بوتن يستبعد الحاجة للأسلحة النووية في أوكرانيا

الردع النووي
وردًا على سؤال حول الهجمات الأوكرانية المتكررة على الأراضي الروسية، أوضح بوتن: «لم تكن هناك حاجة لاستخدام تلك الأسلحة… وآمل ألا تكون هناك حاجة إليها». وتأتي تصريحاته بعد أشهر من توقيعه تعديلًا جديدًا على العقيدة النووية الروسية في نوفمبر 2024، ما قلّص من القيود المفروضة على استخدام الترسانة النووية – الأكبر عالميًا – وفتح الباب أمام استخدامها في حال التعرض لهجوم تقليدي مدعوم بقوة نووية.
وفي السياق ذاته، برر بوتن عدم شن روسيا لغزو شامل لأوكرانيا في عام 2014 – عقب ضم شبه جزيرة القرم – بقوله إن بلاده حينها «لم تكن مستعدة لمواجهة مباشرة مع الغرب بأكمله». وأشار إلى أن موسكو كانت تسعى «بإخلاص» لحل أزمة دونباس عبر الوسائل السلمية، معتبرًا أن «المصالحة مع أوكرانيا أمر لا مفر منه»، بحسب تعبيره.
مقترحات متضاربة
وفي المقابل، تتواصل الاتهامات المتبادلة بين الجانبين حول نوايا وقف إطلاق النار. ففي حين أعلنت موسكو عن هدنة إنسانية تستمر 72 ساعة بمناسبة «يوم النصر» الذي تحتفل فيه روسيا سنويًا بذكرى هزيمة ألمانيا النازية، رفضت كييف الطرح، واعتبره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محاولة «لتهيئة أجواء ناعمة» قبيل احتفالات الكرملين.
وزيلينسكي جدّد، في تصريحات، دعوته لوقف إطلاق نار شامل يستمر 30 يومًا، وهو المقترح الذي طرحته الولايات المتحدة كخطوة لبناء الثقة والتمهيد لإنهاء الحرب. وقال إن بلاده مستعدة لبدء وقف النار «في أي وقت» شرط أن يكون جادًا وفعّالًا.
تصعيد ميداني
ورغم الحديث عن الهدنة، شهدت العاصمة الأوكرانية كييف هجومًا جديدًا بطائرة مسيرة، ليل السبت/الأحد، أدى إلى إصابة 11 شخصًا، بينهم طفلان، بحسب ما أعلنت هيئة الطوارئ الأوكرانية. كما قُتل شخصان في ضربات روسية استهدفت مناطق دنيبروبيتروفسك وسومي، وفقًا لمسؤولين محليين.
استنزاف متبادل
وفي إطار التصعيد، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت ليلًا 165 طائرة مسيرة مفخخة وطُعمًا، تم اعتراض 69 منها، بينما يُرجح أن 80 طائرة أخرى عُطّلت بفعل التشويش الإلكتروني. كما أطلقت روسيا صاروخين باليستيين. في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن دفاعاتها الجوية أسقطت 13 طائرة مسيرة أوكرانية.
مشهد ضبابي
وتعكس هذه التطورات استمرار حالة الجمود العسكري والسياسي في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. وبينما يرسل الكرملين إشارات إلى امتلاكه خيارات تصعيدية – بما فيها النووية – يبدو في الوقت ذاته أنه يحاول ضبط إيقاع استخدام هذه الورقة، مع التلويح بإمكانية التوصّل إلى تسوية. وفي المقابل، تحرص كييف على إظهار صلابتها في رفض أي حلول مؤقتة أو أحادية الجانب، وتطالب بمقاربة شاملة توقف النزاع وتضمن سيادتها ووحدة أراضيها.
بوتن يستبعد الحاجة للأسلحة النووية في أوكرانيا المصدر: