بعد أكثر من سبع سنوات من النزوح، انطلقت أول قافلة للعودة الطوعية نظمتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حاملة 84 شخصا من النازحين إلى ديارهم التي لم يتمكنوا من رؤيتها منذ عدة سنوات.
تقف شهرزاد وابنتاها (7 و8 سنوات)، ينتظرن اللحظة التي طالما حلمن بها. وتقول شهرزاد: “انتظرت هذه اللحظة منذ سبع سنوات، لا يمكنني وصف فرحتي“.
شهرزاد التي فرت من هجوم عسكري على بلدتها عام 2017، تعود اليوم حيث ينتظرها زوجها الذي عاد للتو من رحلة علاج طويلة في دمشق.
ابنتاها، اللتان لم تعرفا من الوطن سوى الخيمة والذكريات المحكية، كانتا تضحكان بفرح أثناء حزم الأمتعة، تحلمان ببيت والديهما الذي لم يعرفانه أبدا.
موظف من مفوضية شؤون اللاجئين يقدّم معلومات لمجموعة من النازحين داخليا في مخيم العريشة شمال شرق سوريا.
وفّرت مفوضية شؤون اللاجئين دعما شاملا للعائدين: وسائل نقل مجانية، شاحنات لنقل الأمتعة، و”حقائب كرامة” للنساء والفتيات. كما نُظمت جلسات توعية بمخاطر الألغام للأطفال، في ظل وجود ألغام غير منفجرة بمناطق دير الزور.
وتقدم المراكز المجتمعية الدعم القانوني لمن فقدوا وثائقهم الرسمية، وتسهم في إعادة تأهيل المساكن والبنى التحتية، وتوفير فرص العمل.
شاحنات محمّلة بأمتعة النازحين تغادر مخيم العريشة في شمال شرق سوريا.
إلا أن هذا الأمل يواجه تهديدا خطيرا، إذ تعاني المفوضية من نقص حاد في التمويل. ومع خطة لمساعدة 3.5 مليون نازح ولاجئ في عام 2025، تم تقليص 30% من كوادر المفوضية في سوريا، وإغلاق 44% من مراكزها المجتمعية.
ويؤكد ريتشارد نداولا، منسق المفوضية أنه “لدينا فرصة تاريخية لمساعدة السوريين على العودة بكرامة، لكننا نحتاج إلى دعم عاجل” .
إنها ليست مجرد رحلة عودة، بل بداية حلم يُبعث من جديد في قلوب الآلاف من السوريين.
رحلة حلم طال انتظاره في سوريا – أول قافلة للعودة الطوعية من مخيم العريشة المصدر:
