اخر الاخبار

‏تحفة معمارية متنقلة .. منزل يجمع بين ذكاء التصميم وسحر التفاصيل

هذا المنزل المتنقل الصغير يأتي من منطقة البلطيق في أوروبا، وتبلغ مساحته أقل من 19 مترا مربعا فقط.

ورغم حجمه المحدود، فإن تصميمه الداخلي بعيد كل البعد عن البساطة الريفية أو الأكواخ الخشبية التقليدية.

فهو يجمع بين الطابع الإسكندنافي الأنيق والبساطة اليابانية في مزيج متناغم من الدفء والرفاهية.

من الواجهة الخارجية المحروقة بتقنية شو سوغي بان ( Shou Sugi Ban ) إلى السقف المعماري بعوارضه المثلثة المكشوفة والحمّام الأنيق، يُعد هذا المنزل المتنقل من شركة بلطيق تايني هاوس ( Baltic Tiny House ) قطعة فنية متكاملة.

‏تحفة معمارية متنقلة .. منزل يجمع بين ذكاء التصميم وسحر التفاصيل

المنزل المعروف باسم بي تي إتش سينغل BTH Single هو منزل صغير أحادي المستوى على عجلات من تصميم شركة بلطيق تايني هاوس، التي تمتلك مكاتب في ألمانيا والسويد وليتوانيا.

مساحات مفتوحة

ويعتمد تصميمه على مفهوم المساحات المفتوحة، حيث تتداخل غرفة المعيشة وغرفة النوم في مساحة واحدة، مع مطبخ صغير مضغوط يحتوي على الحد الأدنى من وحدات التخزين.

هذا الطراز شائع في الأكواخ الإسكندنافية، لكنه هنا يأخذ طابعًا أكثر تميزًا بفضل الدمج المتقن بين عناصر التصميم الياباني البسيط واللمسات العصرية الراقية.

يبرز التأثير الياباني في التصميم بوضوح من خلال الواجهة الخارجية المصنوعة بتقنية شو سوغي بان، المعروفة أيضًا باسم ياكي سوغي Yakisugi، وهي طريقة تقليدية يابانية لحرق الخشب جزئيًا بغرض تعزيز متانته ومقاومته للعوامل الخارجية، إلى جانب منحه مظهرًا فريدًا وملمسًا مميزًا.

اقراء ايضا  مبادرة بجميع المناطق لاستبدال أجهزة التكييف الشباك

خشب إسكندنافي

في هذا المنزل، يبدأ الحرفيون باستخدام خشب إسكندنافي عالي الجودة مثل التنوب أو الصنوبر أو الماهوغاني.

وبعد ذلك، يتم حرق الألواح في آلة حديثة بدرجات حرارة مرتفعة- وهو الإصدار العصري من التقنية اليابانية القديمة- وبعد التبريد تُنظَّف الألواح بعناية لإزالة بقايا الفحم والشوائب، ثم تُغطى بزيت طبيعي وتُصبغ باللون المطلوب.

بفضل هذه العملية، يمكن أن تبقى واجهة المنزل دون أي صيانة لمدة تصل إلى عشر سنوات على الجهة الغربية أو الشمالية، وأكثر من ست سنوات على الجهة الشرقية أو الجنوبية.

وحتى بعد هذه الفترة الطويلة، لا تحتاج إلا إلى إضافة طبقة جديدة من الزيت فقط، مما يسمح للواجهة بالحفاظ على مظهرها وجودتها لمدة تصل إلى ثمانين عامًا، في مثال مثالي على الاستدامة طويلة الأمد.

مساحة خشبية دافئة

في الداخل، يكشف المنزل عن مساحة خشبية دافئة بتصميم مستوحى من البيوت اليابانية التقليدية، مع أثاث منخفض المستوى وإضاءة طبيعية وفيرة بفضل النوافذ الضخمة والأبواب الزجاجية التي تفتح المشهد نحو الخارج وتمنح شعورًا بالاتساع والترابط مع الطبيعة المحيطة.

السقف المكشوف بعوارضه المثلثة يضيف طابعًا معماريًا أنيقًا، وتزيد إضاءات (ليد) المدمجة من جاذبيته الجمالية.

على عكس المنازل التقليدية، لا يحتوي هذا البيت على غرفة معيشة كلاسيكية بأريكة وطاولة قهوة أو منطقة طعام ثابتة.

بدلاً من ذلك، توجد منصة مرتفعة في أحد أطراف المنزل تُستخدم كسرير مزدوج في الليل وكمنطقة جلوس مريحة في النهار. المستوى السفلي منها يعمل كمقعد مدمج للتخزين الإضافي أو للجلوس.

لوحة فنية

هذه المساحة، المطلة على نافذة ضخمة تشبه لوحة فنية، هي قلب المنزل وروحه. يمكن تحويلها بسهولة إلى منطقة لتناول الطعام أو مكتب للعمل بإضافة طاولة بسيطة، ما يعزز من مرونة الاستخدام دون المساس بجمالية التصميم.

اقراء ايضا  «الصحة»: إتاحة التبرع بالدم مباشرة في 185 مركزاً حول المملكة أو عبر تطبيق «صحتي» - أخبار السعودية

كما تضم المساحة منضدة إفطار كبيرة تحت نافذة واسعة، تكفي لشخصين.

إنها مثالية للدراسة أو العمل بفضل الإضاءة الطبيعية الوفيرة ورف علوي للكتب أو الأغراض الشخصية، ما يجعلها زاوية مريحة ومنعزلة بالقدر المناسب دون الإحساس بالانعزال الكامل.

تصميم ذكي

يضم التصميم الذكي أيضًا خزانة تخزين كاملة الحجم بين منطقة المطبخ والحمّام، يمكن استخدامها لتخزين الملابس أو كمخزن إضافي للأطعمة إذا كانت مساحة المطبخ محدودة.

أما المطبخ نفسه، فهو صغير ومجهز بالأساسيات فقط – يعكس جوهر الفلسفة البسيطة للمنزل: “أقل يعني أكثر”.

حمام أنيق

في المقابل، يأتي الحمّام بتصميم مفاجئ في أناقته، إذ تمتاز تجهيزاته وتشطيباته بلمسات فاخرة باللون الأسود، من الحنفيات إلى المغسلة النحيلة، مرورًا بحامل المناشف النحيف والمرايا الدائرية المزودة بإضاءة (ليد).

تضيف الإضاءة المخفية في السقف لمسة عصرية متقنة، تجعل الحمّام يبدو وكأنه جزء من جناح فندقي فاخر.

وفوق الحمّام، توجد غرفة صغيرة تستخدم لتخزين الأدوات الكبيرة، بحيث لا تفسد انسيابية التصميم الداخلي ولا تشوّه الإحساس بالمساحة. وعلى الرغم من بساطة الأثاث والخطوط المعمارية، فإن هذا المنزل الذكي يوفر قدرًا مذهلًا من التخزين دون التضحية بالإحساس بالاتساع والضوء الطبيعي.

هندسة بسيطة

في نهاية المطاف، يُظهر بي تي إتش سينغل كيف يمكن للهندسة البسيطة أن تتحول إلى فن معماري راقٍ.

إنه منزل يدمج بين روح البساطة اليابانية ودفء التصميم الإسكندنافي ليخلق بيئة معيشية متكاملة – فخمة، عملية، ومستدامة – تثبت أن الجمال الحقيقي لا يُقاس بالمتر المربع، بل بذكاء التصميم وروح المكان.

المصدر: أوتو إيفوليوشن


اقرأ على الموقع الرسمي

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام