اخر الاخبار

علاج بالخلايا الجذعية يمنح الأمل للمواليد المصابين بتلف المخ


كشفت دراسة حديثة نُشرت في منتصف شهر يوليو (تموز) من العام الحالي في مجلة السكتة الدماغية «Stroke»، عن احتمالية ان يُسهم علاج جديد بالخلايا الجذعية عن طريق الأنف «Intranasal stem cell» في إنقاذ حديثي الولادة من الإصابة بمشكلات عصبية كبيرة مثل الشلل الدماغي (CP) الذي يحدث نتيجة تلف خلايا المخ بسبب نقص الأكسجين خلال عملية الولادة أو بعدها مباشرةً.

خلايا جذعية عبر الأنف

الدراسة التي أجراها باحثون من المركز الطبي الجامعي في أوتريخت UMC Utrecht في هولندا، أكدت أن معظم الأطفال العشرة الذين تلقوا العلاج الجديد بالخلايا الجذعية عبر الأنف بعد الولادة بفترة وجيزة، وتمت متابعتهم لفترة طويلة بعد الولادة، أظهروا نمواً ملحوظاً ولم يعانوا من أي إعاقات حركية كبيرة أو مشكلات بصرية حادة، وبدأوا المشي في وقت مبكر في المتوسط مقارنةً بأقرانهم الآخرين المصابين بالسكتة الدماغية، الذين لم يتم علاجهم بالخلايا الجذعية. وفي المجمل لم يصب أي منهم بالصرع.

سكتة دماغية للجنين

أوضح الباحثون أن جميع الأطفال العشرة الذين تم إجراء الدراسة عليهم تمت إصابتهم بالسكتة الدماغية قبل الولادة مباشرةً أو في أثنائها أو بعدها بفترة بسيطة، مما سبَّب ضرراً بالغ للمخ حديث النمو. وفي الأغلب يمكن أن يؤدي هذا النوع من الإصابات إلى مشكلات عصبية طويلة الأمد مثل الشلل الدماغي والإعاقات الحركية والإدراكية المختلفة بسبب تلف الدماغ المبكر.

اقراء ايضا  تبدأ 9 صباحًا.. عوالق وأتربة مثارة على أجزاء من الرياض

تلقى الأطفال العشرة جرعة واحدة من الخلايا الجذعية على شكل قطرات عن طريق الأنف خلال أسبوع من الولادة. وبعد ذلك تابع الباحثون الأطفال لمدة عامين بعد العلاج، ولم يحدث أي آثار جانبية كبيرة مرتبطة بالجهاز العصبي لأي طفل، وحتى الحالات التي دخلت المستشفى في أثناء هذه الفترة كانت لأسباب مختلفة بعيدة تماماً عن المضاعفات المحتملة للمشكلات العصبية. ولم يحتج أيٌّ من الأطفال إلى أدوية عصبية بعد خروجهم من المستشفى.

واختلف حجم التلف في الأنسجة المُخِّية لكل طفل تبعاً لشدة كل حالة من السكتات الدماغية، ولكن في المجمل كان حجم التلف أقل من المتوقع لمثل هذه الحالات المدروسة. ونما معظم الأطفال بشكل جيد، إلا أن أحد الأطفال عانى من تأخر إدراكي خفيف، وعانى اثنان من تأخر لغوي، وعانى طفل واحد من مشكلات شديدة في النوم، ولم يكن لدى معظمهم مشكلات متعلقة بالنمو الحركي.

نجاح العلاج

من المعروف أن معدلات حدوث الشلل الدماغي في مثل هذه الحالات يمكن أن تصل إلى 70 في المائة من الأطفال الذين يحدث لهم تلف في المخ نتيجة سبب أو آخر. ولكن في هذه الدراسة أُصيب طفلان فقط بالشلل الدماغي الخفيف، مما يمثل 20 في المائة من المجموعة التي جرى علاجها بالخلايا الجذعية، مما يوضح النجاح الكبيرة لهذه الطريقة في خفض حالات الإعاقة وإنقاذ نسبة كبيرة من الأطفال.

الجدير بالذكر أن جميع الأطفال المشاركين في هذه الدراسة أظهروا في البداية تلفاً في خلايا المخ يمكن أن يؤثر في الخلايا المسؤولة عن الحركة في المخ، مما يزيد من خطر الإصابة بالشلل الدماغي في الأغلب بنسبة تزيد على 80 في المائة، وتبعاً لحجم التلف وموقعه كان من المفترض أن يصاب معظم هؤلاء الأطفال بالصرع أو مشكلات حادة في الرؤية.

اقراء ايضا  الرئيس السوري أحمد الشرع يغادر جدة - أخبار السعودية

وأوضح العلماء أن الهدف من هذه الدراسة لم يكن إثبات فاعلية العلاج بالخلايا الجذعية، ولكن تقييم مدى سلامته.

ومن المتوقع أن يتم تعميم هذه الطريقة العلاجية في هذه الحالات مستقبلاً، بعد ظهور النتائج الإيجابية الكبيرة لهذه الدراسة في مجموعة تُعد عالية الخطورة جداً.


علاج بالخلايا الجذعية يمنح الأمل للمواليد المصابين بتلف المخ المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام