تداعيات مكالمة بوتين.. زيلينسكي غاضب وترمب يبحث عن مخرج

زيلينسكي يضغط على ترمب
ويبدو أن الرئيس الأوكراني يائس إلى حد كبير معتبرًا أن روسيا تماطل في ظل موقف غير واضح من قبل واشنطن، التي يريد منها أن تضغط على موسكو، وأوضح أن كييف تعمل مع شركائها للتأكد من أن الضغط يجبر الروس على تغيير سلوكهم، مؤكدًا أن «العقوبات مهمة».
وشدد الرئيس الأوكراني على أن «الحرب يجب أن تنتهي على طاولة المفاوضات، ولكن يجب أن تكون المقترحات على الطاولة واضحة وواقعية»، مشيرًا إلى «استعداد بلاده لأي شكل تفاوضي يحقق نتائج».
وقال زيلينسكي «إذا استمرت روسيا في طرح مقترحات غير واقعية، فيجب أن تكون هناك عواقب وخيمة».
أوكرانيا وأوروبا في قارب واحد
من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، الثلاثاء، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحده القادر على إنهاء الحرب مع أوكرانيا، لكنه لا يأبه بتحقيق السلام، ويلعب لكسب الوقت في المحادثات مع الولايات المتحدة.
وأضاف بيستوريوس، قبل اجتماع مع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن أوروبا تحتاج إلى زيادة الضغط على روسيا عبر فرض المزيد من العقوبات، لا سيما على مبيعات الطاقة الروسية.
وأوضح أن الرئيس الروسي يريد فرض شروطه عبر منع انضمام أوكرانيا للناتو.

وجاءت تصريحات وزير الدفاع الألماني بعدما أعلنت واشنطن أن طريق إنهاء الصراع بين موسكو وكييف بات مسدودًا، وهددت بالانسحاب من الوساطة.
غير أن اتصالًا هاتفيًا استمر لأكثر من ساعتين، جمع الرئيس الروسي بنظيره الأمريكي، دونالد ترمب، غيّر المشهد، إذ أعلن الزعيم الجمهوري في أعقابه أن المفاوضات ستبدأ فورًا، وأن الفاتيكان أبدى استعداده لاستضافتها.
وفي هذا السياق، قالت رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني: «إن استعداد البابا لإجراء محادثات روسية أوكرانية في الفاتيكان إيجابي».
ولفتت إلى أن روما مستعدة للمساهمة في تسهيل الاتصالات، والعمل من أجل السلام بين روسيا وأوكرانيا.
روسيا تبحث عن تسوية عادلة
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن موسكو تؤيد تحقيق تسوية عادلة للأزمة الأوكرانية، مشيرًا إلى أنه «تم تأكيد ذلك خلال المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب».
من جانبها، أعلنت كايا كالاس، مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن التكتل أقر حزمة عقوبات جديدة على روسيا تستهدف نحو 200 سفينة لأسطول الظل.
وقال بوتين في وقت سابق، إنه مستعد لبحث سبل التهدئة ووقف التصعيد، وأكد أن بلاده جاهزة للعمل على مذكرة تفاهم مع كييف، بما في ذلك وقف إطلاق النار، كما شدد على ضرورة تقديم الطرفين تنازلات ترضيهما.
رغم ذلك، يتخوّف الأوروبيون من أن الكرملين يتلاعب بهم، كما حصل غير مرة، ففي المحادثات المباشرة التي استضافتها تركيا، الأسبوع المنصرم، تأمّل البعض حضور الرئيس الروسي إلى أنقرة للقاء نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لكنه أرسل بدلًا منه وفدًا من التكنوقراط، وُصف حينها بأنه دون المستوى، ويهدف إلى المراوغة.
هل يخدع بوتين ترمب؟
وفي تحليلها قالت «فاينانشال تايمز» إن ترمب وعد بأنه سينهي الصراع في أول يوم له في منصبه، لكنه الآن يبدو وكأنه يغسل يديه من جهود السلام، مما يترك أوكرانيا عرضة للخطر على طاولة المفاوضات.
بالنسبة للمراقبين، تُعدّ هذه نقطة تحول تُؤكّد أسوأ مخاوف الأوروبيين: إذ انخدع ترمب بمجاملات فلاديمير بوتين، وهو مستعدّ للتنازل عن كييف لصالح موسكو، تحدث ترمب وبوتين لأكثر من ساعتين، الاثنين، في محادثة ودية للغاية، لدرجة أن الروس قالوا إنّ أيًا من الزعيمين لم يُرِد إنهاء المكالمة أولاً.
بعد المكالمة، قال الرئيس الأمريكي إن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار ستبدأ «فورًا»، لكن «شروط ذلك سيتم التفاوض عليها بين الطرفين، لأنه لا يمكن أن يحدث إلا لأنهما يعرفان تفاصيل المفاوضات التي لا يعرفها أي شخص آخر»، في تنازل ظاهري عن دور واشنطن كوسيط للسلام.
ومن يستطيع أن يحل محله؟ البابا ليون الرابع عشر، قال ترامب: «الفاتيكان.. أبدى اهتمامًا بالغًا باستضافة المفاوضات».
قبل أكثر من أسبوع، انضم ترمب إلى زعماء غربيين آخرين في التعهد بفرض تدابير عقابية جديدة على روسيا إذا لم تنفذ وقف إطلاق النار الفوري.
لماذا تغير موقف ترمب؟
لكن بعد حديثه مع بوتين، أبلغ ترمب القادة الأوروبيين بأنه لا ينوي ممارسة ضغوط إضافية على موسكو في ظل استمرار المحادثات الثنائية بين روسيا وأوكرانيا، وفقًا لشخصين مطلعين على المحادثة ذكروا ذلك لـ«فاينانشال تايمز»، ويتسابق الأوروبيون الآن لإقناع ترامب بالبقاء على انخراطهم.
قال أندرو فايس، نائب رئيس مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: «لم يكن من الواقعي أبدًا الاعتقاد بأن الولايات المتحدة قادرة على إبرام اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.. يبدو أن الهدف الآن هو الاتفاق على الاختلاف مع روسيا، والسماح للأوروبيين والأوكرانيين بالتوصل إلى حل».
يرى الإعلام الأمريكي أن ترمب يحاول التهرب مما يحدث في أوكرانيا، وإمكانية أن يتخلى ترمب عن كييف، خصوصًا أنه انتقد سياسة سلفه الرئيس، جو بايدن، تجاه أوكرانيا، والتي تضمنت شحن أسلحة ومساعدات إنسانية بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا، وقد خفضت إدارة ترمب بعض هذه المساعدات بالفعل.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -الذي تحدث أيضًا إلى ترمب- قد وجه تحذيرًا صارخًا: «من المهم بالنسبة لنا جميعًا ألا تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن المحادثات والسعي إلى السلام، لأن الوحيد الذي يستفيد من ذلك هو بوتين».
مطالب روسيا لبدء محادثات مع أوكرانيا
– التخلي عن أي علاقات مع حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وتسريح معظم قواتها المسلحة.
– تسليم أوكرانيا المناطق غير المحتلة، وكذلك المحتلة من الأراضي التي ضمتها روسيا رسميًا.
ما بعد محادثات بوتين وترمب
– أوكرانيا وأوروبا وحدهما الآن في نزاعها مع موسكو.
– لا خيار أمام الأوكرانيين سوى مواصلة القتال.
– ترمب يبحث عن مخرج بعد مطالب بوتين الواضحة وغير المتنازل عنها.
– يرى المراقبون أن انسحاب الولايات المتحدة من الحرب أمر مرجح.
– ترمب غير مستعد للضغط على روسيا بالعقوبات.
– عقوبات بريطانية وأوروبية على روسيا بعد نتائج المكالمة.
– الإعلام الأمريكي والدول الحليفة لأمريكا يهاجم ترمب.
تداعيات مكالمة بوتين.. زيلينسكي غاضب وترمب يبحث عن مخرج المصدر: