اخر الاخبار

“عندما احترقت غزة وتضور الأطفال جوعا وانهارت المستشفيات – هل تحركتم؟”: صوت أممي من غزة

كانت تشيريفكو تتحدث في مؤتمر صحفي في نيويورك عبر الفيديو من غزة، مشيرة إلى الأمر الصادر من السلطات الإسرائيلية لمئات آلاف السكان المنهكين بالمغادرة إلى منطقة مكتظة بالفعل لا يوجد فيها متسع للمزيد.

أولغا تشيريفكو المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة.

في هذا المقال، نترك المجال لكلمات أولغا تشيريفكو المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لتصف الوضع كما تراه في قطاع غزة.

“أرسل لي صديق رسالة على الهاتف أمس قال لي إنه حاول إيجاد مكان في الجنوب لينزح إليه ولم يتمكن. ابن عمه البالغ من العمر 8 سنوات، قُتل في قصف إسرائيلي الأسبوع الماضي، مع عدة أطفال آخرين أثناء انتظارهم الحصول على الخبز.

ابنته – التي أكملت عامها الثاني ولا تعرف شيئا في حياتها الصغيرة سوى الحرب – تسارع فور سقوط قنبلة في موقع قريب إلى الاختباء تحت الطاولة في المطبخ الخيري الذي يديره والدها حيث يواصل إطعام آلاف الأشخاص يوميا.

إن غزة لا تحتاج إلى الشفقة، ولكنها تحتاج إلى إنهاء هذا العنف المروع.

تنتشر رائحة الموت في كل مكان، لتكون تذكرة مريعة بأن الأنقاض تُخفي رفات أمهات وآباء وأطفال. أناس، ضحكوا وبكوا وحلموا. حياتهم كانت قصيرة بسبب آليات الحرب القاتلة، الكثيرون منهم لن يُعثر عليهم أبدا.

في طريق عودتنا إلى غزة أمس، لم نجد بالكاد طرقا يمكن المرور منها، إذ تزاحم الناس حول قافلتنا فيما يبدو عليهم الإنهاك، يتوسلون لإنهاء هذا الرعب.

اقراء ايضا  فظائع نتنياهو لن توقف المساعي العربية لمنع الإبادة

طفلة صغيرة كانت تمشي بجوار والدها، لوحت لنا لتسلم علينا بيدها عندما مررنا بجوار أسرتها. هل ستنجو من هذا الجحيم؟ هل قادة العالم الذين يستطيعون وقف هذه الحرب، يرون أن هذه الطفلة تستحق السلام؟. إن حياتها بأيدي من يختارون أن يفعلوا شيئا.

يكافح الآباء لحماية أبنائهم من العنف، من الجوع، من الخوف. الأسر الفارة تملأ الشوارع، تحمل أطفالها ولا تعرف إلى أين تتجه لأن كل السبل قد نفدت.

السباق مع الوقت، مع الموت، مع انتشار المجاعة، يجعلنا نحن عمال الإغاثة نشعر وكأننا نجري في رمال متحركة، فيما تُرفض في كثير من الأحيان تحركات قوافل الإغاثة أو تتأخر أو تتعرض للعراقيل من السلطات الإسرائيلية.

ولكن مع هذه المعاناة، تسطع الإنسانية. الأطباء والممرضون والمسعفون الفلسطينيون يعملون على مدار الساعة، غالبا بدون تلقي أجور أو أدوية أو كهرباء.

العاملون في المجال الإنساني من وكالات الأمم المتحدة والصليب الأحمر والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، يقومون بتوصيل الغذاء والدواء والمياه النظيفة تحت إطلاق النار.

أناس عاديون يشاركون القليل الذي يمتلكونه مع غرباء. في كل خطوة رعاية، يظهر رفض السماح للقسوة بأن تشكل المستقبل، وإثبات أن الروح البشرية قادرة على الصمود حتى في أحلك الأوقات.

يسألني البعض إذا بقي لدي أي أمل. الأمل قد يكون كل ما يبقى لدينا، لذا علينا أن ندعمه.

سكان غزة لا يطلبون صدقة، بل يطلبون حقهم في العيش بأمان وكرامة وسلام. وإنسانيتنا جميعا – أنا وأنتم – تملي علينا أن نتحرك الآن.

سيحكم علينا التاريخ، ليس فقط فيما يتعلق بالخطابات التي نلقيها ولكن أيضا بأفعالنا. عندما احترقت غزة وتضور الأطفال جوعا وانهارت المستشفيات، هل تحركتم؟

اليوم وكل يوم، توجد فرصة جديدة للمجتمع الدولي ليترجم الكلمات إلى أفعال. لا تفوتوا الفرصة، فقد تكون الأخيرة”.

اقراء ايضا  "السعودي لسلامة المرضى" يعزز ثقافة وجودة الخدمة خلال 2024

“عندما احترقت غزة وتضور الأطفال جوعا وانهارت المستشفيات – هل تحركتم؟”: صوت أممي من غزة المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام