سافيتش ينقذ الهلال من مصيدة «الوحدة»

مشروع الإحلال في الهلال… هل سيبدأ بعد مونديال الأندية؟
لم يعد وداع نجوم الهلال حدثاً عابراً يثير الدهشة، بل تحوّل إلى مشهد متكرر يفرضه زمن التغييرات. أسماءٌ صنعت مجد الأزرق لعقدٍ من الزمن، تغادر تباعاً في صيفٍ تلو آخر، فيما تبدو إدارة النادي ماضية بثبات في طريق التجديد، ولو كان الثمن فقدان بعضٍ من نجومه التاريخيين.
في صيف العام الماضي، ودّع الهلال جمهوره على وقع رحيل أسماء مدوية: القائد سلمان الفرج، ومحمد البريك، وصالح الشهري، قبل أن يشد سعود عبد الحميد الرحال نحو العاصمة الإيطالية روما. لم تكد الجماهير تفيق من وقع تلك التغيرات، حتى بدأ صيفٌ جديد يُنذر بالمزيد، وعلى رأس الراحلين هذه المرة الحارس محمد العويس والظهير ياسر الشهراني.
لطالما كان استقرار الهلال الفني معتمداً على قاعدته المحلية المتماسكة، لكن هذا العمود الفقري بدأ يتشقق. يتجدد السؤال كل مرة: من يملأ الفراغ؟ هل هناك مواهب شابة قادرة على حمل الراية؟ أو أن الهلال سيواصل الاعتماد على الأجانب، دون التوقف عند كلفة ذلك على المدى البعيد؟
أسئلة بلا إجابات، تتراكم فوق نتائج موسم مخيب. فقد الفريق لقب الدوري لصالح الاتحاد، وخرج من كأس الملك على يد الخصم ذاته، ثم ودّع دوري أبطال آسيا من نصف النهائي أمام الأهلي الذي أكمل طريقه نحو المجد. وسط هذه العثرات، تصاعد الجدل حول دور اللاعبين المحليين ومدى جديّة المشروع الأزرق لإحلالهم.
باستثناء المخضرم سالم الدوسري، الذي انفجر إبداعاً هذا الموسم، كانت المشاركات المحلية محدودة. سالم لعب 46 مباراة، سجل 26 هدفاً وصنع 17، محققاً أفضل أرقامه على الإطلاق، ما دفع النادي لتجديد عقده حتى 2027. إلى جانبه، حافظ علي البليهي على ثباته الدفاعي، بـ37 مباراة و5 أهداف، بانتظار الإعلان الرسمي عن تجديد عقده.
أما محمد كنو، فرغم مشاركته في 40 مباراة، لم يتجاوز مجموع دقائقه 1814، ليظل خياراً تكتيكياً أكثر منه أساسياً، قبل أن يمدد عقده حتى 2028. ناصر الدوسري خاض 45 مباراة وسجل 4 وصنع مثلها، لكنه لم يتخط حاجز 1707 دقائق، وظل على هامش التشكيلة الأساسية.
حسان تمبكتي، المنتظر منه الكثير بعد انتقاله الكبير، شارك في 32 مباراة بـ2020 دقيقة فقط، صنع خلالها هدفين. زميله متعب الحربي، الذي كلف الهلال قرابة 29 مليون يورو، لم يحصل على فرصة حقيقية رغم غياب لودي والشهراني، واكتفى بـ1415 دقيقة وصناعة 3 أهداف.
في الهجوم، كان عبد الله الحمدان حاضراً في 28 مباراة بـ826 دقيقة، سجل خلالها 5 وصنع 6، فيما اكتفى محمد القحطاني بـ832 دقيقة، سجل خلالها هدفين وصنع 3. كلاهما ينتهي عقده في 2026. خالد الغنام، المُعار بصفقة فيها بند شراء بقيمة 46 مليون ريال، شارك في 14 مباراة فقط بـ187 دقيقة وهدف وحيد، ما يطرح علامات استفهام حول مستقبله.
أما ياسر الشهراني، فرغم كل تاريخه، لم يظهر سوى في 20 مباراة، ولعب 665 دقيقة فقط، مع صناعة يتيمة، في موسم يُرجّح أن يكون الأخير له بالقميص الأزرق. وخليفة الدوسري لم يلعب سوى 449 دقيقة في 11 مباراة بلا أي مساهمة، فيما بقي محمد اليامي حبيس الدكة، رغم مشاركته في 4 مباريات، استقبل فيها 5 أهداف وخرج بشباك نظيفة مرتين.
من بينهم جميعاً، كان أحمد أبو راسين الوحيد الذي لم تطأ قدماه أرض الملعب طوال الموسم، رغم امتلاكه عقداً يمتد حتى 2026.
وفي ظل هذا التراجع، أصبح رحيل بعض الأسماء واقعاً لا مفر منه، كما حدث مع محمد العويس، الذي يبدو أنه سينهي مشواره مع الهلال بعد 3 مباريات فقط، متجهاً نحو العُلا في صفقة انتقال حر.
وفي الأفق، يلوح أملٌ قادم مع عودة بعض المعارين، مثل مصعب الجوير المتألق مع الشباب، إلى جانب عبد الله رديف وعبد الإله المالكي وعبد الله الزيد ومحمد الزيد.
لكن الحقيقة تبقى على حالها: الهلال مقبل على مرحلة حرجة تتطلب إعادة بناء محلية مدروسة لا سيما بعد نهاية كأس العالم للأندية التي ستقام منتصف الشهر المقبل، تضمن له التوازن بين المنافسة والاستدامة، وتجعل من الفريق أكثر من مجرد كتيبة نُجوم، بل منظومة متكاملة تحمل هوية راسخة ومستقبلاً طويل النفس.
سافيتش ينقذ الهلال من مصيدة «الوحدة» المصدر: