اخر الاخبار

غزة – العمليات الإنسانية تتعرض لضغوط هائلة، والأمم المتحدة تؤكد على حياد مكتب أوتشا

وأوضح دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي أن الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد لاغتنام فرصة وقف إطلاق النار بهدف توسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل كبير في جميع أنحاء قطاع غزة، “مثلما فعلنا خلال وقف إطلاق النار السابق”.

وأضاف قائلا: “خططنا جاهزة. ولكن لإحداث فرق حقيقي، يجب على إسرائيل تمكين إيصال المساعدات بشكل آمن ودون عوائق، والسماح بدخول المعدات الأساسية والوقو”.

وأكد دوجاريك على ضرورة فتح جميع المعابر واستعادة الحركة على طول طرق الإمداد الرئيسية. وشدد على ضرورة أن يتمكن العاملون في المجال الإنساني من العمل بأمان. كما أكد ضرورة السماح للناس بالتنقل بحرية وأن تصل الإمدادات، بما في ذلك من القطاع الخاص، إلى جميع أنحاء غزة.

وقال المتحدث الأممي إنه “إذا تم استيفاء هذه الشروط، فسنعطي الأولوية بشكل عاجل لتوفير الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية والحماية للمدنيين في غزة الذين يواجهون صعوبات لا يمكن تصورها لفترة طويلة جدا”.

منسق الشؤون الإنسانية يزور غزة

وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة بأن المنسق المقيم ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، رامز ألاكبروف زار قطاع غزة اليوم الأربعاء، حيث التقى بوكالات الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين في دير البلح.

وأوضح أن ألاكبروف أعرب خلال زيارته عن دعمه القوي للجهود الدؤوبة التي يبذلها العاملون في المجال الإنساني الذين يواصلون تقديم الخدمات في ظل ظروف استثنائية وصعبة وخطيرة، بما في ذلك العمل في مناطق قتال نشطة وسط خوف مستمر.

اقراء ايضا  مؤتمر الأول من نوعه.. "المراجعين والمحاسبين" تستعرض أحدث تقنياتها

يأتي هذا في وقت حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن أزمة الجوع في قطاع غزة لم تكن بهذا القدر من السوء قبل أي وقت مضى. وأضاف المكتب أن 109 منظمات إغاثة حذرت اليوم من أن الجوع الجماعي يتفشى في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث يصاب الزملاء وأولئك الذين يقدمون لهم الخدمة بالهزال.

وقال المكتب إن عمال الإغاثة يفقدون الوعي من الجوع والإرهاق بسبب سوء التغذية اليومي، مضيفا أن سوء التغذية المميت بين الأطفال يصل إلى مستوى كارثي. وحذرت منظمة اليونيسف من أن الطفل الذي يعاني من سوء التغذية الحاد أكثر عرضة للوفاة بمعدل عشر مرات مقارنة بالطفل الذي يتمتع بتغذية جيدة.

طفل مصاب بسوء التغذية الحاد يرقد في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي في  قطاع غزة.

طفل مصاب بسوء التغذية الحاد يرقد في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي في قطاع غزة.

انخفاض كبير في الوجبات

ورغم الظروف الكارثية، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إنه عمال الإغاثة يواصلون تقديم المساعدات المنقذة للحياة أينما ومتى استطاعوا. لكنه شدد على أنه كي يتسنى استدامة هذه العمليات، بما في ذلك برامج التغذية، يجب على السلطات الإسرائيلية تسهيل إيصال المزيد من المساعدات إلى جميع أنحاء قطاع غزة دون أي تأخير.

وأوضح أنه حتى يوم الأحد، قدم الشركاء 158,000 وجبة مطبوخة عبر 64 مطبخا مجتمعيا، وهو ما يعكس انخفاضا بأكثر من 70,000 وجبة يومية مقارنة باليوم السابق.

تأثير كارثي على الأمهات والمواليد

وعلى الصعيد الصحي، أفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة بأن المستشفيات تعاني من ضغوط هائلة ولا تستطيع استيعاب تدفق المرضى، بمن فيهم المصابون جراء الأعمال العدائية، بسبب نقص الإمدادات والغذاء.

ونقل عن السلطات الصحية المحلية أن الأيام القليلة الماضية شهدت إغلاق العديد من مرافقها الصحية بسبب نقص الوقود، وأن المزيد من المستشفيات، بما في ذلك مستشفى الشفاء، تواجه خطر الإغلاق الوشيك في غضون الأيام القليلة المقبلة.

اقراء ايضا  الجيش السوري يفاجئ المسلحين بهجمات مضادة

في غضون ذلك، حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن الحرمان الشديد من الغذاء، ونظام الرعاية الصحية المُدمَر، والضغط النفسي الهائل، تؤدي إلى نتائج كارثية على الحوامل والمواليد الجدد.

وأفاد الصندوق بأن الفترة من كانون الثاني/يناير إلى حزيران/يونيو من هذا العام، شهدت انخفاضا في الولادات، بشكل حاد، وتوفيت 220 أما، أي أكثر من 20 ضعفا من إجمالي عدد وفيات الأمهات المسجلة عام 2022. وتوفي ما لا يقل عن 20 مولودا جديدا في غضون 24 ساعة من الولادة، ووُلد ثلث الأطفال قبل الأوان بوزنٍ ناقص أو احتاجوا إلى دخول العناية المركزة لحديثي الولادة عندما كانت هذه المرافق متاحة، وفقا للوكالة الأممية.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الأشخاص ذوي الإعاقة لا يحصلون على طعام، ولا أجهزة مُساعدة، ولا رعاية صحية. وشدد على أنه ينبغي اتخاذ تدابير لحماية المدنيين، بمن فيهم عشرات الآلاف من كبار السن أو ذوو الإعاقة في القطاع، والذين يحتاجون إلى مساعدة للحفاظ على حياتهم وكرامتهم.

عائلة تتعرض لإصابات في إحدى الهجمات في مدينة غزة.

© UNICEF/Mohammed Nateel

عائلة تتعرض لإصابات في إحدى الهجمات في مدينة غزة.

يجب استلام الإمدادات بأمان

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن “السلطات الإسرائيلية تعد وحدها صاحبة القرار بشأن كيفية وكمية المساعدات التي تدخل قطاع غزة، ونوع الإمدادات المسموح بها في ظل تحديات لوجستية هائلة”.

وأوضح أنه لجمع الإمدادات التي وصلت إلى أي من المعابر الإسرائيلية المحيطة بغزة يحتاج السائقون إلى موافقات دخول متعددة، بالإضافة إلى توقف مؤقت للقصف وفتح البوابات الحديدية. وأضاف أنه “في كثير من الأحيان، يتم إطلاق النار على المدنيين الذين يقتربون من شاحناتنا”.

وشدد على أنه لاستلام الإمدادات بأمان، يجب الحصول على ضمانات موثوقة بأن القوات لن تتدخل أو توجد على طول طريق قوافل الأمم المتحدة. وقال إن كمية المساعدات التي دخلت غزة ليست سوى غيض من فيض الاحتياجات الهائلة، مضيفا: “قبل كل شيء، نحتاج إلى وقف إطلاق النار لوضع حد لهذا الوضع المدمر”.

اقراء ايضا  منصة سعودية تعمل بالذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بعد لخدمة ضيوف الرحمن

ثقة كاملة في مكتب أوتشا

وعلق المتحدث الأممي على الإجراءات العقابية التي أعلنتها السلطات الإسرائيلية ضد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وقال دوجاريك: “لدينا ثقة كاملة في مهنية مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وعمله المحايد”. وأضاف أن “أي إجراءات عقابية لن تؤدي إلا إلى إضافة المزيد من العقبات التي تمنعنا من الوصول إلى الأشخاص الذين يواجهون الجوع والنزوح والحرمان”.

وكان السفير الإسرائيلي داني دانون قد ذكر خلال كلمته أمام مجلس الأمن أن مئات من موظفي الأوتشا “يخضعون لفحص أمني”، مضيفا أن تصاريح موظفين رئيسيين لن تُجدد بسبب ما وصفها بـ “الأدلة الواضحة على انتمائهم لحماس”، حسبما قال.

وقال إن إسرائيل لن تمنح تأشيرات تلقائية بعد الآن لموظفي المكتب الدوليين، مضيفا أن مدة التأشيرة ستقتصر الآن على شهر واحد. وادعى أن رئيس مكتب أوتشا في الأرض الفلسطينية المحتلة، جوناثان ويتال، “أظهر باستمرار وبشكل صارخ تحيزه وأجندته ضد دولة إسرائيل”. وقال إن تأشيرته لن تُجدد وأنه سيغادر البلاد بحلول 29 تموز/يوليو.


غزة – العمليات الإنسانية تتعرض لضغوط هائلة، والأمم المتحدة تؤكد على حياد مكتب أوتشا المصدر:

زر الذهاب إلى الأعلى
إنضم لقناتنا على تيليجرام