زلزال أفغانستان – تضرر مئات الآلاف، وعمال الإغاثة يجاهدون للوصول للناجين

وكان إندريكا راتوات يتحدث اليوم الثلاثاء من العاصمة الأفغانية كابول عبر الفيديو في المؤتمر الصحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، واصفا الوضع في المنطقة التي ضربها الزلزال حيث الهياكل الطينية والخشبية هي السائدة في المقاطعات الجبلية المتضررة.
وقال راتوات: “عندما تنهار الجدران، يسقط السقف على الأفراد، فيقتلهم أو يخنقهم. بما أن الزلزال وقع في الليل، فقد كان الجميع نائمين”، مشيرا إلى أن مزيدا من الأشخاص قد يكونون محاصرين تحت الأنقاض.

فرق المنظمة الدولية للهجرة تعمل على تقييم الأضرار وتقديم الدعم المنقذ للحياة للأفغان المحتاجين بشكل عاجل بعد الزلزال المدمر.
تحديات الوصول
أوضح منسق الشؤون الإنسانية أن مئات الآلاف قد يكونون تأثروا، سواء بتدمير المنازل، أو الإصابات، أو الخسائر البشرية، أو فقدان الماشية، أو أي مصادر رزق كانت لديهم.
وأشار إلى أنه في الساعات الأربع والعشرين الأولى الحاسمة بعد وقوع الزلزال، كان الوصول “محدودا للغاية”، بسبب الانهيارات الأرضية وتساقط الصخور الناجمة عن الهزات.
وقال: “شكل هذا تحديا كبيرا لنا ونحن ننتشر هناك الآن”، مؤكدا تعبئة 20 فريقا لتقييم الطوارئ إلى جانب 15 فريقا متنقلا “مما سيعزز الرحلات الجوية الإنسانية من كابول إلى جلال آباد”، عاصمة مقاطعة ننغرهار المتضررة.
وأفاد راتوات بأن الأمم المتحدة وجهات أخرى تحاول إنشاء أو إصلاح شبكات الهاتف المحمول المتضررة نظرا لانعدام الاتصال مع بعض المجتمعات المتضررة، بل وحتى جلب مروحيات والهبوط بها هناك. وأضاف: “ليس من السهل الوصول إلى هذه المناطق ومواصلة نقل المصابين”.
الدعم النفسي والوقاية من الأمراض
وأكد منسق الشؤون الإنسانية في أفغانستان على أهمية أعمال الحماية، “بما في ذلك الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد الذين فقدوا عائلاتهم وأحباءهم”. كما شدد على أهمية التخلص من الجثث والماشية النافقة للوقاية من الأمراض المنقولة بالمياه، “والتي يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة جدا”.
بدوره، نبه جوي سينغال القائم بأعمال رئيس وفد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أفغانستان، إلى أنه كان من الممكن إنقاذ مزيد من الأشخاص لو كان الوصول إلى الطرق أسهل.
وقال: “يضطر موظفونا ومتطوعونا أحيانا إلى السير لمدة تتراوح ما بين أربع وخمس ساعات للوصول إلى بعض تلك القرى النائية”. وأضاف سينغال أنه بمجرد وصول تلك الفرق إلى وجهتهم، فإنهم يضطرون للعودة سيرا على الأقدام ونقل المتضررين والجرحى إلى مركز المدينة، مشيرا إلى أن المستشفيين هناك مكتظان بالمصابين.

يتم تعبئة الإمدادات المنقذة للحياة وشحنها من مركز الإمدادات العالمي التابع لمنظمة اليونيسف في كوبنهاجن في الدنمارك لدعم الاستجابة الطارئة لزلزال أفغانستان.
لاجئون يعودون للمناطق المنكوبة
وأشار منسق الشؤون الإنسانية إلى التحديات الإنسانية التي تواجه أفغانستان، حيث يوجد أكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة. وأضاف: “يأتي الزلزال في وقت تتعرض فيه المجتمعات الضعيفة لضغوط إضافية”.
ومن بين تلك التحديات الرئيسية عودة 2.4 مليون لاجئ أفغاني من إيران وباكستان في عام 2025، حيث “تكافح المجتمعات المحلية في البلاد من أجل اندماجهم”، وفقا لما قاله المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بابار بلوش.
وأضاف بلوش الذي كان يتحدث في نفس المؤتمر الصحفي: “أكثر من نصف هؤلاء من المرحلين، وهم أشخاص وُضعوا في حافلات ووسائل نقل أخرى وتُركوا عند الحدود للعودة إلى ديارهم، وقد زاد ذلك بالفعل من القيود على قدرتنا على تقديم الدعم”.
ونبه إلى أن غالبية العائدين يتجهون تحديدا إلى المناطق المتضررة من الزلزال، مشيرا إلى أن يوم الأحد الماضي كان الموعد النهائي لفترة السماح لبقاء اللاجئين الأفغان المسجلين في باكستان.
وقال بلوش: “هؤلاء الأشخاص الذين لديهم بالفعل موارد قليلة جدا قد عادوا الآن إلى منطقة منكوبة”.
أما منسق الشؤون الإنسانية في أفغانستان فحذر مما وصفه “حافة الانهيار فيما يتعلق بالاستجابة للصدمات الإنسانية المتعددة في البلاد”.
وذكَّر بأن خطة الاستجابة الإنسانية لأفغانستان البالغة 2.4 مليار دولار لعام 2025 ممولة بنسبة 28% فقط، مضيفا: “هنا لدينا حالة طوارئ تضاف إلى حالة الأزمة”.
زلزال أفغانستان – تضرر مئات الآلاف، وعمال الإغاثة يجاهدون للوصول للناجين المصدر: