تسريب محادثات ويتكوف ومستشار بوتين يغضب روسيا

أثار الكشف الأخير عن تسريب محادثات سرية بين ستيف ويتكوف، المبعوث والمقرب من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وأحد كبار مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موجة من الغضب العارم داخل الأوساط السياسية في موسكو. ويأتي هذا الحدث ليلقي بظلاله القاتمة على المشهد الدبلوماسي المعقد أصلاً بين القوتين العظميين، في وقت تتسم فيه العلاقات بالحساسية المفرطة.
السياق العام وتوقيت التسريب
لا يمكن قراءة هذا الحدث بمعزل عن السياق الجيوسياسي المتوتر الذي يشهده العالم حالياً. فالعلاقات الأمريكية الروسية تمر بأسوأ مراحلها منذ الحرب الباردة، لا سيما في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية المفروضة على موسكو. في مثل هذه الأجواء المشحونة، غالباً ما تلجأ الدول إلى القنوات الخلفية (Back-channels) والمبعوثين الخاصين لفتح مسارات للحوار بعيداً عن الأضواء والبروتوكولات الرسمية الصارمة، بهدف خفض التصعيد أو استكشاف فرص للتسوية.
ويُعتبر ستيف ويتكوف، رجل الأعمال البارز والشخصية المقربة من ترامب، أحد هؤلاء الفاعلين الذين قد يلعبون دوراً محورياً في نقل الرسائل المباشرة بين القيادات. لذا، فإن تسريب محتوى هذه المحادثات لا يُعد مجرد خرق أمني، بل يُنظر إليه في العرف الدبلوماسي على أنه ضربة لجهود بناء الثقة المتبادلة.
لماذا يثير التسريب غضب روسيا؟
تتبنى روسيا تقليدياً نهجاً صارماً فيما يتعلق بسرية المحادثات الدبلوماسية، خاصة تلك التي تجري عبر قنوات غير رسمية. وينبع الغضب الروسي من عدة اعتبارات استراتيجية:
- انتهاك البروتوكول: تعتبر موسكو أن الحفاظ على سرية المداولات هو حجر الزاوية في أي مفاوضات جادة، وأن التسريب يعكس عدم جدية أو محاولة لتخريب الحوار من قبل أطراف داخلية أو خارجية.
- الإحراج السياسي: قد يحتوي مضمون المحادثات على تنازلات محتملة أو طروحات لا يرغب الكرملين في طرحها للعلن أمام الرأي العام الروسي في هذا التوقيت.
- أزمة الثقة: يؤدي هذا التسريب إلى تعقيد مهمة أي مبعوث مستقبلي، حيث سيتردد الجانب الروسي في الانخراط في محادثات صريحة خوفاً من تكرار سيناريو التسريب.
التداعيات المتوقعة على العلاقات الثنائية
من المتوقع أن يلقي هذا الحادث بظلاله على المدى القريب، حيث قد تتشدد موسكو في إجراءات التواصل مع الفريق الأمريكي. كما يطرح هذا التسريب تساؤلات حول أمن المعلومات والجهات المستفيدة من إفشال أي تقارب محتمل بين إدارة ترامب والكرملين.
على الصعيد الدولي، يراقب الحلفاء الأوروبيون وأوكرانيا هذه التطورات بحذر، حيث أن أي تواصل سري بين واشنطن وموسكو يثير دائماً مخاوف حول صفقات قد تتم خلف الأبواب المغلقة. في النهاية، يؤكد هذا الحدث أن طريق الدبلوماسية في زمن الصراعات الكبرى محفوف بالمخاطر، وأن الكلمة المسربة قد تكون أحياناً أشد وقعاً من الرصاص في الميزان السياسي.
تسريب محادثات ويتكوف ومستشار بوتين يغضب روسيا المصدر:











