غزة – الأمم المتحدة ترفض استخدام المساعدات كسلاح، و”الجوع يدفع الناس لنبش القمامة”

هذا ما قاله يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في رده على أسئلة الصحفيين في جنيف اليوم الثلاثاء، واصفا “الواقع القاسي والوحشي واللاإنساني” للوضع في غزة.
وقال السيد لاركيه إن الفريق الإنساني القُطري العامل في الأرض الفلسطينية المحتلة، والذي يضم حوالي 15 وكالة أممية و200 منظمة غير حكومية، قد تلقى إفادة شفهية بشأن الخطة الإسرائيلية المقترحة لإغلاق نظام المساعدات الحالي وتوصيل الإمدادات عبر محاور إسرائيلية بشروط يضعها الجيش الإسرائيلي.
استخدام المساعدات كسلاح
وأكد المتحدث باسم مكتب أوتشا أن الأمم المتحدة “لا تقبل هذا الاقتراح” لأنه لا يرقى إلى المبادئ الإنسانية الأساسية المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية في توصيل المساعدات.
وقال إن الخطة الإسرائيلية “تبدو محاولة متعمدة لاستخدام المساعدات كسلاح،” مشددا على ضرورة أن تقدَّم المساعدات بناء على الحاجة الإنسانية، “وليس استخدامها بأي شكل من الأشكال كتكتيك لنقل الناس إلى أي مكان محدد”.
وجدد المتحدث باسم الأوتشا دعوته لإعادة فتح المعابر، مشيرا إلى أن المساعدات عالقة خارج القطاع وجاهزة للدخول. وقال إن سكان غزة بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية، وبدلا من ذلك “يتلقون القنابل”.
وضع يثير الإحباط
وأعتبر السيد لاركيه أن الأمم المتحدة “نجحت بدقة، ورغم كل الصعاب، في تمكين نظام مساعدات داخل غزة في أسوأ الظروف الممكنة، والذي نجح بالفعل وأنقذ الأرواح ووفر الرعاية الصحية”.
وقال إن الأمم المتحدة ليس لديها غرض سوى مساعدة المحتاجين، وهي قادرة على معالجة المعاناة الإنسانية في غزة عندما تكون المعابر مفتوحة ويتم تسهيل الحركة داخل القطاع. وأكد أن هذا أمر يثير “إحباطا كبيرا” لأن المنظمة “لا تمتلك إلا سلطة ضئيلة” على الظروف المتاحة.
وأوضح قائلا: “سيتعين علينا أن نطلب من الآخرين القيام بمهامهم. سيتعين علينا أن نطلب من الجهات السياسية الفاعلة أن تمنحنا وقف إطلاق النار. والآن بدأ القصف من جديد. نطلب من أولئك الذين يحتجزون الرهائن إطلاق سراحهم. عائلات الرهائن تعاني معاناة بالغة. إن أخذ الرهائن بهذه الطريقة واستخدامهم كورقة مساومة يُعدّ، بالطبع، جريمة حرب مروعة. من ناحية أخرى، لا يُمكنك أيضا حجب المساعدات عن المدنيين كورقة مساومة على الجانب الآخر من اللعبة. إنه أمر قاس، وهو بالتأكيد ليس إنسانيا”.
وأكد السيد لاركيه أن الأمم المتحدة تُصر على الحياد والاستقلال في أي توزيع للمساعدات لأن هذا يُهدئ مخاوف السكان الذين تسعى لخدمتهم ويتجنب أي رد فعل انتقامي عليهم من أحد أطراف النزاع.
وقال: “لهذا السبب أنشأنا نظاما إنسانيا للأمم المتحدة، وهو نظام كبير جدا ومهني للغاية، ويمكنه القيام بهذه الأمور، ويقوم بها بالفعل في جميع أنحاء العالم”.
الموت يحوم حول الأطفال
من جانبها، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت هاريس إنه منذ بداية عام 2025، تم الإبلاغ عن إصابة ما يقرب من عشرة آلاف طفل في غزة بسوء التغذية الحاد الشامل، بما في ذلك 1397 يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم تم إدخالهم لتلقي العلاج في العيادات الخارجية والداخلية.
وقالت: “نرى أيضا الكثير من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مع مضاعفات طبية، وبمجرد الوصول إلى هذه المرحلة دون علاج، فإنهم سيموتون”.
وأضافت أن ثلاثة من أصل أربعة مراكز لعلاج سوء التغذية الحاد الوخيم في غزة تعمل، ولكن عدد حالات الأطفال الذين يأتون إلى تلك المستشفيات لتلقي العلاج أقل من المتوقع. وعزت ذلك إلى عدم قدرتهم على الوصول إلى المراكز، مضيفة أن “واحدا من كل خمسة أطفال لا يكمل علاجه، وعادة ما يكون ذلك بسبب الإخلاء أو النزوح أو الوضع الفوضوي الذي يعيشون فيه”.
كما أعربت الدكتورة هاريس عن قلقها إزاء ارتفاع حالات الإسهال المائي الحاد. وقالت إذا أصيب طفل “على حافة المجاعة بالفعل” بالإسهال، “فإن ذلك سيقتله، وبسبب نقص البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، فإننا نشهد إسهالا مائيا حادا في كل مكان”.
غزة – الأمم المتحدة ترفض استخدام المساعدات كسلاح، و”الجوع يدفع الناس لنبش القمامة” المصدر: