جائزة دولية تُكرم قوة التضامن مع اللاجئين في تغيير حياتهم

تم تكريم الفائزين بالجائزة هذا العام – وهم من الكاميرون والعراق والمكسيك وأوكرانيا وطاجيكستان – لشجاعتهم وتعاطفهم وتصميمهم على حماية الأشخاص الذين أجبروا على الفرار.
تأسست الجائزة عام 1954، وهي تحتفي بإرث فريدتجوف نانسن، العالم النرويجي والمستكشف القطبي والدبلوماسي وأول مفوض سامٍ لشؤون اللاجئين لدى عصبة الأمم.
خلال إعلانه عن الفائزين، قال فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أفعالهم تُجسد استمرار انتصار الإنسانية.
وأضاف: “يُذكرنا الفائزون هذا العام بأنه حتى في أحلك الظروف، تبقى الرحمة راسخة”.
يجسد الفائزين روح نانسن المتمثلة في الإيمان بأن كل إنسان أجبر على الفرار، أينما كان، يستحق الكرامة والأمان والأمل.
قرية تفتح أبوابها
الحائز على جائزة نانسي على المستوى الدولي هو الزعيم القبلي في الكاميرون مارتن أزيا سوديا، الذي أصبح رمزا للقيادة والترحيب باللاجئين.
عندما عبر عشرات آلاف اللاجئين من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى قريته غادو – بادزيري، اتخذ هو ومجتمعه قرارا جماعيا: لا ينبغي ردّ أي شخص.
وبتوجيهاته، قدمت العائلات أراض للمأوى والزراعة، مما ساعد 36 ألف شخص على إعادة بناء حياتهم.
قال الزعيم سوديا: “كلنا بشر، وعلينا أن نعتني ببعضنا البعض”. ويتذكر كيف أنقذ القرويون أشخاصا منهكين سقطوا على الطريق، وقال: “لم نستطع أن نشاهد إخواننا يموتون. لا فرق بين اللاجئين والسكان المحليين. نحن نعيش معا”.
شجع مثاله قادة تقليديين آخرين على الاقتداء به، مما ساهم في تغيير المواقف في جميع أنحاء المنطقة، وأظهر كيف يمكن للتعاطف أن يُعيد تشكيل مجتمعات بأكملها.
أبطال إقليميون
يتم تكريم أربعة فائزين إقليميين هذا العام، من العراق والمكسيك وأوكرانيا وطاجيكستان.
تابان شورش عاملة إغاثة وناشطة في مجال حقوق المرأة ومؤسسة منظمة “زهرة اللوتس”، وهي منظمة نسائية تدعم الناجين من النزاع في العراق.
في العراق، أسست الناشطة تابان شورش – الناجية من الإبادة الجماعية – منظمة “زهرة اللوتس”، وهي منظمة نسائية تدعم أكثر من 105,000 ناجٍ من النزاع، عبر توفير الحماية والدعم النفسي وسبل العيش.
من المكسيك فاز رجل الأعمال بابلو مورينو كادينا الذي أصبح رائدا في مجال دمج اللاجئين في البلاد.
كادينا يعد قوة دافعة لدمج اللاجئين من خلال تشجيع شركة مابي MABE – وهي شركة كبرى لتصنيع الأجهزة المنزلية – على توظيف مئات اللاجئين، ليثبت أن دمجهم يُعزز أماكن العمل والمجتمعات على حد سواء.
وفي أوكرانيا، تواصل منظمة بروليسكا تقديم الدعم المنقذ للحياة لملايين الأشخاص، وغالبا ما تصل إلى المناطق المتضررة بعد ساعات قليلة من القصف أو الغارات الجوية.
تعمل فرقها في أماكن يصعب على الآخرين الوصول إليها، لضمان “عدم ترك أي شخص خلف الركب”.
وفي طاجيكستان، شاركت اللاجئة الأفغانية نيجارا نظري في تأسيس مركز أريانا التعليمي، وهي مدرسة توفر التعليم للأطفال الأفغان النازحين الذين حُرموا منه سابقا.
وقد اختارت، بصفتها طالبة سابقة حاصلة على منحة دراسية، أن تمنح الآخرين الفرص التي حظيت بها.
يقدم الفائزون بجوائز هذا العام رسالة قوية تتمثل في أن أعمال التعاطف والتضامن والشجاعة قادرة على تغيير حياة الناس، وأن الإنسانية تبقى صامدة حتى في أحلك الظروف.
جائزة دولية تُكرم قوة التضامن مع اللاجئين في تغيير حياتهم المصدر:











