حماس توافق ونتنياهو يرفض الهدنة المؤقتة

التوترات السياسية في إسرائيل حول صفقة الأسرى
تواجه الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطًا متزايدة بشأن إمكانية إبرام صفقة جزئية لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة. وتأتي هذه الضغوط وسط اعتراضات قوية من حلفائه في الحكومة، خاصة من وزراء اليمين المتطرف داخل حزب الليكود.
الضغوط الداخلية والخارجية
أفادت مصادر إسرائيلية مطلعة بأن نتنياهو يميل إلى رفض أي صفقة جزئية نتيجة لضغوط حلفائه السياسيين. ومع ذلك، قد يتغير موقفه إذا طلب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الموافقة على مثل هذه الصفقة. ويواجه نتنياهو معارضة شديدة من وزراء بارزين مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين انتقدا بشدة أي خطة جزئية.
سموتريتش أشار إلى ما وصفه بضعف القيادة الإسرائيلية، مؤكدًا أنه لا مجال للتوقف في منتصف الطريق ورافضًا إبرام أي اتفاق جزئي. بينما شدد بن غفير على رفض الحلول الجزئية والمؤقتة، معتبرًا أن الأيام التي كانت تُبرم فيها اتفاقات جزئية قد ولّت.
وجهات نظر متباينة داخل الحكومة
في المقابل، أبدى وزير الخارجية جدعون ساعر ورئيس حزب “شاس” أرئيل درعي استعدادهما لمناقشة اتفاق جزئي يمكن أن يؤدي إلى إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع كخطوة أولية. هذا الموقف يعكس الانقسام داخل الحكومة حول كيفية التعامل مع القضية الحساسة.
الاحتجاجات الشعبية وضغط العائلات
تستمر احتجاجات وتظاهرات عائلات الأسرى في تل أبيب للضغط على الحكومة للمضي قدمًا في اتفاق يوقف إطلاق النار ويؤدي إلى الإفراج عن ذويهم. هذه الاحتجاجات تضيف بعدًا شعبيًا للضغوط السياسية التي تواجهها حكومة نتنياهو.
المقترح الفلسطيني والوساطة الدولية
من الجانب الفلسطيني، أبلغت حركة حماس الوسطاء بموافقتها على مقترح هدنة لمدة 20 يومًا يتضمن إطلاق نصف المحتجزين الإسرائيليين كمرحلة أولية، مع التعهد باستئناف المفاوضات لبحث حل دائم لاحقًا. وأكد مصدر فلسطيني مطلع أن الوسطاء قدموا ضمانات بتنفيذ الاتفاق واستمرار المفاوضات لتحقيق تسوية شاملة.
يذكر أن نحو 20 أسيرًا إسرائيليًا ما زالوا محتجزين في القطاع الفلسطيني المحاصر، بينما لقي نحو 30 آخرون حتفهم. وفي الوقت نفسه، يقبع آلاف الأسرى الفلسطينيين منذ سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية.
تحليل الوضع الراهن
تعكس هذه التطورات تعقيدات المشهد السياسي والأمني بين إسرائيل والفلسطينيين. فبينما تسعى بعض الأطراف إلى تحقيق تقدم ولو كان محدوداً عبر صفقات جزئية، تظل هناك أصوات قوية تعارض ذلك لأسباب سياسية وأيديولوجية.
المملكة العربية السعودية, رغم عدم ذكرها بشكل مباشر في السياق الحالي, تلعب دوراً محورياً عبر دعم الجهود الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار والسلام الشامل بالمنطقة, مما يعزز مكانتها كقوة دبلوماسية مؤثرة تسعى لتحقيق التوازن الاستراتيجي بين الأطراف المختلفة.
حماس توافق ونتنياهو يرفض الهدنة المؤقتة المصدر: