تحالف عالمي يجتمع في الدوحة لمواجهة أزمة الجوع

وفي كلمتها أمام رؤساء الدول والوزراء والشركاء الدوليين، قالت أنالينا بيربوك رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة إن أزمة الجوع في عالمنا اليوم ليست نتيجة للندرة، بل هي نتاج عدم المساواة، والصراع، والخيارات السياسية.
في العام الماضي، عانى أكثر من 670 مليون شخص من الجوع، وواجه 2.3 مليار شخص انعداما معتدلا أو حادا للأمن الغذائي. وقالت: “هذا يعني مليارات من الناس يتساءلون من أين ستأتي وجبتهم التالية. آباء يضطرون لرؤية أطفالهم ينامون جياعا”. يحدث هذا في عالم يهدر أكثر من مليار وجبة كل يوم.
وأضافت رئيسة الجمعية العامة قائلة: “أزمة الجوع ليست نقصا في الغذاء. يمكن الوقاية منها بالكامل،” مشيرة إلى الإخفاقات في مجالات الوصول، والقدرة على تحمل التكاليف، والحماية الاجتماعية.
عُقد الاجتماع بينما تستضيف الدوحة القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، حيث يناقش ما يقرب من 14,000 مشارك كيفية تعزيز النظم الاجتماعية، وتوسيع الفرص، والحد من عدم المساواة.
مع ارتفاع حرارة الكوكب، ينتشر الجوع
وسلطت السيدة بيربوك الضوء على تغير المناخ باعتباره دافعا متسارعا للجوع. واستذكرت زيارة أخيرة لمنطقة الساحل، وصفت فيها تحول الأراضي الخصبة إلى غبار مع ارتفاع درجات الحرارة وفشل مواسم هطول الأمطار. وقالت: “هذا هو الخط الأمامي الجديد لانعدام الأمن الغذائي”.
وحذرت من أنه إذا استمر الاحترار العالمي دون رادع، فقد يواجه ما يصل إلى 1.8 مليار شخص إضافي انعدام الأمن الغذائي. لكن الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية، مدعوما بالاستثمار في التكيف والقدرة على الصمود، يمكن أن يمنع الملايين من الغرق أعمق في براثن الفقر.
أُطلق التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر تحت الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين في عام 2024، ويضم الآن ما يقرب من 200 عضو — أكثر من 100 دولة ومنظمة إقليمية ووكالة دولية ومجموعة مجتمع مدني.
وكان اجتماع يوم الاثنين هو الأول له على مستوى القادة، ويهدف إلى تسريع التعاون العملي، بدءا من توسيع نطاق الحماية الاجتماعية إلى تعزيز الزراعة القادرة على التكيف مع المناخ.
وقالت بيربوك: “في عالم تتوافر فيه الخيرات — وحيث ينبغي أن يكون هناك ما يكفي للجميع — فإن ضمان حصول كل شخص في كل مكان على ما يكفيه من طعام أمر ممكن تماما”.
واختتمت قائلة: “عالم خالٍ من الجوع والفقر ليس طموحا بعيد المنال. إنه في متناول يدنا، إذا عملنا معا لتحقيقه”.
برنامج الأغذية العالمي يبتكر الحلول لمحاربة الجوع
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، قالت رانيا داغاش – كامارا مساعدة المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إن البرنامج ساعد حوالي 124 مليون شخص في كل أنحاء العالم في 2024، وخاصة في مناطق الحروب وتلك المناطق الهشة التي يحتاج فيها الناس بشدة.
وأوضحت أن حوالي 300 مليون شخص يتأثرون بالجوع حاليا. ومضت قائلة: “في برنامج الأغذية العالمي نساعد في برامج التغذية المدرسية. حاليا هناك أكثر من 400 مليون طفل في العالم يحصلون على وجبات مدرسية الأمر الذي يساعدهم على استيعاب الدروس والاستمرار في الدراسة وبالذات للبنات. تمثل هذه الوجبات المدرسية العمود الفقري لمحاربة الجوع”.
وقالت المسؤولة الأممية إن النقاش في مؤتمر القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية سيركز حول الحلول والأفكار لحل مشاكل كبيرة مثل الفقر، الجوع، البطالة، عدم المساواة. وقالت: “نجرب أساليب مختلفة نحارب بها الجوع كي نتمكن من الوصول لأكبر مجموعة من المحتاجين”.
وأشارت إلى أن برنامج الأغذية العالمي يسعى إلى بناء أنظمة الحماية الاجتماعية مع الحكومات في أكثر من 63 دولة لتقليل الهشاشة في كثير من المناطق.
وفي ختام حديثها وجهت رسالة قالت فيها: “كل فرد وكل شركة وكل حكومة لها دور في تقليل الجوع والفقر في العالم. تحدثوا عن الجوع لأنه مشكلة كبيرة تؤثر على ملايين الناس. ادعموا الحكومات كي تتمكن من بناء أنظمة تقلل من الهشاشة في العالم”.
أخبار الأمم المتحدة على الأرض
فريق أخبار الأمم المتحدة موجود على الأرض في الدوحة، ويقدم تغطية مستمرة على مدار الأسبوع للقمة العالمية للتنمية الاجتماعية، بما في ذلك التحديثات الحية والمقابلات والتحليلات من القمة. تابعوا تغطيتنا هنا.
تحالف عالمي يجتمع في الدوحة لمواجهة أزمة الجوع المصدر:









