمنطقة، حيث جمع العديد من رؤساء دول آسيا الوسطى.
وشارك السيد شلاباتشينكو مثالا استشهد به الأمين العام للأمم المتحدة خلال اجتماعاته مع قادة آسيا الوسطى:
“قبل انضمام البرتغال وإسبانيا إلى الاتحاد الأوروبي، كانت التجارة بينهما شبه معدومة. ولكن بعد الانضمام، أصبحت 40٪ من صادرات البرتغال تذهب إلى إسبانيا، ما حسن الحياة لكلا الشعبين. وهذا درْس مهم يجب تذكره ونحن نتحدث عن آسيا الوسطى”.
واختتم بالقول: “لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به، لكننا نسير في الاتجاه الصحيح“.
أماندا خوزي موكاواشي المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في ليسوتو، وهي دولة أفريقية غير ساحلية، صرحت لأخبار الأمم المتحدة بأن البلاد ترغب في تقاسم مواردها المائية الوفيرة وغيرها، لكنها تحتاج إلى الاستثمار.
وأضافت: “ليسوتو تمتلك موارد مائية. إنها من أهم مواردها الطبيعية؛ إذ تتدفق منها كميات هائلة من المياه، وتنقذ الأرواح في دول مجاورة مثل ناميبيا وبوتسوانا وغيرها“.
وأضافت: “ما يسعون إليه هو البحث عن استثمارات، من أجل تطوير البنية التحتية، حتى يتمكنوا من إنتاج الطاقة المتجددة، والطاقة الكهرومائية“.
وأضافت أن ليسوتو قادرة على استخدام مواردها من الرياح والطاقة الشمسية ليس فقط لتنميتها الصناعية، بل لتصديرها إلى المناطق التي تواجه تحديات في مجالي المياه والطاقة.
وتمت مناقشة هذه الأفكار وغيرها على هامش المؤتمر، وسيستمر طرحها في المنتديات المستقبلية.
*قائمة البلدان المصنفة على أنها بلدان نامية غير ساحلية:
أذربيجان، أفغانستان، أرمينيا، بوتان، بوليفيا، بوتسوانا، بوركينا فاسو، بوروندي، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، إسواتيني، إثيوبيا، كازاخستان، قيرغيزستان، جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، ليسوتو، مالاوي، مالي، منغوليا، نيبال، النيجر، مقدونيا الشمالية، باراغواي، جمهورية مولدوفا، رواندا، جنوب السودان، طاجيكستان، تركمانستان، أوغندا، أوزبكستان، زامبيا، وزيمبابوي.
بلدان غير ساحلية لكنها غير مهمشة: اختتام قمة الأمم المتحدة في تركمانستان بخارطة طريق جريئة المصدر: