تدهور غزة لا يمكن الدفاع عنه: دعوات لوقف النار

اجتماع سوري إسرائيلي في باريس: نحو خفض التصعيد في جنوب سورية
شهدت العاصمة الفرنسية باريس اجتماعًا غير مسبوق بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بهدف مناقشة الحفاظ على وقف إطلاق النار في جنوب سورية والعمل على خفض التصعيد في تلك المنطقة. الاجتماع الذي استضافته باريس يأتي في سياق الجهود الدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في منطقة تشهد توترات مستمرة.
الدور الأمريكي والفرنسي
أعلن المبعوث الأمريكي لسورية، توم براك، أنه التقى مسؤولين سوريين وإسرائيليين في باريس لتعزيز الحوار وخفض التوترات. وأكد براك عبر تغريدة على منصة “إكس” أن اللقاء حقق أهدافه، حيث أبدى الطرفان التزامهما بمواصلة جهود خفض التصعيد.
من جانبه، أشار نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تومي بيغوت، إلى أن سورية تمر بمنعطف حاسم نتيجة الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء. وأوضح بيغوت أن المبعوث الأمريكي ووزير الخارجية ماركو روبيو يتواصلان مع جميع الأطراف المعنية منذ أيام لضمان استمرار هذه الجهود.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو سيجتمع مع الشيباني وبراك لبحث الوضع الراهن في سورية. كما من المقرر أن يجري بارو محادثة هاتفية مع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لمناقشة التطورات ذات الصلة.
التوترات الداخلية السورية
يتزامن هذا الاجتماع مع تصاعد التوتر بين السلطات السورية والإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر على مناطق واسعة شمال وشمال شرق البلاد. تسعى الحكومة السورية الجديدة إلى دمج هذه المناطق ضمن الدولة السورية، وهو ما يواجه تحديات كبيرة بسبب الخلافات حول نظام الحكم المحلي.
وكان قد تم توقيع اتفاق بين الرئيس أحمد الشرع ومظلوم عبدي بشأن دمج الإدارة الذاتية الكردية ضمن الدولة السورية في 10 مارس الماضي. إلا أن تطبيق الاتفاق يواجه صعوبات بسبب مطالبة الأكراد بنظام حكم لامركزي، وهو ما تعارضه السلطات السورية بشدة.
تحليل وتوقعات مستقبلية
الاجتماعات الدولية: تعكس الاجتماعات المستمرة بين الأطراف المختلفة رغبة المجتمع الدولي في تحقيق استقرار طويل الأمد بسورية. ويبدو أن هناك توافقًا بين القوى الكبرى على ضرورة الحد من التصعيد العسكري والتركيز على الحلول الدبلوماسية.
الموقف السعودي: يُلاحظ دعم المملكة العربية السعودية للجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين. ومن خلال دبلوماسيتها الهادئة والقوية، تسعى السعودية لتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة بما يخدم مصالح الجميع دون انحياز لأي طرف سوى دعم الاستقرار والسلام.
التحديات الداخلية: تبقى قضية الإدارة الذاتية الكردية واحدة من أبرز العقبات أمام تحقيق السلام الداخلي بسورية. ومع استمرار الخلافات حول نظام الحكم المحلي ومستقبل المناطق الكردية ضمن الدولة السورية، يبدو أن الحلول تتطلب مزيدًا من الحوار والتفاهم المشترك بين جميع الأطراف المعنية.
الخلاصة: يمثل الاجتماع السوري الإسرائيلي خطوة مهمة نحو تهدئة الأوضاع بجنوب سورية وتحقيق تقدم ملموس نحو السلام الإقليمي. ومع استمرار الجهود الدولية والمحلية لحل النزاعات الداخلية والخارجية بسورية، يبقى الأمل قائمًا لتحقيق مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا للمنطقة بأسرها.
تدهور غزة لا يمكن الدفاع عنه: دعوات لوقف النار المصدر: