د. حنان بلخي: السلام هو الدواء الوحيد لإنقاذ أرواح الفلسطينيين في غزة

وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة على هامش فعاليات الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، وصفت الدكتورة بلخي الوضع في غزة بأنه “سيء للغاية”، مشيرةً إلى أن المجاعة – التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها “من صنع الإنسان” – هي نتيجة مباشرة لتدمير البنية التحتية ونقص المساعدات الإنسانية الكافية.
وتطرقت الدكتورة بلخي إلى حالة المستشفيات في غزة، التي تعمل بأكثر من طاقتها الاستيعابية بثلاثة أضعاف، حيث تصل نسبة الإشغال إلى 300%. وقالت إن هذا الاكتظاظ يعني أن المرضى يتكدسون في الممرات، ويتقاسمون الأكسجين، مما يؤدي إلى انهيار كامل لإجراءات مكافحة العدوى. وحذرت من أن هذه البيئة باتت أرضا خصبة لانتشار العدوى، وتكاثر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
وأضافت أن نقص الوقود والموارد الطبية قد دفع النظام الصحي إلى حافة الانهيار، حيث تُجرى العمليات الجراحية دون تخدير، وتتم عمليات بتر الأطراف دون مسكنات للألم. وقالت إن “المرضى يعانون، والعدوى تنتشر، والعاملون الصحيون منهكون للغاية”.
ظهور أوبئة نادرة في غزة
شهدت غزة مؤخرا ظهور أمراض لم تكن معروفة في القطاع، مثل متلازمة غيلان باريه – التي تشمل أعراضها الشلل – والتهاب السحايا. وعزت الدكتورة حنان بلخي ظهور هذه الأمراض إلى الدمار ونقص النظافة والاكتظاظ، مشيرة إلى أن البنية التحتية الصحية المدمرة لا تسمح بتطبيق أبسط معايير مكافحة العدوى، مثل عزل الحالات في غرف خاصة، مما يفسح المجال لانتشار الأوبئة.
وحذرت من أن الوضع قد يكون أسوأ مما هو معلن، لأن قدرة التشخيص المخبري أصبحت شبه معدومة.
دعوة لحماية الفرق الطبية
وأعربت الدكتورة بلخي عن قلقها البالغ على سلامة موظفيها، مشيرة إلى تعرض المرافق الصحية لأكثر من 700 هجوم، مع سقوط عدد كبير من الضحايا بين صفوف العاملين الصحيين.
وتابعت قائلة: “نحاول أن نفعل كل ما في وسعنا للتحدث بشأن المخاطر التي يتعرض لها العاملون الصحيون وموظفونا على وجه التحديد للتأكد من أن القوانين الدولية تُطبّق ويُلتزم بها. لكن هذا ليس هو الحال. إنه تحدٍ كبير”.
ودعت أطراف النزاع إلى الالتزام بالقانون الدولي وتجنيب العاملين الصحيين والمدنيين والمرافق الصحية الأذى.
الأمراض غير المعدية: تحدٍ جسيم في شرق المتوسط
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تعد الأمراض غير المعدية السبب الرئيسي للوفاة في منطقة شرق المتوسط. وفي هذا الصدد، تقام فعالية بعنوان: “تعزيز المساواة في الصحة النفسية والأمراض غير المعدية للاجئين والمهاجرين”، على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة تستضيفها مصر، إسبانيا، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسف، ومفوضية شؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، من بين جهات أخرى.
ومن المتوقع صدور إعلان سياسي بخصوص الأمراض غير المعدية. وقالت الدكتورة بلخي إن الإعلان يأتي في وقت مهم جدا. وتابعت: “عملنا للتأكد من أن دعم الأمراض غير المعدية لمنطقتنا يتم تضمينه أيضا في الاستجابة للطوارئ حتى تتمكن البلدان التي تعاني من الصراعات والبلدان الهشة من الاستفادة من نتائج هذا الاجتماع رفيع المستوى”.
11من أصل 22 دولة في المنطقة تعاني من الصراعات أو العقوبات، مما يزيد من صعوبة معالجة قضايا الصحة العقلية والسمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم، وفقا للدكتورة حنان بلخي.
وغالبا ما تواجه الفئات الهشة من المهاجرين واللاجئين عوائق تحول دون الحصول على الوقاية والتشخيص والعلاج واستمرارية الرعاية. وتتفاقم هذه التحديات بفعل النزوح، وأوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، والمخاطر المرتبطة بالمناخ.
ودعت المسؤولة الأممية إلى مضاعفة الجهود ثلاث مرات لسد الفجوة وتحقيق أهـداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
رسالة إلى العالم
الدكتورة حنان بلخي قالت إن الرسالة التي يجب أن تصل إلى العالم هي أن الحروب تدمر المجتمعات. “إنها تدمر البلدان. وتضع الناس تحت ضغط هائل ويأس. إنها تسلب كرامتهم”.
وأعربت عن أملها في أن يكون هناك حوار لتحقيق السلام في غزة والأرض الفلسطينية المحتلة. وتابعت: “أنا سعيدة للغاية لأنني في الأمم المتحدة حيث تتم مناقشة حل الدولتين“.
واختتمت حديثها بالقول: “ندائي هو أن تجتمع كافة الدول لإحلال السلام في جميع دول العالم وبالذات في المناطق التي تعاني من صراعات في الشرق الأوسط – ومنها غزة والسودان ودول أخرى كثيرة. رجاء اعملوا من أجل السلام لكي نتمكن نحن في المنظمات الدولية من القيام بعملنا وواجبنا في النهوض بالصحة العامة والرفاهية لجميع مواطنينا في منطقتنا الجميلة، منطقة شرق المتوسط”.
د. حنان بلخي: السلام هو الدواء الوحيد لإنقاذ أرواح الفلسطينيين في غزة المصدر: