تحذير من اختطاف هويات الشباب الرقمي في تنومة

ندوة “تعزيز الهوية من القرية للعالم” في تنومة

اختتمت مؤخرًا ندوة بعنوان “تعزيز الهوية من القرية للعالم” في محافظة تنومة، حيث نظّمها مركز عبدالله بن إدريس الثقافي بالتعاون مع جمعية إرثنا. استمرت الندوة على مدى يومين وشارك فيها مجموعة من الأكاديميين والكُتّاب الذين ناقشوا موضوعات تتعلق بالهوية في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم.

التحديات الحديثة للهوية

ركز المشاركون في الندوة على التحديات التي تواجه الهويات المختلفة بسبب التقارب العالمي والتغيرات السريعة. أبدى الخبراء قلقهم بشأن تأثير هذه التحولات على هويات الشباب الرقمي، حيث يمكن أن تؤدي إلى تسييل أو محو أو إذابة هذه الهويات.

التاريخ الإسلامي والهوية

تناول الدكتور إسماعيل البشري، رئيس جامعة الجوف سابقاً، تاريخ الهوية البشرية وكيف تعامل الإسلام معها منذ وثيقة المدينة المنورة. أكد أن الإسلام يعترف بجميع الهويات دون تصادم أو إلغاء، مما يجعلها وثيقة حقوق إنسان شاملة.

الهوية الافتراضية وتأثير التقنية

ناقش الدكتور خالد الرديعان من جامعة الملك سعود تأثير مواقع التواصل الاجتماعي والتقنية الرقمية على المفاهيم والهويات. أشار إلى ظهور ما يُسمى بالهوية الافتراضية، حيث يتعرف الأفراد على بعضهم البعض عبر الإنترنت ويشكلون مجموعات ذات سمات مشتركة تشبه عناصر الهوية التقليدية. ومع ذلك، فإن هذه الهويات الافتراضية تعتبر سائلة ويمكن التخلي عنها بسهولة إذا أصبحت عبئًا.

البحث عن الهوية في المجتمعات العربية

أوضح الدكتور مسفر القحطاني من جامعة البترول أن سؤال الهوية يعد من أهم الموضوعات المطروحة في المجتمعات العربية خلال العقود الماضية. بعد انتهاء الاستعمار العسكري، لا تزال المجتمعات العربية تبحث عن هويتها سواء كانت دينية متعددة أو قومية متنوعة أو وطنية. ومع ذلك، فإن هذه الهويات غالبًا ما تكون متناقضة ولا يمكن دمجها بسهولة سواء على مستوى الفرد أو المجتمع.

تأثير التقنية والرقمنة على الحياة اليومية والمستقبل

التقنية والرقمنة تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل هويتنا اليوم. فمثلاً، مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر تسمح للأفراد بالتواصل وتبادل الأفكار مع أشخاص من جميع أنحاء العالم. هذا يخلق فرصًا جديدة للتفاعل ولكن أيضًا يطرح تحديات جديدة فيما يتعلق بالحفاظ على الخصوصية والهوية الشخصية.

الأمثلة الواقعية: يمكن أن نرى تأثير التقنية بوضوح عندما ننظر إلى كيفية استخدام الشباب للإنترنت لتعلم مهارات جديدة أو بدء مشاريع تجارية صغيرة عبر الإنترنت. هذا النوع من النشاط يعزز الشعور بالاستقلال والقدرة على تحقيق الذات ولكنه يتطلب أيضًا وعيًا بكيفية الحفاظ على هوية ثقافية قوية وسط التأثيرات العالمية المختلفة.

الخلاصة

الندوة سلطت الضوء على أهمية تعزيز الهوية الثقافية والمحلية في عصر العولمة والتقنية المتسارعة. يجب علينا جميعًا التفكير بعمق حول كيفية الحفاظ على هويتنا بينما نتبنى التكنولوجيا الحديثة ونستفيد منها لتحسين حياتنا اليومية والمستقبل.