صحيفة الشرق الأوسط – «بيونس آيرس للكتاب» يستضيف الرياض ونموذجها في التحول الحضاري

منذ إعلان وزارة الثقافة الأرجنتينية في سبتمبر (أيلول) الماضي، استضافة مدينة الرياض ضيف شرف لمعرض بوينس آيرس الدولي للكتاب 2025، بدأت الاستعدادات لفتح نافذة سعودية تزخر بمحتوى أدبي وثقافي متنوع، يعرّف بالعاصمة السعودية ونموذجها في التحول الحضاري.
وانطلقت (الثلاثاء) فعاليات الحضور السعودي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، من خلال جناح مدينة الرياض بصفتها ضيف شرف الدورة الـ49 من معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب 2025، الذي يُعد من كبرى الفعاليات الثقافية في أمريكا اللاتينية منذ انطلاقه عام 1975.
نافذة سعودية لجمهور أميركا اللاتينية
وتفتح مشاركة الرياض نافذة سعودية أمام جمهور المعرض، وتعزز الحضور الثقافي السعودي في أمريكا اللاتينية، كما تقدم العاصمة السعودية بصفتها نموذجاً حضارياً يعكس تحولات «رؤية السعودية 2030»، من خلال محتوى أدبي وثقافي متنوع، ومحتويات مترجمة إلى اللغة الإسبانية تسهم في مدّ جسور التفاهم الثقافي.
ويستعرض جناح مدينة الرياض طوال أيام المعرض المقام في الفترة من 22 أبريل (نيسان) حتى 12 مايو (أيار) القادم، ملامح التنوع الإبداعي والهوية الثقافية للعاصمة السعودية، من خلال برنامج ثقافي متكامل يشمل ندوات أدبية وجلسات حوارية وأمسيات شعرية وعروض أدائية، إلى جانب معرض للمخطوطات والكتب، وركن خاص بالإصدارات السعودية المترجمة إلى اللغة الإسبانية، وذلك في إطار دعم الانتشار العالمي للأدب السعودي.
ويضم الجناح عدداً من الأركان المتخصصة التي تعكس غنى التراث السعودي وتنوعه الثقافي، من بينها ركن الحرف اليدوية الذي يُقدّم عروضاً حية للصناعات التقليدية، وركن المستنسخات التراثية الذي يُبرز ملامح العمارة التاريخية في الرياض، إضافةً إلى فقرات فنية ومسرحية تعكس البعد الثقافي، وركن استقبال مصمَّم على الطراز السلماني كما يتيح للزوار فرصة التعرف على جوانب من الحياة اليومية في الرياض، من خلال منطقة مخصصة لعروض الأزياء التقليدية، تُقدَّم بصيغة تعريفية باللغة الإسبانية.
وفد سعودي لتمثيل الحراك الثقافي والأدبي
وتقود هيئة الأدب والنشر والترجمة، مشاركة مدينة الرياض كضيف شرف المعرض، بمشاركة وفد سعودي يمثل الحراك الثقافي والأدبي في البلاد، ويضم تجارب ثقافية متنوعة تبرز الثقافة السعودية بمكوناتها الأصيلة وتحتفي بالمواهب والإبداعات الوطنية.
ويضم الوفد، هيئة المسرح والفنون الأدائية، التي تقدم مسرحية للفنون الأدائية السعودية بقصة مستوحاة من التراث السعودي لأهازيج البناء وأهازيج السواني قديماً. بالإضافة إلى هيئة التراث، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ودارة الملك عبد العزيز، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، ومكتبة الملك فهد الوطنية.
وقال الدكتور عبد اللطيف الواصل، الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب، إن التعاون الثقافي يمثل أداةً حضاريةً لبناء الجسور وتعزيز العلاقات بين الأمم، كما أكد خلال حديثه بمناسبة تدشين الجناح السعودي على العلاقة الرصينة التي تربط السعودية والأرجنتين.
وتعد بوينس آيرس العاصمة الثقافية لأميركا اللاتينية بسبب ما تزخر به من مسارح ومكتبات في أرجاء المدينة، وقد عُرفت بوصفها من الوجهات المفضلة للكتاب اللاتينيين، الذين يحلمون بنشر أعمالهم في هذه المدينة.
من جهته، رسّخ معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب، والذي يُعد من كبرى الفعاليات الثقافية في أمريكا اللاتينية، مكانته منصةً رائدةً للنشر وتبادل المعرفة، منذ انطلاقه عام 1975، ويستقطب أكثر من مليون زائر كل عام، سيجدون في هذه النسخة فرصة ثمينة للتعرف على السعودية، بتراثها وثقافتها وتنوعها، من خلال تسليط الضوء على تجربة عاصمتها الرياض ونموذجها في التحول الحضاري وتطلعاتها ضمن «رؤية 2030».
صحيفة الشرق الأوسط – «بيونس آيرس للكتاب» يستضيف الرياض ونموذجها في التحول الحضاري المصدر: