تزايد الاحتياجات في تشاد مع استمرار تدفق اللاجئين السودانيين من دارفور

وفي حديثها للصحفيين في جنيف من العاصمة التشادية نجامينا، قالت ماغات غيس، ممثلة المفوضية في البلاد، إن هذا “التدفق المفاجئ” ناجم عن تصاعد العنف في منطقة شمال دارفور، والذي “يسبب نزوحا جماعيا بوتيرة مقلقة”.
وأضافت السيدة غيس أن هذه التحركات الأخيرة تأتي في أعقاب “هجمات وحشية” شنتها جماعات مسلحة على مخيمات النازحين، بما في ذلك زمزم وأبو شوك، ومدينة الفاشر، والتي “بثت الرعب على نطاق واسع” بين السكان. وأضافت أن اللاجئين الوافدين إلى تشاد أفادوا بأن أكثر من 10 آلاف شخص ما زالوا في طريقهم إلى الحدود هربا من العنف.
رحلات محفوفة بالخطر
وقالت: “أفاد العديد من اللاجئين الوافدين حديثا عن تعرضهم لعنف جسيم وانتهاكات لحقوق الإنسان أجبرتهم على الفرار. وتحدثوا عن مقتل رجال، وتعرض نساء وفتيات للعنف الجنسي، وإحراق منازل بالكامل. كانت رحلاتهم إلى بر الأمان محفوفة بالمخاطر، حيث واجه اللاجئون السرقة والابتزاز عند نقاط التفتيش وتهديدات متكررة على طول الطريق”.
وأوضحت ممثلة المفوضية أن معظم اللاجئين وصلوا بلا أي شيء، ومن بينهم أشخاص لديهم احتياجات خاصة، بمن فيهم مصابون، وأطفال غير مصحوبين بذويهم، ونساء حوامل ومرضعات، وكبار السن. وشددت على ضرورة وقف الهجمات على المدنيين في السودان، وتوفير ممر آمن للفارين من أجل البقاء.
نداء لزيادة الدعم
وقالت السيدة غيس إنه على الرغم من الجهود الاستثنائية التي تبذلها المجتمعات والسلطات المحلية، فإن القدرة على استيعاب الوافدين الجدد “مُرهقة بشدة”، حيث تستضيف تشاد بالفعل 1.3 مليون لاجئ، من بينهم 794 ألف شخص عبروا الحدود مع السودان منذ بداية الصراع.
وقالت: “بينما تواصل البلاد إظهار تضامن ملحوظ في استضافة اللاجئين، فإنها لا تستطيع تحمل هذا العبء بمفردها. لا تزال الموارد الإنسانية في جميع أنحاء البلاد محدودة للغاية، بينما تزداد الاحتياجات للمياه والمأوى والصحة والتعليم والحماية”.
وفيما تقوم المفوضية وشركاؤها بتقديم مساعدات منقذة للحياة في النقاط الحدودية ومواقع إعادة التوطين، إلا أن الجهود الحالية لا تزال بعيدة عما هو كاف بالنظر إلى حجم الأزمة. وحثت المفوضية، على لسان ممثلها في تشاد، المجتمع الدولي على تكثيف الدعم للاستجابة بشكل عاجل.
وقالت: “ندعو بشكل عاجل إلى زيادة التضامن والتمويل الفوري لضمان حصول هؤلاء السكان المعرضين للخطر على الحماية والمساعدة التي يحتاجونها الآن”.
وتجدر الإشارة إلى أنه من أصل 409 ملايين دولار المطلوبة للاستجابة لأزمة اللاجئين في تشاد في عام 2025، تم تمويل 20 في المائة فقط حتى الآن.
تزايد الاحتياجات في تشاد مع استمرار تدفق اللاجئين السودانيين من دارفور المصدر: